[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
تقارير ووثائق

احتفاء الحوثيين ب"الغدير" وذكرى اجتياح صنعاء: ملامح الأزمة واضحة

أظهر إحياء جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) مناسبتين متزامنتين، تعدّهما الجماعة "عيداً"، مؤشرات تراجع نسبي بمدى الاحتفاء، بعد عامين من اجتياح المليشيات العاصمة صنعاء، وما تبع ذلك من حرب دائرةٍ منذ عام ونصف العام، في حين بدت الأزمة الاقتصادية وآثار قرار نقل المصرف المركزي من صنعاء إلى عدن، الحدث الذي يطغى على اهتمامات اليمنيين، وسط مخاوف واضحة لدى الحوثيين من الآثار المترتبة على هذا القرار.

 

وأكدت مصادر في العاصمة صنعاء أن مظاهر الاحتفاء السنوية المعتادة بذكرى "الغدير" من فعاليات واحتفالات، تراجعت بشكل واضح، على الرغم من تزامنها مع الذكرى الثانية لاجتياح الجماعة صنعاء والسيطرة على مؤسسات الدولة فيها، وهي المناسبة التي فرضتها الجماعة كعطلة رسمية وتعتبرها ذكرى لما تسميه "ثورة 21 سبتمبر/أيلول". وقد جرى إحياء المناسبتين بفعاليات محدودة وبرقيات تهانٍ من المسؤولين الموالين لزعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، والذي يصفه الموالون له ب"قائد الثورة".

 
وفيما كانت المناسبات الدينية والسياسية بمثابة وسيلة مهمة للحوثيين لاستعراض حضورهم، من خلال اللوحات الإعلانية في الشوارع والملصقات والمنشورات المختلفة، والتي تعكس الجانب الفكري والثقافي، وصولاً إلى الرسائل السياسية للجماعة؛ تراجع الاحتفاء بنسبة أو بأخرى، على الأقل في شوارع العاصمة اليمنية، مقارنة بالعام الماضي.

 

وظهر زعيم جماعة أنصار الله، عبدالملك الحوثي، بخطاب مطوّل احتفاءً بالمناسبتين (الغدير واجتياح صنعاء)، ركّز جانباً كبيراً منه على المناسبة الدينية الخاصة ب"الغدير"، لكنه انتقل في الجزء الآخر إلى الجانب السياسي ليطغى الملف الاقتصادي على حديثه، ما عكس المخاوف الكبيرة لدى الجماعة من القرار الذي أصدره الرئيس، عبدربه منصور هادي، بنقل مقر المصرف المركزي من صنعاء إلى عدن.

 

وفي هذا الصدد، دافع الحوثي عن البنك وسياساته، وقال إنه كان يعمل بحيادية، ووجه دعوة إلى حملة شعبية للتضامن مع البنك والتبرع له، ولو بمبلغ 50 ريالاً، وهي الدعوة التي أثارت سخرية من قبل معارضيه.

 

وفي ما يخص الذكرى الثانية لاجتياح صنعاء، دعا الحوثي إلى حضور جيد للمشاركة في مهرجان نظمته الجماعة في محافظة الحديدة الساحلية، وبمناسبة الاحتفال بالذكرى الثانية لما وصفه ب"التصعيد الثوري لـ21 من سبتمبر"، وقال إنه كان "خطوة واحدة إلى الأمام"، وإن "الثورة لم تنتهِ، الثورة خطت خطوة واحدة إلى الأمام وأمامها الكثير من الخطوات"، واستقبل زعيم الجماعة موجة من التهاني والبرقيات، مع تراجع في مستواها مقارنة بالعام الماضي.

 

وتباينت الآراء تجاه التراجع المحدود بوتيرة إحياء الحوثيين للمناسبتين، إذ بدت بنظر متابعين انعكاساً للأزمة الاقتصادية التي طغت على اهتمامات اليمنيين، وتصدرت الأحداث والعناوين المرتبطة باليمن، الأمر الذي تعزز بمضامين خطاب الحوثي، ودعوته إلى حملة تبرعات للمصرف المركزي، والذي عيّن الرئيس هادي قيادة جديدة له، وأقر نقله إلى عدن، بعد أن كان الحوثيون يستفيدون من أنشطته منذ سيطرتهم على العاصمة.

 

من جانب آخر، جاء هذا التطور وسط حالة من الإرباك في الصف الداخلي للجماعة، مع الانسداد في الأفق السياسي للمفاوضات، وعقب الاتفاق الذي وقعته مع شريكها، حزب المؤتمر، الذي يترأسه الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، ونتجت عنه إزاحة "اللجنة الثورية"، وهي سلطة الأمر الواقع التي فرضها الحوثيون عقب اجتياحهم صنعاء، وكانت تتولى رعاية مناسبات الجماعة بتكاليف تتحملها مؤسسات الدولة المختلفة، وفضلاً عن ذلك، تأثرت الجماعة بشقها التنظيمي والعسكري، جراء خسائرها بالحرب والعمليات العسكرية التي يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية منذ عام ونصف العام.

زر الذهاب إلى الأعلى