ناشد مئات السائقين اليمنيين والأجانب العالقين عند منفذ الوديعة الحدودي بين اليمن والسعودية، الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ورئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، العمل على إيقاف ممارسات الابتزاز التي يمارسها من وصفوهم ب"عصابات الفساد" في المنفذ الحدودي البري الوحيد العامل مع السعودية.
وقال سائقو شاحنات تجارية إنّ العاملين في الجانب اليمني من المنفذ أوقفوهم هناك ومنعوهم من الدخول إلى الأراضي السعودية بعدما رفضوا دفع مبالغ مالية مقابل السماح لهم بالعبور.
وأكد السائق علي عبده القطواني أنّ ضباط أمن يعملون في إدارة المنفذ يشترطون على السائقين دفع ما يتراوح بين 3 آلاف ريال سعودي(800 دولار أميركي) و5 آلاف ريال (1333 دولاراً) من أجل السماح لهم بعبور المنفذ والدخول إلى المملكة العربية السعودية، مشيراً إلى أنّ هذه المبالغ ليست رسمية إطلاقاً ولم تكن تدفع من قبل.
أضاف القطواني أنّ العاملين في المنفذ أوقفوا ما يصل إلى ألف شاحنة بعضها ينتظر منذ عدة أشهر. تابع: "نرى عشرات القاطرات تدخل أمامنا يومياً إلى الأراضي السعودية بعد دفع المطلوب، ومن لا يدفع يقتادون شاحنته إلى حجز مسوَّر كبير معروف باسم الزريبة".
وأوضح القطواني أنّ القائمين على المنفذ "يتحججون أنّ السعوديين لا يسمحون للشاحنات بالدخول كما كان في السابق، وهذا غير صحيح، فالشاحنات تدخل أمام أعيننا. ونرى أنّ أقل يوم تدخل فيه إلى السعودية نحو 150 شاحنة". وأكد أنّ العاملين في المنفذ يأتون إليهم ليلاً ليطلبوا منهم مبالغ مالية مقابل السماح لشاحناتهم بالعبور.
لم تختلف شكوى السائق علي أحمد البدوي عن سابقه، فقد أكد أنّه منذ فترة طويلة ممنوع من دخول السعودية لأنه لم يستطع دفع مبلغ 3 آلاف ريال سعودي رشوة للقائمين على المنفذ الحدودي من الجانب اليمني.
وقال البدوي: "حتى لو امتلكت المال أفضّل البقاء هنا فترة أطول وتحمُّل حرارة الجو الملتهبة على أن أدفع رشوة محرمة دينياً وأخلاقياً. هذه الإتاوات ليست قانونية، وعلى من منعوا دخولنا لكسب رزقنا في السعودية أن يخافوا الله فينا". وناشد البدوي العميد هاشم الأحمر، قائد اللواء 141 مشاة، المسؤول العسكري عن هذه المنطقة التي تبتز المواطنين "إيقاف هذا العبث".
وبيّن البدوي أنّ السائقين رفعوا شكوى إلى مدينة مأرب عاصمة المحافظة، فرُدّ عليهم بأنّ العسكريين القائمين على المنفذ يتبعون العميد الأحمر الذي لم يتمكنوا من الوصول إليه منذ فترة بسبب وجوده مع المقاتلين في منطقة نهم، شمال العاصمة صنعاء. تابع: "أمضينا فترة طويلة في العراء. بعضنا أنفق الكثير هنا ولم يعد يجد ما يأكله، والعاملون في المنفذ يمنعوننا من الدخول إلى السعودية لكسب لقمة العيش ونحن مقيمون فيها رسمياً منذ سنوات".
أشار البدوي إلى أنّه وبقية السائقين نظموا وقفة احتجاجية قبل أيام، لكنّ الجنود في المنفذ واجهوهم بإطلاق الرصاص في الهواء لتفريقهم.
وهذه المشكلة لا يعاني منها السائقون اليمنيون فحسب، بل يوجد سائقون من جنسيات مصرية وأخرى باكستانية. وفي هذا الإطار، قال السائق المصري محمد أشرف: "ما زلت في المنفذ منذ 25 يوماً. الموظفون منعوني من الدخول إلى السعودية لأنّي لم أقدم لهم ما طلبوه مقابل ذلك بعد اشتراطي عليهم الحصول على إيصال رسمي بذلك. أرى يومياً شاحنات تدخل إلى المنفذ يومياً". أضاف أنّ العاملين في المنفذ كانوا قد طلبوا منهم 5 آلاف ريال سعودي في بداية الأمر، وعندما أصبح عدد الشاحنات كبيراً، خفّضوا المبلغ إلى 3 آلاف.
وكانت تقارير حقوقية كشفت عن حجم المعاناة التي يلاقيها المسافرون عبر منفذ الوديعة البري التابع إدارياً لمحافظة حضرموت (شرق) كبرى محافظات اليمن. وأكدت التقارير أنّ العاملين في مكتب الجمارك يتقاضون من المسافرين مبالغ مالية غير قانونية ومن دون إيصالات رسمية.