بن حبتور: مسيرة رجل هادي السابق لرئاسة حكومة الانقلابيين
في الأشهر التي تلت اجتياح مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) للعاصمة صنعاء، في الـ21 من سبتمبر/أيلول 2014، كان عبدالعزيز صالح بن حبتور، ومن موقعه كأحد أهم قيادات حزب "المؤتمر الشعبي العام" وفرعه في عدن، من بين شخصيات معدودة شرعت في تأسيس فرع جنوبي للحزب موالٍ للرئيس عبدربه منصور هادي، بعد أن أقرّ الحزب، بشقه الموالي لسلفه، علي عبد الله صالح، خلال مؤتمر عام في صنعاء، أوائل نوفمبر/تشرين الثاني، من العام نفسه، الإطاحة بهادي من منصبيه كنائب أول لرئيس الحزب وأمين عام، حينها برز بن حبتور كأحد أهم الشخصيات التي انحازت للرئيس هادي ورفضت إبعاده.
وفي 24 ديسمبر/كانون الأول 2014، أصدر الرئيس هادي قراراً بتعيين بن حبتور محافظاً لعدن، خلفاً للمحافظ الأسبق، وحيد علي رشيد. وفي 21 فبراير/شباط 2015، تمكّن الرئيس هادي من الإفلات من الإقامة الجبرية التي فرضها عليه الانقلابيون في صنعاء، وغادر إلى عدن، ليعلن العدول عن الاستقالة، وكان بن حبتور محافظاً هناك، ومن المدافعين بشدة عن شرعيته، حتى إن له تصريحات تلفزيونية، في الفترة التي سبقت التدخل العسكري للتحالف بقيادة السعودية، يحذّر من أنه وفي حال سيطر الحوثيون على عدن؛ فإن اليمن يكون قد سقط في "قبضة إيران".
مع تقدم الحوثيين والموالين لصالح باتجاه عدن، وسيطرتهم على أجزاء منها، غادر الرئيس هادي إلى السعودية عبر سلطنة عُمان، واختفى المحافظ بن حبتور، حتى إن شائعات إعلامية تحدثت عن مقتله، قبل أن يظهر، عقب شهور، من خلال مقالات وتصريحات كان يبثّها من صنعاء عبر صحف ومواقع تابعة لحزب المؤتمر، الذي كان قد أعلن في ديسمبر/كانون الأول 2014 تجميد عضوية بن حبتور، على إثر نشاطه المعارض لقرارات إزاحة الرئيس هادي من قيادة الحزب.
وفي تصريحات له، في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، برّر بن حبتور تغيّر موقفه من مؤيد للرئيس هادي ومن أشد المدافعين عنه، إلى معارض للتحالف وداعمٍ للانقلابيين، بأنه جاء "بعد أن بدأت المملكة العربية السعودية وحليفاتها بضرب اليمن بقسوة مفرطة براً وجواً وبحراً، وفرضت عقوبات جماعية على اليمنيين بحصار تأديبي شامل لكل المواطنين"، على حد قوله، وقد ظهر خلال الشهور الماضية، في فعاليات للانقلابيين، بوصفه محافظ عدن، واعتبر، في تصريحات ومواقف حديثة، أن عدن باتت تحت "الاحتلال السعودي الإماراتي".
ينحدر بن حبتور من محافظة شبوة الجنوبية، التي ولد فيها عام 1955، وهي المحافظة النفطية التي يبرز فيها دور القبيلة جنوباً أكثر من غيرها من المحافظات الأخرى، وينتمي إليها، أيضاً، الأمين العام لحزب المؤتمر، عارف الزوكا.
وقد عُرف بن حبتور كأكاديمي بامتياز في عدن؛ حيث حصل على درجة الماجستير من جامعة الاقتصاد في برلين (ألمانيا) 1988، وعلى الدكتوراه من جامعة التجارة لايبزج 1992، وحصل على اللقب العلمي "أستاذ مشارك" من مجلس جامعة عدن بموجب نظام الترقي العلمي في عام 1997، ثم لقب "أستاذ" عام 2001، وشغل رئيساً لقسم إدارة الأعمال بكلية الاقتصاد في جامعة عدن 1993، ونائباً لرئيس جامعة عدن للشؤون المالية والإدارية في الفترة 1994 - 1996، ثم قائماً بأعمال الأمين العام للجامعة، ونائباً لرئيسها حتى 2001، ثم نائباً لوزير التربية والتعليم، حتى عام 2008، وهو العام الذي عُين فيه رئيساً لجامعة عدن، واستمر حتى 2014.
سياسياً، عمل بن حبتور كرئيس لفرع الحزب في جامعة عدن، إلى أن جرى تعيينه محافظاً للمحافظة أواخر عام 2014، عقب مواقفه التي انحازت للرئيس هادي، ومع تكليفه مؤخراً بتشكيل حكومة انقلابية في صنعاء، تداول ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي طرفة ساخرة، وهي عبارة عن سؤال عن الفرق بين ما قبل الحرب 2015، وما بعدها في 2016. الإجابة أنه قبل الحرب كان رئيس الوزراء، أحمد عبيد بن دغر، في صنعاء مع صالح، وبن حبتور مع هادي في عدن، وبعد عام ونصف صار بن دغر مع هادي في عدن، وبن حبتور مع صالح في صنعاء.