نزوح أهالي الوازعية بتعز.. ومن بقي فيها يستغيث
نزح عشرات الآلاف من أبناء مديرية الوازعية الريفية في محافظة تعز اليمنية بعد وصول مليشيات جماعة الحوثي وآلياتهم الثقيلة إلى مركز المديرية (الشقيراء)، وقصف عددٍ من المناطق المحيطة والآهلة بالسكان.
وقال مصدر محلي في المديرية إن أغلب أهالي الوازعية، الواقعة بالجزء الجنوبي الغربي لمحافظة تعز، نزحوا جراء القصف العنيف والعشوائي على منازل السكان، مشيراً إلى أن المواطنين توجهوا إلى الجبال والمدارس في المديريات والمناطق المجاورة، منها مديرية المضاربة، ومديرية الشمايتين، ومناطق بني عمر راسن، ومنطقة املبيه الرويس الخبل وغيرها.
الناشط المجتمعي وأحد سكان المنطقة نوح الجاسري، وصف حالة السكان في المنطقة بأنها "كارثية"، لافتاً إلى أن الأهالي ينزحون بشكل طارئ سيراً على الأقدام دون مؤن ودون القدرة على حمل مقتنياتهم الشخصية. ويضيف ل "العربي الجديد" أن "الحوثيين كثفوا القصف على منازل المواطنين خلال الأيام الأخيرة، والذي راح ضحيته عددٌ من المدنيين منهم نساء وأطفال"، مؤكداً مقتل امرأتين وطفل في منطقة وادي المعقم يوم أمس الجمعة.
الجاسري بيّن أن نحو 90 بالمائة من سكان الوازعية غادروا منازلهم، وأن من بقي فيها "قليل جداً، ولم يجدوا أماكن آمنة ومناسبة لينزحوا إليها ففضلوا البقاء وحماية أملاكهم". وداهمت المليشيات مواطنين مدنيين في منازلهم بقرى المقاهي بالشقيراء، وشعب الحيقي بالشعوبة، وشعب المقعد واقتادتهم إلى جهة غير معلومة.
وأوضح الجاسري بأن أغلب النازحين يتنقلون عبر الحمير والجمال لعدم توفر المشتقات النفطية في المنطقة، مشيراً إلى أن جماعة الحوثي تفرض الحصار على الأهالي منذ أسابيع. ويقول: "فرضت المليشيات الحصار على مناطق واسعة من المديرية منذ فترة طويلة، وهذا ما يفاقم نقص الغذاء"، لافتاً إلى أن عدم إغاثة الأهالي خلال 48 ساعة سيدفع أسراً كثيرة معدومة إلى أكل أوراق الشجر لعدم توفر الغذاء.
وعن الاحتياجات الضرورية الأخرى للأسر النازحة، أوضح الجاسري بأن عدداً من الأهالي يفترشون العراء ويحتاجون إلى الخيام والأغطية والبطانيات والأدوية والأدوات الصحية، مؤكداً "عدم وجود مركز صحي واحد في المناطق التي تتعرض للقصف، وأن الأهالي يضطرون لحمل المصابين على الأكتاف عبر طرق وعرة إلى مراكز صحية بعيدة".
في الأثناء، وزّع ائتلاف الإغاثة الإنسانية بمحافظة تعز، أمس الجمعة، نحو 2000 سلة غذائية لنازحي المديرية، بتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ضمن مشروع "الاستجابة العاجلة" استجابة لنداءات الاستغاثة التي أطلقها أبناء الوازعية، الذين نزحوا من مناطقهم بسبب الحرب إلى القرى والعُزل المجاورة.
وأوضح رئيس الائتلاف، الدكتور عبد الكريم شمسان، أن هذا المشروع يأتي استجابة عاجلة لنداء الاستغاثة الذي أطلقه أبناء المديرية بعد تشريدهم من مناطقهم بسبب الحرب التي أجبرت آلاف السكان على النزوح من منازلهم والتوجه للقرى والمناطق المجاورة.
وأضاف شمسان، في تصريح لوسائل إعلام، بأن الوازعية تشهد أوضاعاً إنسانية بالغة السوء، وتحتاج إلى تدخل عاجل من منظمات الإغاثة الدولية العاملة في مجالات الإيواء والغذاء والدواء.
وتعتبر مديرية الوازعية ثاني أصغر المديريات في المحافظة بعد مديرية ذوباب غرب تعز، ويبلغ عدد سكانها 26 ألفاً و790 نسمة عام 2004. وتحدها من الشمال مديريتا المعافر وموزع، ومن الجنوب محافظة لحج، ومن الشرق مديرية الشمايتين، أما من الغرب فتحدها مديرية المندب.
لمتابعة أخبار نشوان نيوز على التلجرام اضغط هنا