حسن مكي.. تركنا ولحق بالكبار
يرحم الله الدكتور حسن مكي ، تركنا ولحق بالكبار، الذين يغادرون دنيانا تباعا..
أتذكره الان يرحمه الله في حادثتين ، الأولى حكاها بنفسه في مذكراته، وهي كيف أن هناك من لم يتقبل ببساطة رئاسته للحكوم في 1974، في عهد القاضي الإرياني، بسبب إنتمائه المناطقي..
أما الثانية ، فقد كانت في 1994 ، وهو مرقد في المستشفى بعد إصابته بطلق ناري من مرافقي شيخ نافذ.. شاهد الناس حينها الدكتور مكي وهو يذرف الدمع على مرافقيه الذي قتلوا في تلك الحادثة، ويقول : لقد حموني وفدوني بحياتهم ..
كان السيد مكي حينها قائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء ..
عندما شاهد الناس دموع مكي وصوته المتهدج على الهواء في التلفزيون الرسمي ، ظنوا أن القانون لا بد سيأخد مجراه هذه المرة ..
لكن الذي حصل هو تسوية تلك الجريمة بذبح عدد من الأثوار، بحضور رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الشورى..
علق حينها زميله الدكتور عبد الكريم الإرياني على ذبح تلك الأثوار: لقد ذُبحت الدولة اليوم ..
يغادرنا الآن الدكتور حسن مكي وقد جُرِّفت الدولة، التي كنا نحلم بها، بسبب من رسخ ثقافة الفساد وذبح الأثوار بدلا من تطبيق القانون..
كان من نتيجة ذلك عودة أصحاب الحق الإلهي، وأتباع القرآن الناطق..!
رحم الله الدكتور مكي وكل أحرار اليمن..
وعزاؤنا ومواساتنا لأسرته الكريمة..
والنضال مستمر حتى يحق الحق ويستقيم العدل ..