[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
تقارير ووثائق

فرحة الأشخاص المعوّقين ليست مضمونة

يحاول الأشخاص المعوّقون في اليمن الاستمتاع بالعيد، على غرار بقية أفراد المجتمع، على الرغم من الصعوبات التي يواجهونها. ويتجاوز بعضهم الكثير منها بمساعدة أهلهم وأصدقائهم. خليل ثبير، الذي خسر قدميه في مارس/ آذار الماضي، بعدما سقطت قذيفة على منزله في مدينة تعز (وسط)، يقول: "لأوّل مرة أقضي العيد من دون أن أكون قادراً على الحركة والتنقّل كما في السابق".

 

يؤمن بقضاء الله وقدره، لكنه لا يخفي حقده على الحرب التي أفقدته قدميه وحرمته من التنقل والحركة، هو الذي ليس له أي علاقة بالأطراف المتحاربة، لن يستطيع أن يستمتع بالعيد مع أطفاله كما جرت العادة. يضيف: "لا أعتقد أنني سأخرج هذا العيد من المنزل. قبل كلّ شيء، الأمر صعب من الناحية النفسية. ربّما لو استطعت تأمين أطراف اصطناعية، لاستطعت التغلب على إعاقتي والتنقل وممارسة حياتي بشكل طبيعي".

 

يشعر ثبير بالحزن لأنّه لا يستطيع القيام بواجبه حيال أسرته. يقول: "لا أستطيع العمل وتوفير احتياجات أسرتي". تجدر الإشارة إلى أن المواجهات المسلحة في محافظة تعز خلّفت نحو 91 معوّقاً، 54 منهم مبتورو الأطراف، بحسب إحصائية نشرتها إحدى المؤسسات التنموية في إبريل/ نيسان الماضي.

 

 

إلى ذلك، يجد والد الطفلة سوسن (8 سنوات)، صعوبة في اصطحابها إلى الحدائق والمتنزّهات خلال أيام العيد، حتى لا تتأثر نفسياً بسبب عدم قدرتها على مشاركة الأطفال في اللعب. يفضّل أن تبقى في المنزل خلال أيام العيد لتحظى ببعض المرح معه ومع والدتها، قائلاً إنه بذلك يحميها من الاكتئاب، خصوصاً أنها عاجزة عن الحركة. في المقابل، يحرص وليد محمد رفيق، الذي أصيب بشلل رباعي بسبب حادث سير تعرّض له قبل تسع سنوات، على الاستمتاع بالعيد مع بقية أفراد أسرته. وعلى الرغم من صعوبة الأمر، يبذل أشقاؤه جهداً مضاعفاً لتحقيق الأمر. يقول: "لا يمكن أن أستسلم لإعاقتي، ومن حقي أن أعيش حياتي مثل بقيّة الناس".

 
يشير رفيق إلى أن أشقاءه يساعدونه على عيش العيد كما يجب أن يعشيه، موضحاً أنهم يساعدونه في كل تفاصيل حياته حتى لا يشعر بالوحدة. يضيف: "أشتري كسوة العيد إذا كان المال متوفراً. وفي صباح العيد، أستحمّ وأحلق ذقني وأرتدي ملابسي بمساعدة أشقائي، ويجر شقيقي الكرسي المتحرك إلى مسجد القرية. إلا أنّني لا أذهب معهم لزيارة الأقارب والأصدقاء، لأنني أجد مشقة في الأمر، وأنتظر زيارة بعض الأهل منزلنا".

 
يلفت إلى أنه بحسب العادات في الأعياد، يجب أن يزور الذكور النساء، بالاضافة إلى المقابر.

 
الشلل الرباعي الذي يعاني منه رفيق لا يمنعه من مشاركة أصدقائه في مجالس مضغ القات بعد ظهر يوم العيد، أو الذهاب إلى الحديقة في العاصمة صنعاء للترفيه مع بعض أشقائه أو أصدقائه. يقول إن أيام العيد هي من أجمل أيام حياته. "خلالها، ألتقي بأهلي وأصدقائي".

 

لكن بطبيعة الحال، تواجه رفيق بعض المصاعب خلال أيام العيد وغيرها. قد يرغب في التنقل من دون أن يجد من يساعده، كونه لا يستطيع الحركة إطلاقاً. كما أن عدم تخصيص الدولة معونة شهرية لبعض الأشخاص المعوّقين يشكّل عبئاً كبيراً عليه وعلى أسرته، وذلك على الرغم من وجود صندوق المعوقين، الذي يقدّم هذه الخدمة للبعض.

 

من جهته، يقول الأمين العام لجمعية المعوّقين حركياً في صنعاء، فهيم القدسي، إن الأشخاص المعوقين جزء من المجتمع، وقد كفل القانون حقّهم في الترفيه والتمتع بالحياة وغيرها، لكن هذه الحقوق ليست موجودة على أرض الواقع. يوضح، أن "أماكن الترفيه غير مهيّأة لارتيادها من قبل الأشخاص المعوّقين، الذين يجدون صعوبة في الحصول على حقوقهم".

 

ويلفت إلى أن هذا تقصير من قبل الدولة، التي يتوجب عليها تهيئة هذه الأماكن بما يتناسب مع أوضاعهم. يضيف أن "ذوي الإعاقات الحركية يحتاجون إلى ممرات خاصة للوصول إلى الألعاب. كما أن ذوي الإعاقة السمعية يحتاجون إلى إشارات في جميع المرافق العامة والخاصة". ويؤكّد أن المعوّقين ذهنياً يعدون الأكثر حرماناً، لافتاً إلى أن هؤلاء يحتاجون إلى ألعاب تتناسب وقدراتهم الخاصة.

 

تجدر الإشارة إلى أن أكثر من 300 جمعية كانت تعنى برعاية الأشخاص المعوقين قد أغلقت أبوابها منذ بداية الحرب. ويقدّر متخصصون نسبة الأشخاص المعوقين في اليمن بنحو 12 في المائة من إجمالي عدد السكان.

زر الذهاب إلى الأعلى