[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
تقارير ووثائق

الآلاف في الحديدة يصارعون حمى الضنك

يصارع آلاف من سكان محافظة الحديدة الساحلية  وباء حمى الضنك الذي انتشر بشكل كبير خلال الأشهر القليلة الماضية، ما أدى إلى وفيات بالعشرات بسبب ضعف الرعاية الصحية وضعف حملات مكافحة البعوض الناقل للمرض في ظل هيمنة الحوثيين على مقاليد الأمور بالمحافظة.

 
وتفاقمت المشكلة الصحية مع زيادة نسبة المصابين، ما أدى إلى عدم قدرة المستشفيات على استقبال جميع الحالات، خاصة مع تجاوز أعداد المصابين طاقتها الاستيعابية، إضافة إلى الانقطاع التام للتيار الكهربائي في المحافظة، وارتفاع درجة حرارة الصيف، وانتشار التلوث والمستنقعات المائية التي تشكل بيئة مناسبة لتكاثر البعوض الناقل للمرض.

 
وليست هناك إحصاءات دقيقة حول ضحايا الوباء مع صمت حكومي تجاه الأمر، لكن منظمة "رصد" كشفت في تقرير لها عن وفاة 58 شخصا بحمى الضنك وإصابة نحو 10 آلاف آخرين بالوباء في الفترة بين منتصف فبراير/شباط ومنتصف أبريل/نيسان الماضيين.

 

وينتقل مرض حمى الضنك بواسطة بعوضة الزاعجة، التي تستوطن وتتكاثر في المياه العذبة الراكدة.

 

قد يقتل
وتشمل أعراض الإصابة الصداع وآلاما خلف العينين وآلاما في المفاصل والعضلات والظهر وفقدان شهية وغثيانا وقيئا وكسلا عاما وحمى وطفحا جلديا. كما قد تتطور إلى حمى نزفية لتحدث صدمة ونزفا سريعا مفاجئا على شكل بقع نزفية تحت الجلد، كما قد تتطور إلى حدوث نزف دماغي ودخول المريض في غيبوبة وحدوث الوفاة.

 
وقال الدكتور عبد المجيد اليوسفي مدير مستشفى الأمل إن حمى الضنك الذي يُعرف أيضا ب"حمى العظم المكسور" من الأمراض الفيروسية التي تنتقل بواسطة البعوض، وإن تفشي المرض في الحديدة سببه التلوث وقلة مكافحة البعوض.

 
وأضاف إنه نظرا للانقطاع التام للتيار الكهربائي عن الحديدة وارتفاع درجة الحرارة يلجأ الناس إلى استخدام أسطح المنازل، ما يجعلهم عرضة للسعات البعوض ثم الإصابة بالمرض، ويؤدي تبعا إلى انتشار المرض في أكبر عدد ممكن من الناس.

 
وأشار اليوسفي إلى أن التعامل مع مرض حمى الضنك في المستشفيات يتطلب إمكانيات كبيرة، للتشخيص وللعلاج، لافتا إلى أن الإمكانيات شحيحة للغاية خاصة مع الأوضاع الاستثنائية التي تعيشها اليمن.

 

وناشد اليوسفي المنظمات الدولية تقديم المساعدة في مكافحة هذا الوباء عبر إدخال الاحتياجات والمستلزمات والعلاجات الضرورية.

 
اكتظاظ
وقال مصدر طبي في مستشفى الثورة الحكومي بالحديدة إن معظم الحالات التي تصل إلى طوارئ المستشفى هي لمصابين بحمى الضنك، وأضاف أن عددا من المستشفيات تواجه صعوبات بسبب نقص المحاليل المخبرية.

 

من جانبه، قال المواطن عبد الله ناصر إنه أصيب بحمى الضنك وتوجه إلى المستشفى، لكنه فوجئ بكثرة الحالات المصابة بالمرض والمنسية في أروقة مبنى المستشفى، مضيفا أنه اضطر لشراء الأدوية الضرورية وعاد إلى منزله لتلقي العلاج بسبب الازدحام الكبير في المستشفى وعدم وجود سرير فارغ.

 

وأشار إلى الأوضاع الإنسانية والاقتصادية الصعبة التي يعاني منها كثير من سكان الحديدة والتي قد لا تمكنهم من شراء الأدوية الضرورية، فضلا عن تحمل تكاليف العلاج في المستشفيات الخاصة.

 

وتعد محافظة الحديدة ثاني أكبر محافظة من حيث عدد السكان، وتسجل أعلى معدل انتشار للفقر في أوساط سكانها رغم مينائها التجاري الذي يرفد خزينة الدولة بالمليارات.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى