[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
تقارير ووثائق

أكوام النفايات تنغّص فرحة اليمنيين المنقوصة بالعيد

استقبل اليمنيون فرحة عيد الأضحى المبارك بشوارع تكدست فيها النفايات التي تراكمت منذ ما قبل العيد بأسبوع في معظم المدن اليمنية، وفاقم المشكلة اضطرار السكان إلى رمي مخلفات أضاحيهم ومشترياتهم الجديدة.

 

وصاحب أكوام النفايات انبعاث الروائح الكريهة بسبب طول بقاء أكياس القمامة وبعثرتها من قبل الحيوانات والباحثين عن قناني المياه الفارغة ممن يسعون إلى بيعها لمصانع التدوير.

 

لم يهتم أيمن ناجي، كثيراً بوضع مخلفات أضحيته في الشارع المجاور في أحد أحياء العاصمة صنعاء، بعد أن قام مع أحد جيرانه بذبح أضحيته أمام منزله.

 

يقول إنه نوى أخذ أضحيته لذبحها في أحد المسالخ المركزية في المدينة، غير أنه وجد أن جميع سائقي سيارات التاكسي الذين أوقفهم يطلبون منه أجرة مرتفعة بسبب ندرة سيارات التاكسي خلال أيام العيد.

 

يضيف: "كنت أذبح أضحيتي خلال السنوات الماضية في المسلخ المركزي بعد صدور تعميم حكومي بضرورة ذلك، غير أن التداعيات المختلفة للحرب غيّرت أولويات الحكومة ولم تعد تهتم بمراقبة التزام الناس بمثل هذا التعميم. كما لم يعد أحد يكترث برؤية مثل هذه المناظر في الشارع بسبب كثرة أعداد من يمارسون هذه المخالفة".

 

وكشف عامل النظافة، إبراهيم مسعد، أن عمال النظافة يرفضون إزالة النفايات بسبب استمرار رفض الحكومة دفع الأجور التي يتقاضونها لقاء ساعات العمل الإضافية والحوافز الدورية عن المخاطر التي يتعرضون لها.

 

وأكد، أن "الحكومة فشلت في الوفاء بوعودها المتكررة في تسديد مستحقاتنا، وقرر كثير منا العمل خلال وقت الدوام الرسمي فقط لتتأثر الشوارع كثيراً. إلا أن بعض زملائنا وثقوا بتلك الوعود مجدداً وقاموا بالعمل في الوقت الإضافي، لكنهم قلة، ويحتمل أن يتوقفوا عن العمل قريبا".

 
ويختلف الوضع البيئي في بعض المحافظات، فقد ساء وضع النظافة العامة في مدينة تعز المحاصرة عسكرياً منذ بدء الحرب، فلم يجد السكان بداً من التعايش مع النفايات التي تواصل تراكمها وعملت الأمطار التي هطلت مؤخراً على انتقال محتوياتها إلى مناطق سكنية أخرى.

 

ويساهم الحر النسبي في المدينة حاليا في زيادة انتشار الروائح الكريهة وزيادة انتشار البعوض والذباب، لتقود جميعها إلى انتشار الأمراض بين السكان، في الوقت الذي يغيب الدواء في المدينة وترفض المستشفيات القليلة العاملة معاينتهم كونها تتخصص في علاج إصابات الحرب. ويعمل بعض السكان على معالجة النفايات في بعض الأحياء عبر دفنها في مناطق مفتوحة أو إحراقها مما يساهم في تلويث المدينة.

 

في السياق، زاد الوضع البيئي سوءاً في المناطق الريفية بتعز، حيث يقيم كثير ممن نزحوا من مناطقهم إليها، يقول أحد موظفي منظمة أوكسفام الإغاثية العاملة هناك، إن "المنظمات الدولية الثمان العاملة في هذه المناطق قررت تخفيض أنشطتها منذ مطلع الشهر الجاري، ومنها دعم حملات النظافة العامة في مناطق تركز النازحين بسبب ارتفاع مؤشرات الخطر الأمني على سلامة موظفيها".

 

وأوضح الموظف الذي طلب عدم ذكر اسمه: "في العادة كنا نقيم هنا حوالي 250 حملة نظافة عامة أسبوعياً، لكن غياب المنظمات خفّض مبادرة المجتمعات المستفيدة من إزالة النفايات بنسبة 70 في المائة تقريباً". متوقعا انخفاض عدد المبادرات بنسبة أكبر بسبب توقف المنظمات عن دعم شاحنات الإزالة بالوقود.

زر الذهاب إلى الأعلى