آراء

الكويت منطلق مسار السلام في اليمن؟

ظل اليمنيون يعيشون بين اليأس والرجاء حتى مساء الخميس وبقيت شكوكهم تتزايد في تحكيم طرفي الحرب الداخلية للعقل والحكمة، حتى انعقدت أولى جلسات اللقاء بين وفدي الحكومة ووفد المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله، وكما توقع اليمنيون جاءت كلمة وزير خارجية الكويت الشيخ صباح الخالد الصباح مستلهمة روح أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ومحبة شعب الكويت لأشقائهم وحزنهم لما يجري في اليمن، ولعل المجتمعين استوعبوا مفرداتها كي يتمكنوا من الارتفاع فوق صراعاتهم والالتفات إلى المستقبل وليتذكروا أن كل يوم من الحرب لن يزيد اليمن إلا نزيفا للدماء وأحقادا سيصعب تجاوزها وكراهية سيرتفع منسوبها وتمزقا اجتماعيا ناهيك عن هول الدمار الذي أصاب كل ركن في اليمن.

 
في خطابه المليء بالتعبيرات الأخوية الصادقة استرعت انتباهي فقرة فيها من المعاني ما يفرض على المجتمعين الإمعان في مغازيها الإنسانية وأن يضعوا كلماتها نصب أعينهم.. قال الوزير الكويتي في معرض خطابه عن أهمية توقف الاقتتال (إن الحرب لن تؤدي إلا إلى المزيد من الدمار والخراب والخسائر والتشريد وسيدفع اليمن الشقيق الجزء الأكبر من تكاليفها تأخرا في تنميته، دمارا في بنيته، هلاكا لشعبه)، وأنا واثق أن قادة وشعوب مجلس التعاون يشاركون أمير الكويت كل المشاعر والمعاني التي عبر عنها الشيخ صباح الخالد.

 

إنني أتمنى أن يتمكن المجتمعون تصور الفاجعة التي سيكتشفها اليمنيون بعد توقف أصوات المدافع وقاذفات الصواريخ، وحينها سيعلمون كيف ساقتهم الأهواء والحماقات للإسهام في تدمير بلد ليس ملكا لهم ولا يعيشون فيه وحدهم، وسيقف كل يمني يكتوي وأسرته وأصدقاؤه وقومه ليوجه جام حنقه إلى كل من حمل السلاح تحت أي شعار كان.

 

من جانبه أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ في كلمته وجود جدول أعمال يستند إلى القرار الشهير ٢٢١٦ لكنه أوضح ضرورة تقديم تنازلات وعدم أهمية تسلسل بنوده، وهو أمر طبيعي لا يستوجب التوقف أمامه إلا إذا كانت هناك رغبة في تعطيل اللقاء، فالأصل هو الاتفاق على خريطة طريق وآلية واقعية لتنفيذ ما جاء فيه.

 

إن كل المبررات التي يسوقها طرفا لقاء الكويت لن تعيد قطرة دم واحدة أراقتها مدافعهم ولا حجرا هدمته قذائفهم، وصار من الواجب عليهم محاسبة ضمائرهم وتقديم المصلحة الوطنية لمرة واحدة فوق مصالحهم المذهبية والحزبية والخاصة والتخلي عن الأنانية والاعتقاد بقدرتهم على الإقصاء والانفراد في حكم البلاد، ولقد أثبتت أحداث عام مر أن الإصرار على أوهام النصر الحاسم لن تتحقق.

زر الذهاب إلى الأعلى