البهائيون في اليمن.. نشاط وظهور إلى العلن
أخرج اعتقال جماعة "أنصارالله" (الحوثيين) عشرات البهائيين، ملف الطائفة البهائية إلى العلن، بعدما كان نشاطها طيلة السنوات الماضية يتسم بالسرية في اليمن.
في العاشر من آب/ أغسطس الجاري، داهمت قوة من جهاز الأمن القومي الخاضع لسيطرة الحوثيين، ملتقى شبابيا في العاصمة صنعاء، واعتقلت 67 شخصا بينهم نساء وفتيات وأطفال، معظمهم من البهائيين. الملتقى كان بدأ انعقاده في 3 من الشهر الجاري لترسيخ قيم التعايش ورفع مستوى الوعي بالولاء لله والوطن" بحسب بيان صادر عن البهائيين.
قال المتحدث باسم الطائفة البهائية باليمن، عبدالله العلفي، إن قوة من الأمن القومي، اقتحمت مؤسسة "يمن جود" التي تنظم فعالية الملتقى، واعتقلت 67 من المشاركين بينهم نساء وأطفال نصفهم من البهائيين. مؤكدا أن البهائيين لايشكلون خطرا أمنيا، حتى يتم اعتقالهم بتلك الطريقة التي جاءت بتوجيهات من النيابة الجزائية بصنعاء.
دوافع دينية
وحول دوافع الاعتقال، أوضح العلفي في أنها دينية، وبذريعة "نشر الدين البهائي وتحريض المسلمين على الخروج من الإسلام واعتناق البهائية"، لافتا إلى أن لديه معلومات بأن النيابة الجزائية المتخصصة، هي من أصدرت أمرا لجهاز الأمن القومي باعتقال البهائيين.
وأشار إلى أن "الحزبية السياسية في عقيدتهم حرام"، وذلك ردا على سؤال بشأن "سعيهم لتشكيل حزب سياسي يحظى بدعم خارجي"، مبينا أن دينهم عالمي لايسعى للسلطة، وتعاليمهم الدينية تحظر العمل الحزبي والسياسي، ومن يمارس ذلك يطرد من الجامعة التابعة للجماعة البهائية، دون أن يحدد مقرها.
وفي بيان صادر عن بهائيي اليمن، قال إنه جرى اعتقال العشرات منهم بينهم نساء وأطفال تترواح أعمارهم مابين (10 و15) عاما، دون أدنى مراعاة لحرمة النساء والأطفال، مايزال الأغلبية منهم يقبعون داخل سجن الأمن القومي بصنعاء.
وعبر البيان، عن استنكارهم لهذا "الأسلوب المشين الذي يتعارض مع جوهر جميع الأديان وحقيقة كل الثقافات"، مشيرا إلى أن المعتقلين تعرضوا للاستجواب لساعات، في وقت تستمر فيه عمليات ملاحقة أتباع هذه الطائفة.
اضطهاد صارخ
وفي السياق ذاته، دعت منظمة العفو الدولية، الأربعاء، الحوثيين إلى الإفراج عن 27 من أتباع الطائفة البهائية يحتجزونهم منذ أسبوع.
وقالت المنظمة في بيان على موقعها الرسمي، إن "على جماعة الحوثي المسلحة التي تسيطر على بعض أجزاء اليمن، أن تضمن بشكل فوري الإفراج عن الأفراد الـ27 شخصا من الطائفة البهائية الذين احتجزوا في العاصمة صنعاء لأسبوع من دون أي اتهام".
ووصفت هذا الاجراء من الحوثيين بأنه "حالة صارخة من الاضطهاد في حق أقلية دينية"، مشيرة إلى أن البهائيين عانوا أيضا من الاضطهاد، وأعدم عدد من أفراد الطائفة إبان حكم علي عبد الله صالح، الذي استمر 33 عاما.
وأوضحت المنظمة أنّ "مسلحين مقنعين من مكتب الأمن الوطني (القومي)، اقتحموا في العاشر من آب/ أغسطس، ورشة عمل شبابية للبهائيين في صنعاء وأوقفوا 65 شخصا، من بينهم 14 امرأة وستة أشخاص ما دون الثامنة عشرة من العمر".
اعتقال
هذا، واعتقلت السلطات اليمنية في 3 من كانون الأول/ ديسمبر من العام2013، حامد حيدرة (52 عاما) أحد معتنقي الديانة البهائية، أشار البيان الصادر عن البهائيين أن حيدرة أخفي قسريا لمدة 9 أشهر، قبل أن يتم إحالته إلى محكمة أمن الدولة بتهم عدة، أبرزها "التخابر مع إسرائيل والإساءة إلى الإسلام".
ومضى على اعتقال "حيدرة" من مقر عمله في شركة الغاز الطبيعي المسال، ثلاث سنوات، دون أن يتم البت في قضيته، بل يتم تأجيلها دون أي أسباب مقنعة. وفقا لبيان صادر عن الطائفة البهائية.
وتقول النيابة حسب تقارير صحفية، إنّ حيدرة مواطن إيراني اسمه "حامد ميرزا كمالي سروستاني"، وتتهمه ب "انتهاك استقلال الجمهورية اليمنية ووحدتها، والإساءة إلى الإسلام، والردة"، لكنّ أفراد الطائفة البهائية يؤكدون أنّ حيدرة مواطن ولد في اليمن، وأنّ "هذه التهم ملفقة، الهدف منها محاربة الطائفة البهائية والقضاء عليها، بالرغم من أنّها أحد مكونات المجتمع اليمني"، بحسب بيان عن الطائفة.
وكان العشرات من أفراد الطائفة البهائية في اليمن، قد تظاهروا في 3 من نيسان/ إبريل الماضي، لأول مرة بشكل علني، في وقفة تضامنية مع حامد كمال بن حيدرة أمام المحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا أمن الدولة شرقي صنعاء.
تضامن
ولاقت قضية اعتقال البهائيين من الأمن القومي التابع للحوثيين، اهتماما من قبل ناشطين علمانيين، أعلنوا تضامنهم مع أتباع هذه الطائفة ودافعوا عن حقوقها في العيش بحرية.
ولعل أبرز هذه الوجوه، الناشطة في حركة "علمانيون من أجل السلام" هيفاء مالك"، التي اتهمت الأمن القومي باعتقال البهائيين دون أي مبرر، سوى أنهم "بهائيون وازداد نشاطهم في هذه الفترة".
وقالت إنها تحلم في دولة علمانية باليمن، يعيش فيها الناس بعيدا عن التفرقة الدينية أو الطائفية أو العرقية"، حسب قولها.
يشار إلى أن عدد البهائيين في اليمن وفقا لبعض التقديرات، نحو ألفي شخص ينتشرون في عدة محافظات يمنية.