الحوثيون في بغداد: حفاوة استقبال طائفية وحقائب فارغة
حظي الوفد الحوثي المشارك في مفاوضات الأزمة في اليمن، الذي يزور بغداد حالياً، بحفاوة كبيرة خلال استقباله، في ساعة مبكرة من صباح الإثنين، من قبل قيادات وزعامات سياسية ودينية مختلفة، فضلاً عن مسؤولي وزارة الخارجية العراقية، التي أكدت وصول الوفد ولقاءه بوزير الخارجية، إبراهيم الجعفري.
وحرص التلفزيون الحكومي العراقي على إظهار لقطات لرئيس وفد الحوثيين، محمد عبد السلام، مع مرافقين لهم داخل فندق فخم، على مقربة من المنطقة الخضراء ببغداد.
وبحسب أعضاء بارزين في البرلمان العراقي، فإن الوفد التقى بزعامات سياسية في حزب الدعوة والمجلس الأعلى والتيار الصدري، فضلاً عن قيادات بمليشيات "الحشد الشعبي"، وممثلين عن عدة مراجع دينية في بغداد.
ولفت أحد أعضاء البرلمان إلى أن الزيارة "اتّسمت بطابع طائفي، إذ لم يلتق الوفد أو يطلب لقاء أي من الزعامات السياسية الأخرى في البلاد، واقتصرت الاجتماعات، في يومها الأول، على أحزاب التحالف الوطني (شيعي)، ورجال دين وقيادات بمليشيات الحشد، فضلاً عن المسؤولين الحكوميين".
وأكّد أنه "ليس من حقّ بغداد التبرع بدولار واحد لتلك الجماعة ونصف الشعب جائع، كما يتطلب التبرع موافقة البرلمان أولاً، وهو ما لم يتمّ تمريره".
فيما أكّد مسؤول حكومي بارز في وزارة الخارجية العراقية أن "الوفد الحوثي عرض على وزير الخارجية رؤيته للوضع في اليمن، ومجريات المعارك هناك، ومشروع المجلس السياسي الذي أعلنت عنه الجماعة مؤخراً مع الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، وضرورة دعم بغداد له من خلال الترحيب بتشكيله".
ونفى أن يكون الوفد "قد طلب أيّ مساعدة مادية من بغداد، بل زيادة في التعاون الثنائي"، وفقاً لقوله.
وحول ما إذا كانت الزيارة مفاجئة، قال: "لدينا علم بذلك منذ أسبوع ورحبنا بهم"، مبيناً أن من بين أعضاء الوفد القيادي في الحركة، يحيى بدر الدين الحوثي وشخصيات أخرى بارزة من الجماعة ذاتها، فضلاً عن زعيم قبلي من صنعاء لم يذكر اسمه.
في سياق ذلك، قال مراسل "العربي الجديد" في بغداد إن أعضاء وفد الحوثي رفضوا الحديث مع وسائل الإعلام، رغم توجيه الصحافيين المتجمعين عند باب الفندق حزمة كبيرة من الأسئلة.
وأوضح المراسل أن الوفد ترافقه قوات تابعة للواء 56 الخاص بالجيش العراقي، والمكلّف بحماية الشخصيات التي تزور البلاد.
وكان بيان لوزارة الخارجية العراقية قد أعلن، في وقت سابق من صباح اليوم، أن وزير الخارجية استقبل الوفد، مضيفاً أنّه "جرى خلال اللقاء استعراض مجمل التطورات السياسية والأمنية، والجهود المبذولة من قبل القوى السياسية لتحقيق خارطة طريق وطنية تعيد الاستقرار وفقاً للدستور والمعايير القانونية، ونتائج المباحثات التي جرت في الكويت برعاية الأمم المتحدة والتي استمرت لثلاثة أشهر"، على حد وصف البيان، الذي تعامل مع الوفد على أنه ممثل رسمي للشعب اليمني.
ونقل البيان عن الجعفري قوله إن "العراق دوى بصوته في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة وكل المحافل والمؤتمرات الدولية، ورفض رفضاً قاطعاً التدخل العسكري في الساحة اليمنية، لأنه سيسهم في إراقة الدماء وزعزعة الأمن المجتمعي".
فيما نقل البيان أيضاً عن وفد الحوثي أن "الزيارة تأتي ضمن سلسلة زيارات دولية ستتضمن دولاً عدة، وإن العراق هو المحطة الأولى التي سعى لها الوفد لزيارتها، لعمقه التاريخي وثقله السياسي العربي".
ورفض عضو حزب الدعوة الإسلامية في بغداد، حسين الموسوي، تسمية الوفد ب"الحوثي"، مبيناً، في رده على سؤال من "العربي الجديد" حول سبب الزيارة، أن الحزب "تعامل على أنه وفد دولة عربية رسمي، كأي دولة أخرى"، على حد زعمه.
وأضاف: "عرض الوفد علينا الوضع في اليمن، وطلب الدعم السياسي والمعنوي والاعتراف بسلطته الشرعية على البلاد وحقه في الدفاع عن نفسه".
وبيّن أن "الوفد اليمني حصل على التأييد اللازم من الحكومة وممثلي الشعب العراقي في البرلمان، ولم يتم التطرق إلى أي دعم عسكري أو مالي"، مؤكّداً أن الوفد سيتوجه إلى دول عربية وإقليمية أخرى.
وكانت وكالات أنباء قد أشارت، نقلاً عن مصادر داخل الوفد، أن الأخير سينتقل من بغداد إلى العاصمة اللبنانية بيروت، ومن ثم إلى العاصمة الإيرانية طهران، وهي المحطة الأهم خلال جولته، دون تحديد مدّتها الزمنيّة.