آراء

حول نشر صور الأطفال والقتلى والجثث المشوهة

لكل شيء اخلاقياته وقواعده حتى في عالم حتى نشر الصور.

 

من أبسط أخلاقيات النشر عدم نشر صور القتلى خاصة تلك التي تظهر وجوههم. فللانسان كرامته حيا وميتا. وإذا كان لا بجوز نشر صور مهينة لكرامته وهو حي فلا يجوز نشر صورته ميتا لأن تحوله إلى جثة لا يلغي كرامته الإنسانية.

 

حتى لو أردنا استخدام الصور لتوضيح بشاعة الحريمة يجب أن نتخذ كل الاحتياطات اللازمة للتخفيف من حدتها (على الاقل تغطية الوجوه، أو وضع فلتر غائم على الصورة، أو استخدام صورة عامة لا توضح معالم الجثث).

 

وهذا المنطق يسري على نشر الجثث المشوهة أو مشاهد قطع الرؤوس وبتر الأطراف وتهشيم الجماجم. ليس فقط مراعاة لمشاعر أهالي المقتولين وانما لأن نشرها إعتداء على كرامة الإنسان وقدسية حياته.

 

وناشرو هذه الصور يشتركون مع القتلة في تقليل احترام الحياة الإنسانية و"تطبيع" الأعمال الوحشية وتحويلها إلى أمر عادي.

 

أما نشر صور الأطفال المشوهين أو المعتدى عليهم فله قواعد واخلاقيات اهمها اخذ موافقة خطيه من الاهل مع ضمان ألا يؤدي نشر الصورة إلى وصمة عار مجتمعية أو معاناة مستقبلية للطفل عندما يكبر. ولا يجوز نشر صور أو اسماء الأطفال المعتدى عليهم جنسيا أو المتسولين أو المرتكبين لجرائم.

 

تظل الصورة قوة لا يستهان بها للتعريف بالقضايا وحشد الرأي العام حولها. لكن عدالة القضية لا تعفيك من الالتزام بالأخلاق.

زر الذهاب إلى الأعلى