جذور الإرهاب والحلول
أصبح الإرهاب اليوم ظاهرة تشغل العالم، ولكن دعونا نناقش هذه المشكلة المعروفة لدى الجميع وتجاهل الأسباب والحلول. فالإرهاب اليوم أصبح يأخذ أشكالاً مختلفة وأهدافاً متنوعة، والكل من المتنفذين الذين يقفوا وراء هذه الجرائم البشعة لهم أهداف مختلفة.
فالإرهاب في العالم العربي أهدافه معروفة وهي تأمين إسرائيل والحفاظ على تفوقها. أصبحت لعبة الإرهاب مكشوفة، ففي العراق مطلوب للإرهاب أن يدمر الفلوجة والرمادي والأنبار وغيرها ويساعد على تهجير السكان ويتم تسليم رقابهم وأعناقهم للحشد الشعبي وحرمانهم من أبسط حقوق الإنسان. فما أن يخرجوا من العراق يذهبوا لمخيمات الأمم المتحدة ويسافروا لدول أخرى، حتى بغداد ممنوعة عليهم بعدم كفيل وهذه فضيحة تاريخية للأسف، ثم يأتي الحشد مع إيران ليغيروا ديمغرافية هذه المناطق لتغيير التركيبة السكانية لصالح أطماع إيران.
وسوريا كذلك أصبح الإرهاب يساعد مع روسيا لإعادة نظام الأسد وتسليمه المناطق للنظام السوري لتصبح ولايات إيرانية بعد التصويت. هذه مخططات معروفة وتكون سوريا والعراق دولتين ضعيفتين لا تهددان إسرائيل وتحتاجها. والآن أصبح الموساد يتحكم بهذه الدول وأصبح له مقرات فيها ويتحرك اللوبي الصهيوني دولياً بهذا الخصوص من خلال مجموعات الضغط والمال والنفوذ المسمى باللوبي، وكذلك رجال الشركات المختصة بالسلاح والأمن تعتبر هذه فرصتها.
الأمر أصبح مكشوف. وجزيرة العرب مستهدفة من اليمن ودعم هذه الشركات لهذه العصابات لاستنزاف المنطقة أمر لا يخفى على عاقل، فهؤلاء الإرهابيين يقاتلوا ويرتكبوا جرائم بشعة ويسلموا المناطق للنظام. ومعظم هؤلاء ممن لهم سوابق وجرائم ومخدرات وعقد نفسية وهم لا يتعرضوا لإسرائيل بشيء وفي اليمن يتم العدوان لاستفزاز الجيران وتهديد المنطقة. كل هذا له أهداف معروفة. ولذا نجد أن الأمم المتحدة والدول الكبرى تتلاعب بالألفاظ وليس موقف واضح أمام ما يجري من جرائم بحق الإنسانية.
أما مواقع الأمم المتحدة ومؤسساتها الإنسانية فهي تصدر شعارات وبيانات وتتلاعب بالألفاظ الغامضة والمواقف المتناقضة لأن الدول المانحة تريد ذلك وتهدف لتحقيق أجندة رسمتها بنفسها ولم نجد أي تحرك لمعاقبة المجرمين بحق الإنسانية سوى تصريحات مضحكة تساوي بين المعتدي والمعتدى عليه، وتشاهد ما يجري دون أي رحمة أو عدل لأن هذه الدول تطلق الشعارات. فجرائم الأسد لا تعنيها وجرائم الحوثيين لا تعنيها وجرائم المليشيات العراقية وجرائم إيران مع هؤلاء جميعاً لا تعنيها وجرائم أفريقيا الوسطى كذلك وميانمار.
أما الإرهاب في الغرب وضحاياه من الأبرياء المدنيين بلا شك تقف وراءه جهات لها أجندة خفية لطرد المسلمين من بلاد الغرب لمنع انتشارهم وهجرتهم وتغيير القوانين واستعداء الناس فيتم اختيار شباب جاهل متخلف ومدمنين للمخدرات والسرقات لأن هؤلاء هاجروا لأوروبا وهم بدون مؤهلات وليس لهم عمل ولا يحملوا فكر ولا توعية فيتم استغلالهم لمنع المسلمين من ممارسة حقهم ولمنع الهجرة والبدء بالهجرة المعاكسة وللقضاء على التغييرات التي ظهرت في المؤسسات الغربية لمساندة القضية الفلسطينية وإدانة المؤسسات الرسمية الإسرائيلية والممارسات التي تتنافى مع القرارات الدولية والجرائم التي تدور في الضفة وغزة ونسيان قضية فلسطين ولسلوكيات السلطات الإسرائيلية في المناطق المقدسة والاستيلاء على المسجد الأقصى وقبة الصخرة والقضاء على الآثار الإسلامية لتهويد القدس والقبول الشروط الإسرائيلية. ولذا فإن ظهور هذه الجماعات من داعش وأنصار الشريعة وحزب الله والحشد الشعبي وكتائب بدر والعباس والشباب الصوماليين والحوثيين وأنصار بيت المقدس وأسماء كثيرة كلها لهذا الهدف والغاية.
لذا لابد من مواجهة هذا الخطر وأن يتحرك العقلاء من خلال المؤسسات الدستورية والحكماء والعقلاء لحماية الشباب في داخل الدول الغربية والإسلامية من حيث إصلاح التعليم ومن خلال التواصل بين البيت والمدرسة وتحميل الآباء مسوؤلياتهم وكذلك أجهزة الإعلام ومحاربة المخدرات وكذلك القضاء على الفراغ والاستهتار وإعداد الشباب في التعليم والأبحاث والتنمية الذاتية وتحميلهم المسؤولية وتحصينهم من خلال ورشات عمل تقوم بدراسات متخصصة ويجب أن يساهم الجميع فيها.
وبالنسبة لأفريقيا يجب التحرك في إطار إقامة جامعات والدورات الشرعية وتأهيل العلماء والوعاظ وفق الضوابط الشرعية والمتخصصين. أما في دول الغرب فيجب الاهتمام بالأقليات ومنع الفوضى الدينية وقطع الطريق على المتطرفين الذين لهم أجندات معينة ويخدموا جهات معادية من خلال المؤسسات الدينية والتعليمية وإصلاح شأن الأسرة وتحصين الشباب والنزول إلى جذور المشكلة من حيث السلوكيات وغيرها.
ولابد من التعاون الجاد مع الجهات الرسمية في الدول الغربية لوضع آلية لمناقشة أوضاع الجاليات بكل شجاعة وتحتاج إلى جلسات عمل وورشات لمناقشة الأسباب التي تقف وراء هذه الجرائم ودور الشباب وحمايتهم، ولا يجوز أن نلقي المسؤولية على جهة جون أخرى بل يجب تكاتف الجميع للقضاء على جذور الإرهاب.
يجب ألا نترك فرصة للمعادين والإعلام والقوى اليمينية المتطرفة وإسرائيل وإيران من اللعب بورقة الإرهاب لضرب المصالح القومية والوطنية وتدمير الأجيال وحماية وتفوق إسرائيل وظهور الإمبراطورية الفارسية على حساب الأمة وقضيتها الرئيسية فلسطين ومقدساتها وحق الشعب الفلسطيني بالعودة وإقامة دولته وحق الشعوب العربية والإسلامية بالعيش بسلام وأمان وحق الدول الغربية وشعوبها في الاستقرار والحفاظ على مكتسباتها الديمقراطية والإنسانية.
ما يجري تدمير للحوار والعيش بسلام ومشاريع الحضارة الإنسانية لأن هناك دولتان لا تريدان السلام والاستقرار ولها لوبي وجماعات ضغط في كل الدول الغربية. ولذا لابد من تحرك على مستوى الدول والمؤسسات المعروفة كمنظمة التعاون الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع الدول الغربية على وضع خطة لتحصين الجاليات المهاجرة وإصلاح المؤسسات الثقافية والدينية ووضع آلية من خلال متخصصين لمحاصرة الجماعات المتطرفة وعزلها وعدم السماح لها باستغلال الحرية في تحقيق أهدافها فإقامة مؤسسات تعليمية وكليات إسلامية لتخريج الدعاة والمرشدين يتم الترخيص للمراكز والمؤسسات من خلالها سيمنع فوضى المراكز والمساجد والمحاضرات التي تدمر الشباب وتعاون العقلاء وأهل الحكمة مهم في مثل هذه الظروف للقضاء على بكتيريا وفيروس الإرهاب بالإضافة لعقد جلسات وأبحاث حول قضايا الهجرة وأسبابها ومعالجتها وهو أمر ليس بصعب إذا تم تشخيص الجهات التي تقف وراءه وتدعمه وكذلك الأسباب الجذرية وضرورة مساهمة جميع الفئات بهذا الخصوص.
لمتابعة أخبار نشوان نيوز على التلجرام اضغط هنا