[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
تقارير ووثائق

أجواء تصعيدية تهدّد مشاورات الكويت

بدت أجواء الجلسات أكثر تعقيداً في أول أيام الأسبوع الثالث لمشاورات السلام اليمنية في الكويت، أمس السبت، على ضوء تمسك طرفي التفاوض كل بمطالبه الأساسية وأولوياته، بالتزامن مع تصعيد ميداني يهدد مسار السلام، ومع دخول قوات أميركية محدودة إلى قاعدة عسكرية جنوبي البلاد، لتثير بدورها معارضة من جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحلفائها وتصفها ب"القوات الغازية".

 

وأشارت مصادر يمنية مرافقة للوفود المشاركة في المفاوضات لـ"العربي الجديد" إلى أنه "على الرغم من التقدم الذي تحقق أواخر الأسبوع الماضي بتقسيم المشاركين إلى ثلاث لجان، إلا أن الخلافات عادت من جديد بقوة حول أولوية النقاشات، إذ يصرّ الحوثيون وحلفاؤهم على أولوية الاتفاق حول حكومة توافقية جديدة ووقف شامل لعمليات التحالف، فيما يتمسك الوفد الحكومي بأولوية انسحاب المليشيات من المدن وتسليمها مؤسسات الدولة ومن الدخول في الجانب السياسي".

 
وأوضحت المصادر نفسها أن "وفد الحوثيين وحزب المؤتمر برئاسة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، جدّد خلال جلسة أمس، طرح مطالبه المتمثلة بوقف شامل للضربات الجوية للتحالف ومنع تحليق المقاتلات الحربية في الأجواء اليمنية".

 

كما ركّز الوفد على "الأنباء التي تحدثت عن وصول قوات أميركية إلى قاعدة العند، مطالباً بتوضيح حول ذلك من الوفد الحكومي ورفض تنفيذ أي ضربات جوية خارجية، بما في ذلك الغارات التي تستهدف مسلحي تنظيم القاعدة في جنوب وشرق البلاد".

 

من جهتها، أشارت مصادر أخرى إلى أن "المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أُصيب بحالة من الإحباط بسبب رفض وفد الحوثيين مناقشة بعض القضايا، بخلاف جدول الأعمال المقرّ والنقاط التي ستقوم اللجان ببحثها، وإعلان كل من حمزة الحوثي ومهدي المشاط، بأنهما يريدان الرئاسة لهما وإخراج الغزاة، وإصرارهما على عدم وقف الأعمال العسكرية ضد محافظات تعز ومأرب والبيضاء، إلا في حال أوقف التحالف العربي ضرباته على مواقع القاعدة في محافظة حضرموت"، على حد قول المصادر.

 
وأكدت المصادر أن "وفد الحوثيين أعلن أنه لم يوافق على أسس الحوار، وعلى جدول الأعمال ورفض السير بالنقاش إلى نقاط جديدة"، لافتاً إلى أن "ولد الشيخ أُصيب بحالة صدمة، وهو يردّد للمليشيا بأن الأمور تجاوزت تلك النقاط، وأن هناك تقدّما ولا يُمكن الرجوع للخلف".

 

كما لفتت المصادر ذاتها إلى أن "التوترات بدأت تطفو على العلاقة بين وفد الحوثيين وصالح، خصوصاً بعد لقاء وفد الحوثيين بصورة منفردة بالسفير الألماني لدى اليمن اندرياس كيندل (الذي يتواجد بالكويت) يوم الجمعة، وكذلك بسفيرة الاتحاد الأوروبي بيتنا موشات، اللذين شددا على الحوثيين بعدم التأثر بخطاب الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الذي دعا في خطابه الحوثيين إلى عدم تسليم السلاح وإبداء مرونة في المشاورات. وقد أثار هذا الأمر غضب وفد صالح، باعتبار أن الجميع يتعامل مع وفد الحوثي وكأنه صاحب القرار".

 
وأضافت المصادر بأن "رئيس وفد المخلوع في مشاورات الكويت عارف الزوكا، طلب من وفد الحوثيين إطلاعه على تفاصيل لقائهم بالسفير الألماني وسفيرة الاتحاد الأوروبي. وتزامن انعقاد الجلسات تصريحات حوثية وأخرى من وفد الشرعية عكست استمرار التوتر والخلاف حول الأولويات خلال المحادثات مع تأكيد نائب مدير مكتب رئيس الجمهورية، رئيس الفريق الفني والاستشاري للوفد المفاوض، عبدالله العليمي، بأنه "من دون إفراج عن السجناء وتسليم السلاح واستعادة مؤسسات الدولة وعودة للحكومة ثم استئناف العملية السياسية، لن يكون هناك سلام ولا وئام". وقد خاطب الانقلابيين ضمنياً بالقول "أيها الواهمون بالشراكة، والقابعون خلف وهم الوفاق، لن تمروا".

 

من جهته، حدد المتحدث باسم الحوثيين ورئيس وفد الجماعة محمد عبدالسلام، مطالب الجماعة بأن "يخرج الاحتلال بما لديه من غزاة وعتاد". وقال إن "من يدّعي الشرعية ويتحدث عن سلاح الجيش، عليه أن يخبرنا أولاً عن معنى السيادة والاستقلال والحريّة".

 

 

وفي موازاة التوتر السياسي، تصاعدت وتيرة خروق الهدنة على نحو غير مسبوق، إذ شهدت مناطق متفرقة في تعز ومنطقة نِهم، شرق صنعاء، ومنطقة صرواح، غرب مأرب، وكذلك جبهات متفرقة في محافظات البيضاء والجوف وحجة، مواجهات وقصفاً متبادلاً بين قوات الشرعية و"المقاومة الشعبية" من جهة، والحوثيين والموالين لصالح من جهة أخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى