[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
تقارير ووثائق

تعز: يصوم الأهالي والمدافع لا تصوم

تستمر القذائف في السقوط على أحياء مأهولة بالسكان في مدينة تعز (وسط) مخلفة العديد من الضحايا المدنيين وبينهم أطفال ونساء، رغم استمرار مشاورات الكويت المباشرة بشأن الأزمة اليمنية، والحديث المستمر عن هدنة لوقف إطلاق النار دون جدوى.

 
هذا الوضع زاد مشاعر الإحباط عند سكان مدينة تعز، بعد تفاؤلهم إثر إعلان الهدنة. هذا ما أكده سامي الحمّادي قائلاً "استبشر سكان تعز خيراً بمشاورات الكويت لتعطيهم فرصة للخروج وقضاء حاجياتهم استعداداً لشهر رمضان، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث". ويتابع "رغم أن أطراف النزاع يجلسون على طاولة واحدة في الكويت منذ فترة طويلة، فإن تعز على ما يبدو خارج الحسبة تماماً، فالكاتيوشا والقذائف تنهمر على الأحياء والأسواق لتقتل المدنيين بينهم أطفال ونساء".

 

وأوضح الحمادي بأن قذائف سقطت على سوق الباب الكبير في تعز، أحد أهم أسواق المدينة، ما جعل كثيرا من الأسر تفضل البقاء في منازلها وعدم التسوق لتوفير احتياجات شهر رمضان.

 

وأضاف: "لا يمر يوم إلا والقذائف تسقط على أحياء مأهولة بالمدنيين"، متسائلاً عن سبب ودوافع المتحاربين لاستهداف المدنيين. ويسأل "إذا كان لا بد من استمرار القتال رغم الهدنة ودخولنا شهر رمضان، فليذهبوا للقتال خارج المدينة. ما الذي يدفعهم لقصف الأحياء والأسواق؟".

 

وكانت المفوضية السامية لحقوق الإنسان أدانت بشدة أول من أمس الجمعة، سلسلة الهجمات الصاروخية وقذائف الهاون على المناطق السكنية والأسواق في تعز التي وقعت بين يومي 3 و8 يونيو/حزيران الجاري، وأسفرت عن مقتل 18 مدنياً بينهم سبعة أطفال، وجرح 68 آخرين.

 

وقالت المفوضية في بيان لها، إن القصف "انطلق من تلة في الجزء الشرقي من مدينة تعز، والذي تسيطر عليه حاليا اللجان الشعبية التابعة للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح"، لافتاً إلى أن القصف طاول منازل في مديريتي التعزية والقاهرة، وأسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة 12 آخرين، من بينهم تسعة أطفال".

 

وفي الثامن من يونيو/حزيران الحالي "أصيبت مدرسة قريبة من مستشفى الثورة، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص، من بينهم ثلاثة أطفال. جميع الضحايا ينتمون إلى مجتمع "المهمشين" ولجأوا إلى المدرسة بعد أن أجبروا على الفرار من منازلهم بسبب أعمال العنف الجارية".

 

وفي السياق، أكد ائتلاف الإغاثة الإنسانية بمحافظة تعز وسط اليمن، الخميس الماضي، استمرار الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في تعز منذ بدء إعلان الهدنة التي أعلنت الأمم المتحدة رعايتها في اليمن منذ العاشر من إبريل/نيسان الماضي.

 

وفي تقرير جديد عن الأوضاع الإنسانية في المحافظة لشهر مايو/أيار الماضي، أفاد الائتلاف بأن عدد القتلى من المدنيين خلال مايو فقط بلغ 61 شخصاً، بالإضافة إلى جرح 808 آخرين بينهم نساء وأطفال إصابات بعضهم.

 

وأوضح الائتلاف بأن 10 منازل "تعرضت للتفجير بالألغام والعبوات الناسفة من قبل المسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق، في مناطق صالة، وحسنات، والمكلكل، وحي الجحملية شرق المدينة، بالإضافة إلى تعرض 33 منزلاً في أحياء مختلفة من المدينة للتضرر الجزئي جراء القصف العشوائي".

 

وعن خدمات المياه والكهرباء والنظافة، يؤكد الائتلاف بأنها "لا تزال منقطعة عن المدينة، مع انعدام معظم الخدمات الصحية والأدوية، في ظل الحصار الخانق الذي لا يزال مفروضاً على مداخل المدينة".

 

وأشار التقرير إلى أن طلاب مدينة تعز اضطروا لخوض امتحانات الفصل الثاني من العام الدراسي المنصرم في منازل وعمارات تم استئجارها بسبب تعرض المدارس للقصف العشوائي والتدمير، "في حين يعاني الطلبة الجامعيون من السبب ذاته، في الوقت الذي لا تزال البطالة أبرز المشاكل التي يعانيها السكان في المحافظة".

زر الذهاب إلى الأعلى