آراء

المنفى سيئ!

لا يملك احد حق اعلان حرمان انسان من العودة إلى وطنه ، ايا يكن اختلافه معه.
افكر انني في الرياض اقاسمهم هذه الورطة واحب صنعاء ووضعي فيها ، مقارنة بالتواجد المرهق عند مضيف يتململ منك ويسقط الاحترام عنك بمرور الايام.
اغلبهم ذهب إلى هناك خوفا على حياته ، وان اعلن مباركته للعاصفة الا انه يملك حقا في وطنه ، بيت وذكريات ، دنيا ان اعلنت انت حرمانه من العودة اليها ستحصره في خيار استعادتها دمويا.
يتثاءب انسان المنافي يحمل جسده المتضعضع وذهنه المشوش بين بوابة فندق يبادله السأم وبين البطحاء واليمامة وشارع الملك يبحث عن اهل البلاد في دنيا قلبت للجميع ياقتها .
عندما لجأ خالد سلمان في لندن ادركت يومها انه ربما نجى جسديا لكنه علق مثل روح هائمة هناك ، اذ ماالذي سيقدمه منفى لندن غير شوارع نظيفة ونساء لابسات قصير ؟ دنيا لا تراه وعشاء المنفى بارد.
الان وكأننا اذ نقبل حق الابعاد انما نبرم اتفاقا مع النفي والاستحواذ على البيت.
في بيتنا قد نعترك ونتبادل القسوة لكن لا اقسى من ان تقتتل وبقاياك في بلاد الاخرين ، صدرك يجيش واصابعك شاردة تحن لمقبض باب أليف.

زر الذهاب إلى الأعلى