الحرب في اليمن تمنع الطلاب من ارتداء الزي المدرسي
يقف طلاب بعض المدارس اليمنية في طابور الصباح بثياب مختلفة الألوان والأشكال لأول مرة منذ سنوات في كثير من المدارس اليمنية نظرا لتأثير تداعيات الحرب الحالية على قدرة كثير من أولياء الأمور على توفير الزي المدرسي لأبنائهم كما جرت العادة كل عام.
لم يستطع عبد الرحمن الشاحذي شراء الزي المدرسي لأبنائه الثلاثة ليكتفي أحدهم باستخدام زيه المدرسي القديم والمهترئ فيما ظل الآخران يحضران المدرسة بملابسهم العادية.
يقول الشاحذي: "لم تمر عليّ في حياتي ظروف كهذه التي نعيشها. كنت في السابق أوفر كل متطلبات العام الدراسي لأبنائي قبل بدء العام الدراسي بأسابيع، لكن العام الدراسي بدأ وبالكاد استطعت شراء بعض الكراسات". وأشار الشاحذي إلى أن وظيفته الحكومية لم تصرف له مرتبه منذ شهرين، ولم تصرف الحوافز التي عادةً ما ترافق الراتب منذ عام كامل، ليكون ذلك أهم أسباب عدم مقدرته على تلبية أهم احتياجات التعليم.
وبيّن الشاحذي أن لدى أبنائه أزياء مدرسية قديمة لا تصلح للاستخدام مجدداً، بعد أن أصبحت ضيقة عليهم وتعرضت للتمزق. لافتا إلى أن أبنائه يتفهمون الوضع المعيشي الجديد والناتج عن الحرب والذي يعيشه كثير من زملائهم. يضيف: "كثير من زملاء أبنائي بدأوا بالذهاب إلى المدرسة بملابسهم العادية التي غالبا ما تكون ملابس الأعياد، فأهاليهم لم يستطيعوا توفير الزي المدرسي" وهذا ما يقلل من الحرج الذي يشعر به بسبب عجزه عن توفير متطلبات العام الدراسي.
إلى ذلك، أكد العشرات من أولياء أمور في مديرية بني الحارث بالعاصمة صنعاء عدم قدرتهم على توفير المستلزمات الدراسية بما فيها الزي المدرسي ليكون ذلك سببا في عدم تمكنهم من الذهاب إلى المدرسة في الأيام الأولى من العام الدراسي الجديد.
إلى ذلك، طالب المواطن محمد عبداللطيف محافظ المحويت ومدير مكتب التربية والتعليم في المحافظة، بالتوجيه إلى إعفاء الطلاب والطالبات من شراء الزي المدرسي بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها المجتمع اليمني.
وقال عبداللطيف في رسالة نشرها في صفحته بموقع التواصل "فيسبوك" بأن "أغلب الأسر لم تستطع توفير القوت الضروري ولا ملابس الأعياد الماضية، ومع دخول العام الدراسي الجديد وكما هي العادة تقوم بعض إدارات المدارس بإلزام الطلاب والطالبات بالزي المدرسي ما ينهك أولياء الأمور الذين بالكاد تمكنوا من توفير الأقلام والكراسات التي ارتفعت أثمانها هذا العام، ناهيك عن المستلزمات الدراسية الأخرى الأقل أهمية.
وأضاف عبداللطيف أنه لاحظ أن بعض الإدارات المدرسية تلزم الطلاب والطالبات بشراء الزي المدرسي وإلا فسيتم منعهم من دخول المدرسة. لافتاً إلى أن عدداً من أولياء الأمور باتوا يفكرون بحرمان أبنائهم من التعليم لعدم قدرتهم على توفير المتطلبات المدرسية.
من جانبه، قال الموجه التربوي عارف الشيخ، إن المدارس الحكومية لم تتشدد في موضوع التقيد الإلزامي بالزي المدرسي هذا العام مراعاة لظروف الأهالي.
وأضاف الشيخ أن الوزارة لم تشعر موجهي مكتب التربية أو إدارات المدارس "بضرورة التقيد بالزي المدرسي مراعاةً للأوضاع المعيشية المتردية والارتفاع الهائل في الأسعار بنسبة 70 في المائة تقريباً عما كانت عليه".
لافتاً إلى أن التربية والتعليم تستشعر الجانب النفسي للطالب وبما يخدم الطالب في مسيرته العلمية وتخفيفاً من كل الضغوط النفسية والإرهاق المادي الذي يعانيه الأهالي في هذه الظروف الصعبة، ولهذا فهي تتعامل بمرونة في بعض القضايا التي تحتاج إلى توفير المال مثل الزي المدرسي الرسمي. يضيف: "نتفهم الوضع المعيشي والاقتصادي الصعب والذي يعجز فيه معظم أولياء الأمور عن توفير مستلزمات الدراسة من دفاتر وأقلام وحقائب مدرسية ولهذا لن يكون هناك تشديد على الزي المدرسي هذا العام".
إلى ذلك، أكدت منظمة رعاية الأطفال العالمية، أن مليوناً و800 ألف طفل يمني توقف تعليمهم لأشهر، وأن حوالي 1600 مدرسة تضررت، أو دمرت أو اتخذت مساكن للنازحين، أو أغلقت بسبب انعدام الأمن. وأوضحت المنظمة في تقرير لها بعنوان "المستقبل على المحك، أطفال اليمن محرومون من التعليم" إن 560 ألف طفل في مايو/أيار 2016، بقوا خارج المدرسة كنتيجة مباشرة للحرب.