[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
تقارير ووثائق

هل تُسكت محادثاتُ السلام صوتَ الرصاص؟

تتجه أنظار ملايين اليمنيين إلى الكويت؛ لمتابعة محادثات الأطراف اليمنية هناك، أملاً في أن يسكت خيارُ السلام أزيزَ الرصاص، في بلد تعصف بها الحرب منذ أكثر من عام.

 

المحادثات التي تعتبر الثالثة من نوعها، سبقتها جولتا مشاورات في جنيف وبيال السويسريتين، لم يتمخض عنهما أي نتائج ملموسة لإيقاف الحرب.

 

المتفائلون من المراقبين بنتائج إيجابية لمحادثات الكويت، يرون أن الأطراف المتصارعة وصلت إلى طريق مسدود، وأن قوتهما قد أنهكت، وباتا يبحثان عن مخرج من الحرب التي طال أمدها.

 

في المقابل؛ يعتقد آخرون أن جماعة الحوثي المسلحة وحليفها الرئيس السابق "علي عدبالله صالح" ما يزالان يمتلكان فائضاً من القوة يسمح لهما بالمراوغة ومحاولة فرض شروطهم على المشاورات، كما أن الهوة الشاسعة التي تفصل بين مطالب كل طرف، تجعل من خيار السلام مطلباً بعيد المنال.

 

في المقابل، فإن الحكومة اليمنية الشرعية، ومن ورائها التحالف العربي بقيادة السعودية وإن كانا يدعمان فكرة الخيارات السلمية، إلا أنهما يلمحان لفكرة مفادها أن الجماعة المسلحة التي اجتاحت البلاد وسيطرة على مؤسساته الرسمية في 21 سبتمبر/ أيلول 2014 لن تعيد الأمور إلى ما كانت عليه من خلال الطرق السلمية.

 

يحاول الحوثيون و"صالح" أن يضغطوا باتجاه إيقاف ما يسمونه "العدوان"، في إشارة إلى ضربات التحالف العربي التي تستهدفهم منذ 26 مارس/ آذار من العام الماضي، قبل الدخول في أي تسويات سياسية، إذ إن تحالف الحوثي/صالح يمسك بورقة السيطرة على العاصمة صنعاء، كآخر ما لديه للحصول على ضمانات لمستقبله السياسي بعد أن خسر مناطق نفوذ هامة بينها عدن كبرى مدن الجنوب، ومأرب محافظة النفط والغاز والطاقة الكهربائية.

 

في المقابل، تنشط الدبلوماسية اليمنية، ممثلة بوزير الخارجية عبدالملك المخلافي، وتلعب دوراً كبيراً في إيصال رسالة الشرعية إلى العالم، باعتبار أن السلام هو خيارها.

 

وحسب المعطيات على الأرض، فإنه لا شيء يشي بنجاعة الحلول السلمية، حتى لجان الإشراف على تثبيت وقف إطلاق النار التي وصلت أكثر من محافظة يمنية بينها مأرب وتعز، لم تصل بعد إلى نتائج، وعلى الرغم من إعلان الهدنة، إلا أن المواجهات لم تتوقف، بل زادت وتيرتها، فيما يحشد كل طرف مقاتليه.

 

ففي تعز (وسط)، ومأرب (شرق) والجوف (شمال)، تحتدم المعارك بين الطرفين، مخلفة قتلى وجرحى بالعشرات، وسط اتهامات متبادلة بخرق الهدنة المعلنة منذ أيام، والتي لم يكتب لها النجاح منذ الدقائق الأولى.

 

ويستنفر الحوثيون و"صالح" حلفاءهم من القبائل، ففي همدان التابعة للعاصمة صنعاء، اجتمع المئات من رجال القبائل مؤكدين أنهم على "أتم استعداد لرفد جبهات القتال بالمال والسلاح والرجال، وأنهم لن يسمحوا للقوات الحكومية والتحالف بدخول صنعاء".

 

الحكومة اليمنية تستعد، هي الأخرى، لخوض معركة تحرير العاصمة، في حال فشلت المشاورات بالكويت، التي يبدو أنها آخر الفرص أمام الجميع للوصول إلى اتفاق عبر عنه وفد الحكومة من خلال مطالبته بتطبيق النقاط الخمس المتمثلة ب"الانسحاب من المدن والمؤسسات، تسليم أسلحة الدولة المنهوبة، استعادة العملية السياسية من حيث توقفت، عودة الحكومة الشرعية للممارسة مهامها، واستعادة حضور الدولة وفرض الأمن في كافة أنحاء اليمن".

 

يرى الباحث والمحلل السياسي، ياسين التميمي، أن "طريق السلام في اليمن تكتنفه صعوبات عديدة، أكثرها سوءا شعور الحوثيين وصالح بأنه ما يزال لديهم فائض قوة عسكرية وإمكانية لتوظيف التركيبة المجتمعية التي ازدادت تعقيدا بعد القدر الهائل من الاستقطابات على أساس جهوي وطائفي، إضافة إلى الدور الإيراني الذي يحرص بالقدر نفسه على توظيف ذات الورقة من أجل البقاء في اليمن".

 

وأضاف "التميمي"، أن "ما يجري في الكويت هو مواجهة بين مشروعين متضادين وكل منهما يدفع باتجاه إنهاء دور اللاعبين الأساسيين في الطرف الآخر، لهذا لا تتوفر فرصة إنجاز حل سياسي بهذه السهولة".

 

ويعتقد أن "الحرب ستبقى خيارًا متفوقاً على الحل السياسي وأكثر كفاءة في تحقيق الأهداف؛ ما لم يحدث تحول حقيقي في مواقف الأطراف الدولية باتجاه دعم التسوية وإنهاء جذور المشكلة المتمثلة بالانقلاب".

 

من جهته يقول الكاتب الصحفي "أمجد خشافة"، إن "فرص السلام في اليمن ما تزال ضئيلة، باعتبار جماعة الحوثي ما زالت متصلبة في موقفها من تسليم السلاح الثقيل المنهوب من معسكرات الدولة، فهي لا يمكن أن تتخلى عنه لأن فكرتها قائمة على التمدد والسيطرة عن طريق القوة".

 

ويعتقد "خشافة"، أن "مسألة نزع سلاح الحوثيين الذي ينص عليه القرار الأممي 2216 هو أكبر عقبة في إحلال السلام، حتى وإن أعلنوا أنهم ليسوا مع بقاء السلاح خارج إطار الدولة، فهذها مجرد مناورات للاستهلاك الإعلامي". حد قوله

 

واستدرك بالقول، "ربما سيسلمون، على أكثر تقدير، بعض الأسلحة الثقيلة، لكن سيبقى جزء كبير منها في حوزتهم.

 

وختم قائلاً "على هذا الوضع فإن محادثات الكويت وما ينتج عنها من تسويات محتملة، ستكون حلولاً ملغمة وقابلة للانفجار مرات عديدة، ما دام وهذه الجماعة تستقوي بالسلاح على الدولة".

زر الذهاب إلى الأعلى