[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
تقارير ووثائق

الحر يفتك بسكان سواحل اليمن

تجاوزت درجة الحرارة في سواحل اليمن الغربية 38 درجة مئوية بحسب الأرصاد الجوية اليمنية. هذا الارتفاع في درجات الحرارة يترافق مع الانقطاع التام للتيار الكهربائي، وبالتالي عدم القدرة على تشغيل آلات التكييف أو المراوح، ما يفاقم معاناة سكان هذه المناطق.

 

حتى اليوم، توفي نحو أربعة مسنين بسبب ارتفاع درجة الحرارة، نقلاً عن عدد من المواطنين في محافظة الحديدة (غرب). وتصف هبة علي مكي ما يعيشه المواطنون ب "المأساة"، لاسيما الأسر الفقيرة التي تشكّل غالبية سكان هذه المناطق. تقول: "مع حلول الليل، يلجأ بعض المواطنين إلى النوم في الشوارع أو على مقربة من الشاطئ، بسبب صعوبة النوم في أماكن مغلقة، فيما يلجأ آخرون إلى النوم على أسطح المنازل. هؤلاء يخاطرون بحياتهم، وقد يصابون بطلقات نارية عشوائية".

 

تضيف أن الرجال يفضلون قضاء أوقاتهم خارج المنازل طمعاً بنسمات قد تهبّ من حين إلى آخر، مشيرة إلى أن الآباء في كثير من الأحيان يجدون أنفسهم عاجزين عن التخفيف من وطأة الحر على أبنائهم. أما أولئك الذين يملكون مراوح تعمل من خلال الطاقة الشمسية، فلا يتجاوزون العشرين في المائة.

 

من جهته، يقول الناشط صابر علي إن النساء والأطفال الذين لا يستطيعون الخروج من منازلهم ليلاً يعجزون عن النوم بسبب الحر الشديد، لافتاً إلى أن بعض الأطفال يُصابون بالطفح الجلدي نتيجة الحر. ويوضح أن أصحاب محال المواد الغذائية يشكون بسبب تلف بضاعتهم، لاسيما اللحوم والألبان ومشتقاتها والخضار والفاكهة في ظل انقطاع التيار الكهربائي. يضيف: "هذه الأيام، يصاب كثير من المواطنين، لاسيما كبار السن، بأمراض عدة نتيجة الحر"، لافتاً إلى أن بعض المواطنين يلجأون إلى وسائل مختلفة للتخفيف من الحر، مثل المراوح المصنوعة من سعف النخيل، أو رشّ الأرض بالمياه، وغيرها، فيما تعتمد الأسر المتوسطة الدخل على استخدام المولّدات والطاقة الشمسية لتشغيل المراوح الكهربائية وأحياناً آلات التكييف.

 

يشير علي إلى المعاناة المضاعفة للنساء اللواتي لا يستطعن الخروج من بيوتهن على غرار الرجال في حال اشتدت درجة الحرارة. يضيف: "قلة منهن يصعدن إلى أسطح النازل أو يخرجن للمبيت في الأحراج القريبة من بيوتهن".

 

وعن الوضع الصحي الناتج عن ارتفاع درجة الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي، يؤكد خليل عبد الرحمن، الذي يملك صيدلية، أن معاناة المرضى في معظم مستشفيات المحافظة كبيرة، خصوصاً أنها عاجزة في أحيانٍ كثيرة على تأمين المشتقات النفطية لتشغيل المولدات. يضيف أن أقارب المرضى يجلبون معهم المراوح المصنوعة من الكرتون أو سعف النخيل للتخفيف عنهم".

 

ويعدّد عبد الرحمن بعض الأمراض التي تصيب الأهالي بسبب الحر، مثل الطفح الجلدي وقرحة الفراش، بالاضافة إلى السكري والضغط والالتهبات الرئوية.

 

كذلك، يعاني تلاميذ المدارس داخل صفوفهم. يقول الأستاذ عبده الوصابي إنه بسبب ارتفاع درجة الحرارة، نضطر إلى اخراج التلاميذ إلى الباحة مع نهاية كل حصة للتخفيف عنهم". يضيف أن وضع التلاميذ في المدارس التي تبعد عن مدينة الحديدة يعد أكثر سوءاً بسبب بعدها عن البحر، لافتاً إلى أن ارتفاع درجة الحرارة فيها يكون أشدّ تأثيراً على التلاميذ. وبطبيعة الحال، يوضح أن ارتفاع درجة الحرارة يقلل من قدرة التلاميذ على الاستيعاب والتحضير للامتحانات.

 

ويحرص المدرسون والعاملون في المجال التربوي على مراعاة التلاميذ لناحية تأثير ارتفاع درجة الحرارة عليهم، خصوصاً عدم قدرة البعض على التحضير كما يجب للامتحانات، بحسب الوصابي.

زر الذهاب إلى الأعلى