تقارير ووثائق

زيارة الأحمر للدوحة: دور قطري بدعم الشرعية وإعادة الإعمار

أثارت الزيارة الأخيرة لنائب الرئيس اليمني، الفريق علي محسن الأحمر، إلى الدوحة، اهتماماً في الأوساط اليمنية، مع توقيتها الحساس، في ظل المشاورات وخارطة الطريق الأممية المرتقبة، وكذلك دور قطر، كإحدى أهم دول التحالف الداعمة للشرعية.

 

وكان الأحمر زار الدوحة يوم الأربعاء الماضي، وسلم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، رسالة من الرئيس عبد ربه منصور هادي، كما بحث معه وفقاً لموقع وكالة الأنباء اليمنية بنسختها الحكومية "المستجدات على الساحة الوطنية وما أفرزته الأحداث الحالية في اليمن من نتائج سلبية على الصُعد الأمنية والاقتصادية والسياسية".

 

وأشاد بدور قطر "في إطار التحالف العربي وموقفها الثابت المساند للشرعية"، وأطلع أمير قطر الشيخ تميم، على عدد من القضايا والملفات المختلفة ومنها بناء مؤسستي الجيش والأمن ومعالجة جرحى الجيش والمقاومة الشعبية وإعادة الإعمار وجهود مكافحة الإرهاب".

 

واعتبر الدبلوماسي اليمني، سفير اليمن السابق في سورية، عبدالوهاب طواف، أن زيارة الفريق الأحمر إلى قطر والبحرين تأتي في "إطار تدارس مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية في اليمن والمنطقة".

 
موضحاً أن "قطر والبحرين دولتان في صدارة دول التحالف مع السعودية والإمارات، وزيارة نائب الرئيس جاءت بعد تعثر محادثات الكويت وبالتالي فمن الأهمية بمكان تبادل الرأي والمشورة فيما يجنب اليمن ومنطقة الخليج عبث السياسة الإيرانية في المنطقة".

 

وقال إن "أمن الخليج مسؤولية جماعية لدول الخليج الست واليمن، والأمن جزء لا يتجزأ، كما أن دولة قطر من الدول السباقة لدعم اليمن والوقوف معها"، مشيراً إلى أن الرئاسة اليمنية "حريصة كل الحرص على إطلاع أمير قطر بمستجدات الأوضاع في اليمن، وبعد التأكد أن المنطقة كلها مستهدفة من المنظمات الإرهابية وجماعات التطرف صار الجميع في خندق واحد لمواجهة تلك التهديدات الإرهابية المصدرة لمنطقتنا".

 

من جانبه، اعتبر الصحفي والمحلل السياسي، مأرب الورد، أن الزيارة تأتي "في إطار التعويل اليمني على دور قطر بملف إعادة الإعمار ودعم الحكومة ماليا لتتمكن من توفير الخدمات الأساسية بالمدن المحررة"، ولم يستبعد إطلاع الدوحة "على خطة عسكرية لاستعادة صنعاء وما يمكن أن تقدمه بهذا الجانب".

 
وأضاف الورد في تصريح أن ثمة تساؤلات عن خفوت الدور القطري باليمن مقارنة بحضور قطر قبل الحرب الحالية، وهل ثمة تنسيق مع الرياض لتبتعد مؤقتا عن التأثير المباشر، ما أفسح المجال للإمارات لتعبث بالجنوب وتدعم رؤى سياسية تتجاوز القوى السياسية برسم مستقبل البلاد، واستعادة الدوحة لدورها بالأزمة الحالية عبر قيادة التحالف أو بعلاقاتها مع الأطراف اليمنية سيعيد التوازن المختل لتفرد أبو ظبي، وستكون نتيجته ايجابية على الأقل سياسيا".

 

وكانت الدوحة لعبت في مايو/آيار الماضي دوراً محورياً أعاد وفد الحكومة اليمنية إلى المشاركة في المشاورات، بعد أن وصلت خلافات المشاورات في تلك الفترة، إلى ذروتها وعلق وفد الحكومة، مشاركته لأول مرة لستة أيام. وعلى هامش منتدى الدوحة الـ16، رعى أمير قطر الشيخ حمد بن تميم آل ثاني، لقاءات جمعت الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ومبعوثه إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ورئيس وفد الحكومة، وزير الخارجية، عبد الملك المخلافي، لتنتهي اللقاءات بإعلان الوفد عودته إلى المشاورات.

 

ومنذ بدء التدخل العسكري في اليمن ضد الانقلابيين، في مارس/آذار2015، كانت الدوحة من أبرز محطات الزيارات والجولات الخارجية التي يقوم بها المسؤولون في الحكومة الشرعية، وتصدرتها ملفات سياسية واقتصادية في الغالب، وتحديداً في ملف إعادة الإعمار.

 

ويتفق متابعون، على وجود انسجام ملحوظ، ونادر إلى حد ما، بين الدوحة والرياض، منذ بدء عمليات التحالف العربي، وهو الأمر الذي ينعكس في الخطاب والموقف شبه الموحد بدعم للشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، وبالمشاركة العسكرية مع التحالف بالتوازي مع دعم المسار السياسي، وقد كان ذلك ملموساً من خلال عدم وجود أي ملاحظات تثار حول حول دور الدوحة، كما يحدث مع بعض دول التحالف، التي شاركت بفعالية عسكرياً، لكنها تُتهم بفرض أجندة وسياسات معبرة عنها، وتتعارض مع سياسات وأولويات الرياض.

 

زر الذهاب إلى الأعلى