[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
تقارير ووثائق

نزوح وترقب وخوف في مدينة المكلا

زادت وتيرة نزوح المدنيين من بعض المناطق بالمحافظات الجنوبية والشرقية اليمنية الخاضعة لتنظيم القاعدة بعد أيام قليلة من انطلاق عملية عسكرية مشتركة ضد عناصر التنظيم في اليمن، يشارك فيها الجيش اليمني، وعناصر من القوات الخاصة السعودية والإماراتية المدعومة بآليات ثقيلة ومتوسطة.

 

ونزحت عشرات الأسر الساكنة في الأحياء والمناطق على مداخل مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، كبرى محافظات اليمن مساحةً، وعلى رأسها منطقة الخزان التي يقع فيها مبنى المؤسسة الاقتصادية الحكومية والذي تعرض للقصف من قبل مقاتلات التحالف العربي.

 

كما غادرت عشرات الأسر منازلها الكائنة عند مدخل المدينة مثل حي الشهيد وديس المكلا (الغويزي) بعد أن اعتلت عناصر القاعدة أسطح بعض المنازل، كما وضعوا بعض قاطرات النفط والغاز على مداخل المدينة مهددين بتفجيرها تحسباً لأية مواجهة.

 

علي باقطيان الناشط الحقوقي وأحد سكان المدينة يؤكد أن المدينة أصيبت بشلل تام أمس الأحد، وأغلقت المحال التجارية أبوابها وتوقفت حركة السير وعلقت المدارس والجامعات والمعاهد الدراسة فيها.

 

وأضاف أن الأسر النازحة استقر أغلبها عند أقرباء أو أصدقاء، مشيراً إلى عدم توفر مخيمات للنازحين في هذه اللحظة "فأعداد النازحين قليلة لأن أهالي المكلا يتوقعون عدم استمرار القصف ويستبعدون حدوث مواجهة مسلحة بعد انتشار أخبار عن وساطات تقنع أعضاء التنظيم بمغادرة المكلا وتسليم المدينة".

 

من جانبه، أكد حسن عبد الرحمن أن تواتر الأخبار عن إعداد قوات التحالف والجيش الموالي للشرعية لاقتحام المكلا دفعه لشراء كميات كبيرة من المواد الغذائية الأساسية، تحسباً لأي طارئ يحدث خلال الأيام المقبلة.

 

ولفت إلى اضطراره للاقتراض لشراء القمح والزيت والسكر والحليب والأرز وتخزينها بالمنزل، مضيفاً "إذا اندلعت المواجهات المسلحة كما حدث في عدن أو في تعز، فلن يكون بإمكاننا الخروج من منازلنا، وكان لا بد من الاستعداد لمثل هذا الأمر". وأعرب عن خشيته على مدينة المكلا من الحرب والدمار الذي أصاب أغلب المحافظات والمدن اليمنية الكبرى.

 

وأوضح عبد الرحمن بأن أهالي المكلا مسالمون بطبيعتهم ولا يحبون المشاكل أو الحروب، مطالباً أعضاء التنظيم "بالاستجابة لنداءات العقل والعقلاء ومغادرة المدينة قبل أن تنتقل حمى الحرب والدمار إليها كباقي المحافظات".

 

في السياق، تزايدت مخاوف السكان والتزم المدنيون بيوتهم عقب تقارير عن بدء القوات المشتركة بالاحتشاد حول المدينة من ثلاث جهات لتترك جهة البحر مفتوحة. وبدأ سكان المدينة يسمعون أصوات قصف كثيف واشتباكات بين الحين والآخر في أنحاء مختلفة من المدينة، في الوقت الذي اتخذ فيه عناصر التنظيم مواقع لقناصته فوق البنايات المرتفعة والمهجورة في مناطق التماس، كما أقفلت الطرقات بسواتر ترابية.

 

محافظة أبين أيضاً
نزح مساء أمس الأحد العشرات من أهالي مدينتي زنجبار وجعار التابعتين لمحافظة أبين (جنوب) جراء الحملة الأمنية لتطهير المحافظة من عناصر تنظيم القاعدة.

 

وأوضح شهود عيان بأنّ عشرات الأسر غادروا منازلهم بعد اقتراب المواجهات المسلحة بين قوات نظامية ومليشيات تابعة لأعضاء ما يسمى بتنظيم القاعدة في بعض المناطق على رأسها جعار وزنجبار والمسيمير والكود، وتوجه أغلبهم إلى مدينة عدن.

 

يجدر ذكر أن حضرموت والمهرة وسوقطرى هي المحافظات الوحيدة التي تكاد تخلو من الصراع الدائر في باقي محافظات اليمن، إلا من اشتباكات وانفجارات مفخخة محدودة وقعت العام الماضي بسبب تنظيم القاعدة.

 

وسيطر التنظيم على الأجزاء الجنوبية الساحلية لمحافظة حضرموت وصولاً إلى محافظة أبين قرب مدينة عدن عندما استفاد من الصراع الواسع المستمر في باقي المناطق الأخرى بين قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي والحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

زر الذهاب إلى الأعلى