اعترافات مساعد رئيس الأركان بالتجسس والضلوع في محاولة انقلاب تركيا
اعترف مساعد رئيس هيئة الأركان التركية، العقيد لونت تورك كان، أحد المتهمين بالمحاولة الانقلابية الفاشلة، الأربعاء، بعلاقته بحركة "الخدمة" أو ما تطلق عليها السلطات التركية الكيان الموازي بزعامة المعارض فتح الله غولن، وذلك خلال التحقيقات التي أجريت معه، مشيراً إلى أن الحركة تنصتت على قيادات القوات المسلّحة.
وقال تورك كان خلال التحقيقات المستمرة، وفقاً لما نقل موقع "العربي الجديد"، "التقيت بأتباع حركة غولن عندما كنت في المدرسة الإعدادية"، مضيفاً "في عام 1989 تقدمت لامتحان الدخول إلى أكاديمية أشكلار العسكرية، وكنت على يقين من أني سأجتاز الامتحان بقدراتي، وكذلك الأخوة في الحركة أيضاً، ورغم ذلك، جلبوا لي عند منتصف الليل الأسئلة".
وتابع: "نعم أنا أحد أعضاء الكيان الموازي، وبعدما تم تكليفي بمهمة مساعد في هيئة الأركان، كنت أتبع الأوامر التي تصلني من قيادة الحركة".
كما اعترف تورك كان بأنه قام بالتجسس على رئيس هيئة الأركان السابق، الجنرال نجدت أوزال، قائلاً: "لقد كنا نتنصت على أوزال طيلة الوقت، عبر جهاز قدمه لنا أحد الأخوة العاملين في تورك تيليكوم (شركة اتصالات حكومية تمت خصخصتها عام 2005)، وكذلك كنا نتجسس على كل من خلوصي أكار (رئيس هيئة الأركان)، ويشار غولار(نائب رئيس هيئة الأركان الحالي)، وعلمت بأمر الانقلاب، في 14 من الشهر الحالي، في الساعة العاشرة صباحاً".
وعمل تورك نائباً مساعداً للجنرال نجدت أوزال بين عامي 2011-2015، أثناء تنقل الأخير بين مختلف المناصب في رئاسة هيئة الأركان، بعدها تمت ترقيته إلى مساعد.
وعن تفاصيل التنصت، قال تورك كان: "لقد اعتدت على وضع جهاز صغير بحجم إصبعين، كنا نسميه الراديو، في أحد الأماكن في غرفة أوزال كل يوم، وآخذ الجهاز معي عند مغادرتي مساءً، وكان للجهاز ذاكرة خاصة به، ولكن بطاريته تستمر ليوم واحد، أحياناً كانت تجري عمليات تفتيش عن أدوات التنصت في مكتب رئيس هيئة الأركان، حيث كنت أعلم بذلك قبل وقت، ولا أقوم بوضع جهاز التنصت".
وعن ليلة الانقلاب، قال تورك كان: "في فترة بعد الظهر من 15 يوليو/تموز، ذهبت إلى غرفة الجنرال محمد ديشلي وكان عضواً في حركة الخدمة، وقال لنا إنه سيعرض على الجنرال خلوصي أكار أن يكون كنان أفرين آخر(قائد الانقلاب الأكثر دموية في تاريخ تركيا عام 1980)، ويظن أن أكار سيوافق، ولكن الأخير لم يوافق، وكذلك لم يوافق قادة القوات العسكرية". وعمل الجنرال ديشلي، وهو رئيس إدارة التحول الاستراتيجي في رئاسة هيئة الأركان، جاهداً للضغط على أكار لتوقيع البيان الانقلابي.
وأضاف في اعترافاته: رئيس هيئة الأركان أجرى لقاء مع حاقان فيدان رئيس المخابرات، وبعد أن غادر فيدان المكتب، قام 20 من عناصر القوات الخاصة بكامل أسلحتهم بالدخول إلى المقر، حيث كان ديشلي موجوداً، وبعد خمس دقائق، غادر ديشلي وأعطانا أوامر بالدخول".
إلى ذلك، ألقت السلطات القبض، الأربعاء، على 9 طيارين، بينهم عقيد، في القاعدة الجوية السابعة، بولاية ملاطيا، وسط البلاد، على خلفية المحاولة الانقلابية الفاشلة.
وتمت عملية القبض على الطيارين في إطار التحقيقات الجارية حول إخراج طائرات من طراز (إف-4) من عنابرها من دون إذن رسمي، في القاعدة المذكورة، ليلة المحاولة الانقلابية، إذ أخرجت مجموعة من العسكريين عدداً من الطائرات العسكرية من عنابرها في القاعدة الجوية السابعة بملاطية، إلا أن سلطات الولاية والبلدية وضعت في طريقها آليات بناء، مما حال دون إقلاعها.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة الماضي، محاولة انقلابية فاشلة ضد الرئيس رجب طيب أردوغان، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، حاولت خلالها قطع الطرق الحيوية والسيطرة على المنشآت الاستراتيجية والمهمة، بمساعدة طائرات من سلاح الجو التركي.