[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
تقارير ووثائق

جريمة دار المسنّين بعدن: مسلسل من القتل بتهمة "التبشير"

لا تزال جريمة اقتحام "دار رعاية المسنين" في مدينة عدن جنوبي اليمن، وقتل 16 شخصاً تثير جدلاً في اليمن، إذ كشفت معلومات لاحقة عن اختطاف المسلحين لقس هندي كان موجوداً في المقرّ أثناء اقتحامه الجمعة الماضي، فيما رُبط الحادث باتهامات للقائمين على الدار بممارسة "التبشير"، في حادثة أعادت إلى الأذهان، حوادث قتل مشابهة، خلال العقدين الماضيين في اليمن.

 
وأكدت وزارة الخارجية الهندية اختطاف أحد مواطنيها في اليمن، وهو الأب توم أزهونيلي، الذي كان يقيم مع الراهبات اللواتي قتلن من قبل المسلحين، وهن أربع ممرضات يحملن الجنسية الهندية. وأشارت وزيرة خارجية الهند، سوشما سواراج، إلى أن بلادها تحاول عن طريق مكتبها في جيبوتي، التأكد من مكان الأب أزهونيلي، في ظل إغلاق سفارتها في اليمن.

 

وتشير المعلومات، إلى أن القس المختطف أزهونيلي، كان يقيم في إحدى الكنائس في مدينة عدن، وهي من بين أربع كنائس بناها البريطانيون أثناء احتلالهم جنوب اليمن، وبقيت محل رعاية وحماية من السلطات في مختلف المراحل، إلى أن تعرضت للاقتحام وبعضها للنهب، خلال العام الماضي، وتحديداً في سبتمبر/أيلول، ما دفع الأب توم إلى النزوح منها إلى دار المسنين الخيرية.

 
وكان مسلّحون قد اقتحموا "دار المسنين" في منطقة الشيخ عثمان، وأقدموا على قتل 16 شخصاً من جنسيات يمنية وهندية وإثيوبية، ومن بين القتلى أربع من الممرضات الهنديات اللاتي وصفن ب"الراهبات"، وجرى إعدامهم داخل المقر بطرق بشعة وفي أمكان متفرقة من المبنى. فيما لا يزال مصير أزهونيلي مجهولاً، ولم تعلن أي جهة حتى اليوم، مسؤوليتها عن الحادث. على الرغم من أن العديد من المصادر تشير إلى أن الجريمة تحمل بصمات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، فيما نفى تنظيم "القاعدة" أن يكون له علاقة بالحادث.

 
ولقيت الحادثة إدانات واسعة رسمية وشعبية في الأوساط الشعبية، باعتبارها جريمة استهدفت أبرياء مسالمين بدم بارد. ومن جهة ثانية، أعادت إلى الأذهان حوادث سابقة، ارتبطت بتهم "التبشير" في البلاد.

 

مقتل الراهبات في الحديدة 
في عام 1998، أقدم أحد المتطرفين على إطلاق النار على ثلاث راهبات يعملن في دار رعاية المسنين في مدينة الحديدة، غربي اليمن، وهن هنديتان وفيلبينية. وألقت السلطات القبض على منفذ العملية ويدعى عبدالله علي الناشري، جرى التحقيق معه، وادعى أن الضحايا يمارسن التبشير ب"النصرانية"، غير أن المحكمة دانته بالقتل العمد، وحكمت بإعدامه لينفذ الإعدام في 2003.

 

مقتل الأطباء الأميركيين في جبلة 
في عام 2002، أقدم مسلّح على قتل ثلاثة أطباء يحملون الجنسية الأميركية في مستشفى جبلة العام، بمحافظة إب، جنوب غربي البلاد، وهم ووليام كوين وكاثلين جاريتي ومارتا مايرس. وقد اعتقلت السلطات منفذ العملية ويدعى عابد عبدالرزاق الكامل، واتهم الضحايا ب"التبشير"، إلا أن المحكمة دانته وحكمت بإعدامه عام 2006.

 
مقتل الأطباء في صعدة 
في عام 2009 أقدم مسلحون على اختطاف تسعة أطباء يعملون في أحد مستشفيات مدينة صعدة، شمالي البلاد. وبعد أيام من اختطافهم عُثر على جثث ثلاث نساء من المختطفات، وهن ألمانيتان وكورية، فيما تضاربت المعلومات حول بقية المختطفين وتوجهت الاتهامات لتنظيم "القاعدة"، فيما ربطت تقارير صحافية ألمانية الحادثة باتهامات ممارسة "التبشير".

يشار إلى أنه مثل هذه الجرائم تثير إدانات واسعة في الأوساط اليمنية، وهو الأمر الذي يعزّزه ردود الفعل حول الجريمة الأخيرة في عدن، وأحكام الإعدام التي صدرت بحق اثنين من المتورطين في جرائم سابقة.

زر الذهاب إلى الأعلى