[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
تقارير ووثائق

علي محسن الأحمر بمهام شقّ صفوف تحالفات الانقلابيين

تتسارع الخطوات العملية للانقلابيين في اليمن، بعد جلسة البرلمان التي عُقدت أواخر الأسبوع الماضي، وذلك بموازاة زيارة رئيس الوزراء، أحمد عبيد بن دغر، إلى مصر، ولقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتفقد نائب رئيس الجمهورية، الفريق الركن علي محسن الأحمر، الجيش في محافظة مأرب، من ضمن مساعيه لمحاولة شقّ صفوف تحالفات قبلية محسوبة لمصلحة الانقلابيين. سياسياً، أصدر "المجلس السياسي" الذي فرضه الحوثيون والرئيس السابق علي عبدالله صالح، قراراً هو الأول له، بشأن تحديد مهامه واختصاصاته. وفي قرار يتضمّن مواد عدة، نصّت المادة الأولى منه، على أن "المجلس هو أعلى سلطة في الدولة، ويمارس كافة الصلاحيات المخوّلة لرئيس الجمهورية، المنصوص عليها في الدستور والقوانين النافذة"، وذلك في إشارة إلى عدم الاعتراف برئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي. أما المواد الأخرى، فأوضحت مهام المجلس السياسي واختصاصاته.

 

وترافق ذلك، مع تنظيم مراسيم تسليم واستلام لـ"السلطة"، بين "اللجنة الثورية" التابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين)، و"المجلس السياسي" الذي يمثل واجهة جديدة لشريكي الانقلاب. وأُقيمت المراسيم في القصر الجمهوري بالعاصمة صنعاء، بين رئيس "اللجنة الثورية العليا"، محمد علي الحوثي، الذي سلم "الراية" لرئيس "المجلس السياسي"، صالح علي الصماد، كتعبير عن تسليمه الحكم.

 

في غضون ذلك، استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، رئيس الوزراء اليمني، أحمد عبيد بن دغر، والوفد المرافق له الذي يزور القاهرة حالياً. وفي بداية اللقاء، سلّم رئيس الوزراء رسالة خطية من هادي للسيسي، تتناول العلاقات الثنائية.

 

وتمّت مناقشة التعاون المشترك بين البلدين لتعزيز حماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، انطلاقاً من "المصلحة المتبادلة، لعدم تأثير الأوضاع الجارية في اليمن على ذلك، باعتبار أمن وحماية الملاحة في هذا الطريق البحري الهام خطا أحمر بالنسبة للبلدين".

 

وجدد السيسي، خلال اللقاء، التأكيد على دعم مصر الكامل للجهود التي تبذلها الحكومة الشرعية لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، وأنها مستمرة إلى جانب الدول الخليجية والعربية الأخرى في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن حتى تحقيق أهدافه. من جهته، أطلع بن دغر، السيسي، على "ما تحقق من خطوات جبارة نحو استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، والتقدم الجاري على صعيد تحرير العاصمة صنعاء".

 
بدوره، تفقد نائب رئيس الجمهورية، الفريق الركن علي محسن الأحمر، الذي وصل إلى محافظة مأرب أمس، الخطوط الأمامية في مديرية نهم بمحافظة صنعاء، وفي المنطقة العسكرية السادسة بمحافظة الجوف. والتقى نائب الرئيس قادة المناطق العسكرية والضباط والصف والأفراد، مشيداً ببطولات الجيش و"المقاومة الشعبية" في "التصدي لاعتداءات مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، وتحقيقهم الانتصارات تلو الأخرى في سبيل تحرير بقية المحافظات من المليشيا الانقلابية واستعادة الدولة وتحقيق الأمن والاستقرار". وشكر الأحمر، دول التحالف العربي، معتبراً أن "صمود الجيش الوطني سيسهم بشكل كبير في انتفاضة أبناء الشعب اليمني بكل فئاته ضد التمرد الانقلابي، وأن أبناء الجيش ينتظرون اليوم الذي ستصل فيه الشرعية كي ينضموا إلى صفوفها". وأدخلت زيارة الأحمر، إلى مأرب، المعركة العسكرية في اليمن مرحلة جديدة.

 

في هذا المجال، تفيد مصادر مقرّبة من الحكومة، بأن "وصول الأحمر إلى مأرب يأتي في إطار العملية العسكرية التي أطلقتها قوات الجيش والمقاومة الشعبية الموالية للشرعية منذ ما يزيد عن أسبوع، تحت عنوان: التحرير موعدنا. وتسعى لتحقيق اختراق عسكري غير مسبوق نحو العاصمة صنعاء، بالتزامن مع تحركات عسكرية في مختلف المحافظات التي تشهد مواجهات مباشرة مع مسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين) والموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح".

 
وتشير المصادر إلى أن "دور الأحمر لا يقتصر على قيادة الأعمال العسكرية في أبرز الجبهات في المحافظات المشتعلة، ومنها صنعاء، بل يسعى كذلك لتحقيق اختراق في التحالفات مع الانقلابيين. كما يجري تواصلاً مع قيادات قبلية وعسكرية محسوبة على الانقلابيين، أو وقفت على الحياد، لاستمالتها لصف الشرعية، وسط أنباء عن وصول المئات من العسكريين بينهم ضباط، أخيراً، إلى مأرب، للانضمام لقوات الجيش الموالية للشرعية. وتشهد المعارك الميدانية تصعيداً كبيراً في الفترة الأخيرة مع بدء قوات الشرعية عملية وصفتها ب"الحاسمة" تسعى من خلالها لتحقيق اختراق شرق صنعاء. ويُتوقع أن يؤدي ذلك لمزيد من الانشقاقات القبلية وسط ما يعرف ب"قبائل الطوق"، المحيطة بالعاصمة، التي يتصدّر صالح الولاءات فيها، وبدرجة ثانية الفريق الأحمر، وحزب التجمع اليمني للإصلاح، الذي يمثل أحد أبرز القوى المتمسكة بالشرعية.

 

وتعتبر مأرب، التي وصل إليها الأحمر، بمثابة مركز لقوات الجيش الموالية للشرعية والمقاومة الشعبية وتنطلق منها العمليات باتجاه صنعاء والجوف ومحافظات أخرى. وأغلب هذه القوات تتألف بالأساس من العسكريين الموالين للأحمر، والذين تساقطت معسكراتهم أثناء توسع الحوثيين من صعدة إلى صنعاء، ثم انتظموا من جديد في المعسكرات التي انحازت للشرعية في مأرب. من زاوية أخرى، ينظر مراقبون إلى تواجد الأحمر في مأرب، وزياراته الميدانية باعتبارها مؤشراً على مرحلة جديدة من الحرب، تحشد لها الشرعية مختلف قدراتها العسكرية بدعم دول التحالف، في مقابل توجه الانقلابيين لكشف أوراقهم السياسية الأخيرة، في محاولة للتأثير على طبيعة المعركة العسكرية وكذلك المبادرات السياسية المطروحة للتسوية.

زر الذهاب إلى الأعلى