حرب اليمن في شهرها الـ12: الحلول السياسية غائبة
تصاعدت وتيرة المعارك الميدانية إلى الشرق من صنعاء مع وصول تعزيزات لقوات الجيش اليمني الموالية للشرعية و"المقاومة الشعبية"، والتي تسعى لتحقيق أكبر قدر من التقدّم، بالتزامن مع دخول الحرب شهرها الثاني العشر، على بدء عمليات التحالف العربي في اليمن، فيما يقوم المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد بلقاءات لإحياء المحادثات، تبدو فرصتها ضئيلة في ظل المعطيات الميدانية والإقليمية حالياً.
وأكدت مصادر ميدانية أن مديرية نِهم الواقعة شرق صنعاء وطريقها إلى مأرب، شهدت معارك عنيفة خلال اليومين الماضيين، بعد إعلان "المقاومة" تدشين مرحلة ثانية من العمليات تسعى من خلالها إلى التقدّم لإكمال السيطرة على مديرية نِهم، ما يُمكّنها من التقدّم أكثر باتجاه العاصمة.
ووفق المصادر، فقد سيطرت "المقاومة" وقوات الشرعية على قرى ومواقع عديدة خلال اليومين الماضيين عقب وصول تعزيزات إليها من جهة مأرب، إذ تقدمت باتجاه منطقة مسورة بدعم جوي من مقاتلات التحالف التي نفذت عشرات الضربات الجوية في نِهم، ونتج عن المواجهات سقوط قتلى وجرحى بالعشرات أغلبهم من الحوثيين والموالين للرئيس السابق علي عبدالله. وتسعى قوات الشرعية من خلال تكثيف هجماتها في نِهم إلى الوصول إلى مناطق تمكّنها من توسيع جبهة المواجهات إلى مديرية أرحب الواقعة شمال العاصمة، ومديرية بني حشيش المحاذية لمديرية نِهم شرقاً.
إلى ذلك، تتواصل المواجهات المسلحة والغارات الجوية في مناطق متفرقة بمحافظات تعز والجوف والبيضاء وإب والضالع وحجة، غير أن التركيز في صنعاء بدا واضحاً أكثر من أي وقت مضى، مع دخول عمليات التحالف العربي بقيادة السعودية شهرها الثاني عشر، منذ انطلاقها في 26 مارس/آذار2015.
وتكتسب معارك صنعاء أهمية سياسية إلى جانب كونها مكاسب عسكرية، إذ تعكس التقدّم الذي حققته عمليات دول التحالف وقوات الشرعية المدعومة منها على الأرض، على مدى 11 شهراً من العمليات الجوية المتواصلة والمعززة بتدخّل بري بشكل محدود، بقوات من التحالف تدعم "المقاومة" والجيش على الأرض. ومع تواصل المعارك وتصميم قوات الشرعية على التقدّم شرق صنعاء، تبدو البلاد أمام مرحلة حاسمة، إذ تغيرت الكثير من المعطيات لصالح الشرعية إثر التقدّم الذي أحرزته في الشهرين الأخيرين بمنطقة نِهم.
سياسياً، يواصل ولد الشيخ أحمد لقاءاته الدبلوماسية في سبيل إحياء محادثات السلام التي تعثّر انعقاد جولتها الثالثة في يناير/كانون الثاني الماضي. وعقد ولد الشيخ أحمد لقاءات في العاصمة الروسية موسكو أخيراً مع مسؤولين في الخارجية الروسية، كما التقى بوزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي وبحث معه سُبل استئناف المحادثات.
وتأتي الجهود السياسية لإحياء المحادثات وسط خيبة أمل يعبّر عنها طرفا المحادثات (الحكومة والانقلابيون) ويتبادلون الاتهامات بعدم الجدية فيها، كما عبّر عنها المبعوث الأممي في تصريحاته من موسكو، إذ أعلن أن "التحدي المتمثل بإعادة البلاد إلى مسار سلمي وحكم ديمقراطي يشمل كافة الأطراف، لن يكون سهلاً".
وفي آخر المواقف الحكومية المعلنة، اعتبر المخلافي في تصريحات صحافية أن "الطرف الانقلابي لم يكن جاداً في أي لقاءات سلام، وحاول استغلالها لكسب الوقت ومحاولة إيجاد مخارج غير مقبولة والبحث عن آليات أخرى لتحريك القضية اليمنية عبر آليات خارج نطاق الامم المتحدة بهدف التسويف والمماطلة، وهو ما ترفضه الحكومة الشرعية بشكل قاطع".
وأضاف أن "الحكومة شاركت في لقاءات جنيف 1 و2، بنيّة صادقة لإحلال السلام والعودة للعملية السياسية واستئناف ما توافق عليه اليمنيون في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وتحت مظلة قرار مجلس الأمن 2216".