حتى لاينفرط الوضع من يد الجميع
سينفرط الوضع من يد الشرعية ويد الإنقلابيين على السواء، في حال لم يقم الطرفان بتنازلات حقيقية وعقلانية عاجلة، تؤدي إلى الحل السياسي الممكن والمنقذ واللائق لتفعيل الحد المنطقي من مصالح اليمنيين الذين انهكتهم الحرب..سينفرط الوضع جراء تفاقم التدهور الاقتصادي والإنساني والأمني، في بلد صار على الحافة تماما..سينفرط الوضع كلما صمم الطرفان على نرجسيتهم الشديدة، وتقويض السياسة، لتبقى المواقف المتعنتة والمتصلبة، ممزوجة هكذا بالاستخفاف والطيش وانسداد الأفق، وصولا إلى رفع الغطاء الإقليمي والدولي عن القضية اليمنية ..سينفرط الوضع جراء استمرار الحرب العبثية المخادعة بأوهام الحسم العسكري، والسيطرة الأحادية على البلد، في ظل عدم التزام الأطراف الخارجية بإحلال السلام وتمويل متطلبات مابعد الحرب، مفضلة التنصل والبقاء في موقع اللامبالاة ، لنكتشف بعد ضياع الآوان ان الكلمة الوحيدة صارت للجماعات المسلحة المنفلتة، ذات المزاج الفوضوي والانتقامي والاجندات الطائفية والمناطقية المشوهة والمختلة، الأكثر تخففا من المسؤولية، والأكثر اكتظاظا بعوامل الفساد والطغيان والإرهاب، والتي لايهمها الصالح العام أبدا.