سفن التجارة تواجه مخاطر جديدة قبالة اليمن
قالت مصادر ملاحية ومن قطاع التأمين إن هناك مخاطر بأن يتسع نطاق هجمات الصواريخ، التي تعرضت لها سفن حربية غربية انطلاقاً من اليمن إلى خطوط الملاحة البحرية القريبة المزدحمة، مما قد يعطل إمدادات النفط وسلعاً ضرورية أخرى تمر بتلك المنطقة المضطربة.
ولم تحول شركات النقل البحري مسارات السفن بعد، لكن هناك قلقا متناميا من أن يؤدي أي تصعيد جديد إلى عرقلة إمدادات النفط وارتفاع تكلفة التأمين على السفن.
هذا المسار من أكثرها ازدحاما في العالم وتستخدمه شركات النقل البحري الكبرى، مثل ميرسك المشغلة لسفن الحاويات، وشركات ناقلات النفط مثل فرونت لاين النرويجية، وشركة الناقلات الوطنية الإيرانية التي استفادت هذا العام من رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران.
وقال مصدر بقطاع التأمين على السفن إن بعض السفن القادمة إلى الموانئ اليمنية أغلقت بالفعل أنظمة تتبعها، التي تتيح لأي شخص مراقبة تحركاتها عبر الإنترنت، نظرا للعنف المستعر في البلاد.
وأضاف المصدر أن علاوات مخاطر الحرب في التأمين على الشحنات المتجهة إلى الموانئ اليمنية، مثل الحديدة في الشمال، قد ارتفعت بالفعل إلى مئات الآلاف من الدولارات للسفينة.
واستهدف هجوم صاروخي فاشل من أراض يمنية يسيطر عليها الحوثيون، الذين تدعمهم إيران، مدمرة أميركية تحمل صواريخ موجهة أمس، الأحد، حسبما قال متحدث عسكري أميركي، لكن القطعة البحرية لم تصب بأضرار.
ونفى الحوثيون اليوم، الإثنين، قيام قواتهم بهجوم صاروخي على المدمرة الأميركية.
يأتي هذا بعد أسبوع واحد من تعرض سفينة إماراتية لهجوم من الحوثيين، مما يشير إلى تنامي المخاطر، التي تهدد القوات الأميركية من الصراع في اليمن.
وقعت الهجمات قرب مضيق باب المندب، الذي يمر منه نحو أربعة ملايين برميل من النفط يوميا إلى أوروبا والولايات المتحدة وآسيا.
وقال جافين سيموندس، مدير الأمن والسياسة التجارية لدى غرفة النقل البحري في بريطانيا: "باب المندب شريان حيوي للنقل البحري ".
واضاف: "يعتمد النقل البحري الدولي كلية على قدرة المجتمع الدولي على توفير المرور الآمن للسفن التجارية، في المسارات البحرية الرئيسية."
وقالت الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، إنها تأخذ التهديدات، التي تتعرض لها الملاحة البحرية عند باب المندب، على محمل الجد.
وقال فيليب بلتشر، المدير لدى إنترانكو، وهو اتحاد يمثل غالبية أسطول الناقلات في العالم: "إنه وضع متدهور وما يثير القلق هو استخدام أسلحة بعيدة المدى في المنطقة."
تمتد سواحل اليمن 1900 كيلومتر وتطل أيضا على خليج عدن والبحر الأحمر، وهي مناطق شاسعة من الصعب حراستها، حيث تنتشر بالفعل قطع بحرية لدول عديدة تحارب القرصنة الصومالية في المنطقة، التي تم احتواؤها في السنوات الأخيرة.
وقال المكتب الأميركي للمخابرات البحرية، في تقرير الأسبوع الماضي، إن على السفن التجارية التي تمر بالبحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن أن تتخذ أقصى درجات الحذر، في ظل زيادة التوترات في المنطقة، التي قد تعرضها لأضرار مباشرة أو غير مباشرة.
وأسفرت الحرب الدائرة في اليمن عن مقتل ما لا يقل عن عشرة آلاف شخص ودفعت مناطق في البلد إلى حافة المجاعة.