لم يعد خفيا خطورة الخطوات التي تنهجها إيران بهدف الهيمنة على الشرق الأوسط، وخلق وضع جديد عبر استبدال الواقع القائم، من خلال إثارة الفتن وخوضها لحروب بالوكالة تتخفى من ورائها طهران وتتملص من تحمل أي مسؤولية.
وبحسب صحيفة العربي الجديد اللندنية، كشفت "ذي تلغراف" البريطانية أن الحرب التي تجري باليمن ما هي إلا دليل ساطع على المحاولات الإيرانية للهيمنة على الشرق الأوسط، وذلك من خلال دعم مليشيات موالية لها بناء على الانتماء الطائفي.
وأضافت الصحيفة في مقال للقائد السابق للقوات الخاصة البريطانية، الجنرال جيرمي لامب، أن اليمن أصبح اليوم محط أطماع طهران التي تحاول استبدال الواقع القائم بآخر جديد لكي تصبح في موقع يؤهلها للهيمنة بالمنطقة، موضحا أن "اليمن لا يقع في صلب اهتمام إيران، كما هو الحال بالنسبة للعراق وسورية، لكن يتعين على الغرب إدراك أن التدخل الإيراني باليمن يندرج في إطار صراع إقليمي".
وأوضح لامب أن الدعم الذي يتلقاه الحوثيون من إيران لا يمكن أبدا إخفاؤه، ويتمثل في الدعم السياسي والبروبغندا، والتدريب العسكري، وإرسال الخبراء العسكريين، وتقديم السلاح، علاوة على الدعم المالي.
كما أوضح الخبير العسكري أنه يوجد اختلاف كبير في طريقة تصرف طرفي الحرب في اليمن، مشيرا إلى أن "قوات الحكومة الشرعية تتحرك بشفافية كاملة، وتحظى بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية، وكذا بدعم الأمم المتحدة والدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة وبريطانيا".
ولفت إلى أن "أي تحرك تقوده قوات الشرعية يتم تحت أنظار الجميع ومفتوح بالتالي أمام التدقيق والتعليق، في حين تخوض مليشيا الحوثي حربها بشكل غير شفاف، وتوظف المدنيين كدروع بشرية، ولا تتوانى عن تجنيد الأطفال ضمن صفوفها".
وعلى شاكلة مناورات الحوثيين غير الشفافة، أكد لامب أن "اليد الإيرانية تحضر بالحرب اليمنية أكثر مما هو واضح للمتتبعين، وأن طهران تفتعل الأزمات من وراء ستار بدول المنطقة كالبحرين والكويت والمملكة العربية السعودية، وتتحين ظهور الفرص المواتية لنشر الفوضى".
وأضاف أن طهران تحرص على الإبقاء على تدخلها باليمن أمراً خفياً، موضحا أنه في إقرار نادر من نوعه من طهران بمشاركتها في الحرب، قال نائب رئيس هيأة الأركان بإيران، العميد مسعود جزايري في مارس/ آذار الماضي إن "بلاده ترغب في مساعدة الحوثيين بأي طريقة تستطيع وبأي مستوى مهما كان" ضد التحالف العربي الإسلامي".
كما لفت إلى أن أصابع الاتهام تشير إلى تورط طهران في الوقوف وراء رفض الحوثيين خطة السلام التي قدمتها الأمم المتحدة، وتمسكهم بدلا من ذلك بمجلسهم السياسي الذي أعلنوه أخيراً للوقوف بوجه الحكومة الشرعية.
والأخطر من ذلك، يضيف الكاتب، أن طهران متهمة كذلك بتقديم المساعدة العسكرية للحوثيين، من خلال مدهم بخطط وتكتيكات عسكرية للتحرك الميداني.