آراء

تصريحات كيري والمجلس السياسي!

تصريحات كيري من السعودية تبدد آمال الكثير من المراهنين على الخلافات بين الدولتين؛ والمنتظرين لنجاح المرشح الجمهوري ترامب بسبب مواقفه المعادية للسعودية؛ غير مدركين أن العلاقات بين الجانبين عميقة وراسخة وتحكمها مصالح هائلة، كما أن هناك مؤسسات ومراكز نفوذ أمريكية تربطها علاقات صلبة بالسعودية ستعمل على ترويض ترامب إذا فاز في الانتخابات، وستتغير لهجته من اليوم الأول.
لا أقلل من الخطوات التي قام بها المؤتمر والحوثيين المتعلقة بالمجلس السياسي ومساعيهم لإعلان حكومة، لكن لا يجب المراهنة عليها وتصديق الوهم الذي صنعوه بأيديهم، والمتمثل في أن المجتمع الدولي سيعترف بسلطتهم كأمر واقع، والدليل هو احجام حتى إيران وروسيا عن الاعتراف بالمجلس أو التعامل مع الصديق صالح الصماد كرئيس.
هناك فرق بين سياسة وتأثير الدول وسياسة وتأثير الجماعات والأحزاب، وتقدير الموقف جيداً في صالح حزب المؤتمر والحوثيين، وأعتقد أن عليهم أن لا يصدقوا الكذبة التي صنعوها، أنا مع استثمارها كوسيلة ضغط وكخطوة لتوحيد جبهتم الداخلية، لكن عليهم أم لا يعتبروها خطوة بديلة لمسار التسوية السياسية وأن لا يراهنوا على اعتراف العالم بحكمهم لليمن، فالعالم يدرك أن الحوثيين أقلية، وقد قالها كيري علناً، واذا ما تحدثنا عن تحالفهم مع المؤتمر فان النسبة ترتفع لكن ذلك لا يعطيهم مشروعية للحكم، فهناك مساحات شاسعة خارج سيطرتهم، وتيارات كثيرة لها وزن لا تزال خارج سلطتهم، وهذا يعني ببساطة استمرار الحرب الأهلية في اليمن وإيجاد مبرر للتدخل الأجنبي كذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى