أخباررئيسية

البنتاغون: سنتجنب النزاع اليمني لكن ضربات جديدة ممكنة

ذكرت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) أمس الخميس انها تعد لتوجيه ضربات جديدة ممكنة في اليمن لكن مسؤولين اميركيين أكدوا في الوقت نفسه ان واشنطن تريد تجنب التورط في حرب اخرى، وفق ما نقلت وكالة رويترز.

وكانت البحرية الاميركية أطلقت خمسة صواريخ توماهوك من المدمرة "يو اس اس نيتز" على ثلاثة مواقع لرادات متنقلة، بعدما استهدف الحوثيون بقذائف المدمرة الاميركية "يو اس اس ميسون" مرتين خلال اربعة ايام.

واكد الجيش الاميركي ان اطلاقه صوارخ توماهوك يندرج في اطار الدفاع عن النفس.

وتقدم الولايات المتحدة دعما لوجستيا للتحالف الذي يقاتل الحوثيين. لكنها المرة الاولى التي تقوم فيها واشنطن بتحرك مباشر ضد الحوثيين.

وصرح الناطق باسم البنتاغون بيتر كوك ان هذا التحرك لا يشكل تمهيدا لحملة جديدة في المنطقة حيث تخوض الولايات المتحدة باشكال متفاوتة حروبا في افغانستان والعراق وليبيا وسوريا. وقال "لا نسعى إلى دور اكبر في النزاع"، مؤكدا ان القصف الاميركي "هدفه فقط حماية قواتنا (...)".

واكد البيت الابيض ايضا ان الولايات المتحدة لا تقوم بتوسيع دورها العسكري. وصرح الناطق باسم الرئاسة ايريك شولتز "هذا (القصف) ليس مشاركة باي شكل في النزاع الطائفي على الارض في اليمن".

وصرح مسؤول كبير في وزارة الدفاع الاميركية لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته ان الاسلحة المضادة للسفن التي يستخدمها الحوثيون هي على الارجح صواريخ من طراز "سي 802" مزودة "برؤوس متفجرة قادرة على الاختراق".

ونفى الحوثيون ان يكونوا شنوا اي هجوم.

وقال السيناتور الجمهوري جون ماكين رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ ان "النظام الإيراني هو من وفر على الارجح" تلك الصواريخ.

واضاف "شكرا للضربات الناجحة التي ردت بها يو اس اس نيتز" التي اطلقت الصواريخ، معتبرا ان "بحرية الولايات المتحدة وجهت رسالة قوية".

لكن الضربات الاميركية لم تبعد صواريخ الحوثيين مع ان تدمير الرادارات يجعل توجيهها اكثر صعوبة. وحذر المسؤول الاميركي نفسه من ان المتمردين ما زالوا قادرين على استخدام زوارق رصد أو مواقع الكترونية لرصد تحركات السفن من اجل تحديد اهداف جديدة.

وقال "يجب ان يتوقفوا. لن نتردد في توجيه ضربات جديدة" اذا لزم الامر.

واكد كوك ايضا ان الولايات المتحدة "مستعدة للرد من جديد". واضاف "لكننا نعتقد اننا قمنا بعمل يقلص قدرتهم على شن هذا النوع من الهجمات".

وحذر مسؤول اميركي آخر طلب عدم كشف هويته ايضا من ان التهديد للولايات المتحدة والسفن التجارية ما زال قائما. وقال "هل ابطلنا مفعوله (تهديد الصواريخ) للوقت الحالي عبر حرمانه القدرة على الرؤية (الرادارات)؟ هذا ممكن لكن الرادارات من السهل تامينها بسرعة. لا اعتقد ان هناك اي شخص يتصور ان التهديد زال".

 

هجوم تاريخي

تشكل الصواريخ التي اطلقت على السفينة الاميركية "يو اس اس ميسون" الاحد ثم الاربعاء اول استهداف على الارجح منذ 1987 لسفينة اميركية بصاروخ.

ففي ايار/مايو من تلك السنة، أطلقت طائرة حربية عراقية صاروخين على المدمرة "يو اس اس ستارك" في الخليج مما ادى إلى مقتل 37 بحارا اميركيا.

وصرح مسؤول اميركي ثان ان احتمال استهداف السفينة بصاروخ سيكون مروعا لكل طاقم السفينة. واوضح ان اصابة المدمرة مرة أو مرتين يمكن ان يغرق السفينة ولن يكون لدى الطاقم سوى لحظات لمواجهة التهديد القادم.

واضاف هذا المسؤول "نحن متأكدون من انهم سيهتمون باجراءاتهم الدفاعية لكن في نهاية المطاف لا نريدهم ان يكونوا الطرف المتلقي" للضربة.

ورفض سلاح البحرية الاميركي التحدث عن الاجراءات المضادة التي ستتخذ.

وقال المسؤول الكبير في الدفاع ان المدمرة "ميسون" أطلقت صواريخها التي انفجرت في موقع اسلحة الحوثيين. واضاف ان هذه الصواريخ مصممة لتنفجر بالقرب من صواريخ قادمة مما يؤدي إلى كمية كبيرة من الحطام الذي يسقطها.

ولم يعرف ما اذا كانت الصواريخ دمرت أو سقطت في المحيط.

واكتفت الولايات المتحدة بتقديم دعم لوجستي للتحالف، يشمل تقديم معلومات استخبارية وتزويد مقاتلاته بالوقود في الجو. الا ان واشنطن قلصت في الفترة الماضية من هذا التعاون، لاسيما في ظل الانتقادات الدولية المتزايدة للسعودية على خلفية ارتفاع حصيلة ضحايا النزاع في اليمن.

ويخوض الحوثيون مع قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، حربا اهلية بدعم من إيران ضد القوات الموالية المدعومة من التحالف بقيادة السعودية.

وأدى هذا النزاع في اليمن إلى مقتل اكثر من 6800 شخص ثلثاهم تقريبا من المدنيين ونزوح ثلاثة ملايين شخص على الاقل منذ آذار/مارس 2015، بحسب الامم المتحدة.

زر الذهاب إلى الأعلى