[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
تقارير ووثائق

جريمة أبين تطغى على تحضيرات خامس وقف للنار

ساعات فقط تفصل اليمنيين عن أبرز تطور من المنتظر أن يبدأ معه عدّاد السلام بعد صراع طويل لم ينتهِ بعد، فيما طغت النقاشات حول المسودة النهائية لوقف إطلاق النار، على نقاشات الساعات الأخيرة. نقاشات قد تؤدي إلى تأجيل العملية، ما لم تنجح الجهود بالحصول على موافقة من الطرفين خلال الساعات القليلة المقبلة.

 

في ظلّ هذا الوضع، طغى خبر إعدام 20 جندياً يمنياً في أبين، على ما عداه من أحداث، تحديداً لكونه حصل قبل بدء الهدنة بوقتٍ قليل، نظراً لرمزية المنطقة أولاً، كمسقط رأس الرئيس عبد ربه منصور هادي، وكونها بعيدة نسبياً عن مناطق الصراع في البلاد، وأيضاً لحجم الخسارة التي لحقت بالجيش اليمني. والمجزرة تُعتبر الأكبر ضد الجيش منذ فترة طويلة، خارج سياق المعارك مع الحوثيين وحلفائهم.

 

وفي وقتٍ وردت أنباء أولية عن مسؤولية تنظيم "القاعدة" عن إعدام الجنود، نفى التنظيم ذلك في بيانٍ نشره على الإنترنت، كما لم تتبنّ أي جهة أخرى مسؤولية إعدام الجنود، في سابقة غريبة من نوعها.

 

وتُشكّل عملية القتل ضغطاً إضافياً على مسار الهدنة المرتقبة، مساء اليوم الأحد، تحديداً عند الساعة 11.59 بالتوقيت المحلي، إذ ستُختبر النوايا انطلاقاً من هذه اللحظة.

 

في هذا السياق، أوضحت مصادر سياسية يمنية مطلعة، أن تواصلاً دبلوماسياً وأممياً حثيثاً، طغى على تطورات الساعات الماضية، وتولّى المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، عبر فريقين تابعين للأمم المتحدة في العاصمتين السعودية الرياض، واليمنية صنعاء، جهود إقناع الطرفين بالموافقة على المسودة الجديدة، بعد التعديلات التي قدّمتها جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحزب "المؤتمر الشعبي" الذي يترأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ورفضا الموافقة النهائية حتى استيعابها.

 

وأشارت المصادر إلى أنه "على الرغم من تأخر التوافق حول المسودة، إلا أن حرصاً أممياً ومن قبل دول التحالف والحكومة اليمنية معززاً بضغوط دولية من الولايات المتحدة، يدفع إلى الالتزام بوقف إطلاق النار بموعده المحدد مساء اليوم الأحد". وكانت الولايات المتحدة قد دخلت على خط الضغوط خلال الأيام الماضية، وعقد سفيرها في اليمن، ماثيو تولر، عدداً كبيراً من اللقاءات في الرياض، مع المسؤولين اليمنيين، بالتزامن مع إفراج الحوثيين عن أميركي معتقل (لم يُعلن عن هويته) في سجونهم بوساطة عُمانية. وأكد مصدران مقربان من الحوثيين والحكومة، أن ضغوط واشنطن على الجانب الحكومي دفعت باتجاه وقف إطلاق النار.

 

من جهته، ترأس هادي، أمس السبت، اجتماعاً لأعضاء الفريق السياسي وفريق المشاورات بحضور نائب الرئيس، الفريق الركن علي محسن الأحمر، ورئيس الحكومة، أحمد بن دغر، حسبما ذكرت وكالة "سبأ" الرسمية التابعة للحكومة الشرعية.

 
وناقش الفريق المستجدات السياسية والمقترحة المقدمة على مسودة وقف إطلاق النار، وأعلن هادي خلال الاجتماع أنهم "سيذهبون للمشاورات المقررة في الكويت في 18 أبريل/نيسان الحالي، من أجل السلام وبروح الفريق الواحد لتنفيذ تلك التطلعات في وقف الحرب، وتسليم المليشيا للسلاح، وغيرها من الالتزامات التي نصّ عليها القرار الأممي 2216 والشروع في استئناف العملية السياسية".

 

وأضاف الرئيس اليمني أنه "لدينا الرغبة في السلام والسعي الحثيث لتحقيقه بما يحقق الأمن والأمان، وذلك انطلاقاً من مسؤولياتنا الإنسانية والأخلاقية تجاه أبناء شعبنا اليمني كافة".

 
في سياق متصل، أعلنت الأمم المتحدة عبر المتحدث الإعلامي باسمها، ستيفان دوغاريك، أن "الأطراف اليمنية ستكون ملتزمة بعملية السلام التي تبدأ اليوم الأحد بوقف إطلاق النار". وقال دوغاريك إن "الأمم المتحدة تعتقد أن الأطراف اليمنية ستلتزم بموعد وقف إطلاق النار، كون ذلك يصب في مصلحة اليمنيين ورفع المعاناة عنهم". ودعا الأطراف كافة إلى العمل على انهاء معاناة الشعب اليمني وإنهاء أعمال العنف والالتزام بالموعد المتفق عليه لوقف إطلاق النار في كل أنحاء البلاد.

 

ووفقاً للمسودة الأولية التي جرى التعديل على أبرز بنودها، من المقرر أن يبدأ وقف إطلاق النار في الساعة 11.59 من مساء اليوم الأحد (الإثنين عملياً)، على أن تشرف على وقف إطلاق النار لجنة "التواصل والتهدئة" المُشكّلة من ممثلين عن الطرفين ومشرفين من الأمم المتحدة.

 

ويشمل وقف إطلاق النار على وقف كامل وشامل للهجمات العسكرية البرية والجوية والبحرية، بوشر التحضير له منذ أيام عن طريق طلب الجانب الأممي من الأطراف المحلية تسمية لجان ميدانية ممثلة له، تجري من خلالها المتابعة للتطبيق واحتواء أي خروقات محتملة.

لمتابعة أخبار نشوان نيوز على التلجرام اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى