قرار هادي واقالة بحاح
اتخذ الرئيس هادي قرارا الاسبوع الماضي أعفى بموجبه الاستاذ خالد بحاح من موقعه كنائب له وكرئيس للحكومة وعين بديلين هما الفريق علي محسن الاحمر والدكتور احمد بن دغر وهو من حقوق الرئيس بموجب دستور الجمهورية اليمنية وان تعارض مع نصوص المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي توجب التوافق حول القضايا السياسية، و المثير للدهشة هو تفرغ اعلاميي “الشرعية” ومناصريها لاتهام بحاح بأنه كان يهيأ لانقلاب وتلك خفة وسذاجة غير مسبوقتين في العمل السياسي، وتغافل هؤلاء ان الرجلين يعيشان في المنفى ولا يمتلكان من ادوات القوة ما يمكن احدهما من الحديث عن سلطة حقيقية٫ كما كان غير منطقي تأصيل القرار بأنه يوحد “صف الشرعية” قبل مفاوضات الكويت٫ واخيرا فإن الذي صاغ القرار ووضع ديباجته العجيبة لم يراعي الاصول واللياقات الواجبة.
صيغت ديباجة القرار بصورة مسيئة شخصيا لخالد بحاح والقت عليه كل اخطاء وخطايا عام مضى وحملته مسؤولية كل سوء حدث خلالها وهذا بحد ذاته ظلم سياسي واخلاقي ما كان يجب الوقوع فيه لعوامل ذاتية غير مرتبطة بما تلوكه السن المدافعين عن القرار وتبريره بلغة مسفة تعكس حالة ارتباك واضحة كما انه يجعل موقع رئيس الدولة مكانا لتصفية الحسابات الشخصية.
الخلاف بين الرئيس ونائبه رئيس الحكومة لم يكن خلافا حول الصلاحيات فالاثنان غير قادرين على ممارستها الا في حدودها الدنيا، ولكنه في الاصل تناقض بين الشخصيتين، وفي هذا المقام يجب التذكير ان رئيسي الحكومة السابقين كانا مفروضين عليه ولم يكن اي منهما خياره المفضل، فالاستاذ محمد باسندوة اختارته المعارضة بموجب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية لما له ك من تاريخ نضالي مشهود له وتجربة سياسية لا جدال حولها، بينما جاء بحاح بتوافق الموقعين على وثيقة السلم والشراكة الوطنية التي لم تحترمها الاطراف كلها وتنصلت عنها قبل ان يجف مدادها كما حدث مع وثيقة العهد والاتفاق.
الغريب في الامر هو الحديث عن ان القرار افشل انقلابا كانت الولايات المتحدة تنوي القيام به من خلال بحاح لاسقاط هادي، واستند هؤلاء إلى تصريح ادلى به جون كيري عبر فيه عن قلقه في ان تؤدي هذه الخطوة إلى عرقلة التفاوض التي ستجري في الكويت، وتحليل كهذا فيه تبسيط شديد للقضية واشغال للناس عن جوهرها الغير دستوري ولا ينسجم مع المبادرة الخليجية لأن لقاء الكويت المرتقب فيه اكثر من طرف يجب توافقها على مثل هذا التحرك والرئيس هادي متواجد عبر ممثليه هناك.
اما النائب الجديد الفريق علي محسن فله خصومة شديدة مع الحوثيين والرئيس السابق، والجنوبيون ينظرون اليه بريبة وعدم ارتياح ولا أعلم مدى استعداده النفسي لاستبدال الدور القديم بدور جديد يجنح نحو السلام، وفعل كهذا يتطلب منه قناعة ورغبة وارادة، والتخلي عن التشدد في الخصومة والانفتاح على الخصوم قبل الاصدقاء.
فهل يفعل؟.