كشف صندوق الأمم المتحدة للسكان في تقرير له أن عدد القاصرات اليمنيات اللواتي يجبرن على الزواج دون بلوغ سن 18 سنة قد تفاقم بسبب النزاع اليمني وتشرد ملايين العائلات وتوقف ملايين الأطفال عن الالتحاق بالمدارس.
وبحسب صحيفة القدس العربي فقد سرد التقرير قصة الطفلة عائشة، التي أجبرت على الزواج في سن 13 سنة ووضعت مولودتها قبل أسابيع. وقد صرحت عائشة لممثلة الصندوق، الممرضة رشيدة، وهي تبكي من آلام الولادة أنها أجبرت على الخروج من المدرسة وتزويجها من شخص يكبرها سنا. «ما هو المستقبل الذي أريده لطفلتي؟ قد أجبرها على زواج مبكر، كما أجبرني أهلي على ذلك»، قالت للمرضة.
ويقول التقرير إن المسح، الذي قام به صندوق الأمم المتحدة للسكان بالتعاون مع منظمة إيطالية غير حكومية «إنترسوس» يؤكد تفاقم حالات الزواج المبكر لدى العائلات اليمينة بسبب الصراع الدائر في البلاد، والذي عمق حالات الفقر المدقع لدى قطاعات واسعة من الشعب اليمني.
وقد حاولت الحكومة اليمنية عام 2013 أن تحدد السن القانوني للزواج بـ18 سنة، لكن تلك الجهود انهارت مع انفجار الصراع المسلح منذ آذار/ مارس 2015. فقد كانت نسبة اللواتي تزوجن دون سن الثامنة عشرة عام 2013 تصل إلى 32 بالمئة من بينهن 9 بالمئة تزوجن دون سن الخامسة عشرة.
وجاء في التقرير أن أوضاع الفتيات القاصرات قد تردى كثيرا بعد بدء الصراع المسلح، حيث إضطر 1,830,000 طفل أن يخسروا الفرصة للالتحاق بالمدارس من بينهم 830 ألف طفلة تركن دون أي تعليم أو حماية اجتماعية أو أمن غذائي.
وقد أجمع ممثلون عن 250 مجتمعا يمنيا تم مقابلاتهم على أن النزاع المسلح أدى إلى زيادة عدد زواج القاصرات. ومن بين الذين أجريت معهم مقابلات في المجتمعات الشمالية من البلاد تبين أن نسبة المتزوجات بين 13 و 15 سنة من العمر تصل إلى 72 بالمئة بينما تنخفض النسبة إلى 60 بالمئة من زواج القاصرات دون سن السادسة عشرة في مقاطعات الجنوب.
ويشير التقرير إلى أن تخوف الآباء على باتهم وعدم القدرة على توفير الغذاء والحماية من الأسباب التي تدفع بهم إلى الموافقة على زواج بناتهم في سن مبكرة مقتنعين أن الزوج قادر على أن يحمي عائلته أكثر من الوالدين.
ويعدد التقرير العديد من الحالات التي تشير إلى تعرض الكثير من الطفلات الزوجات إلى الإهمال والعنف والإساءة والتعقيدات الصحية عند الولادة. ويروي التقرير حكاية الطفلة هنا، التي أصيبت بنزيف عند الولادة وعندما طلبت من زوجها أن يأخذها إلى المستشفى ضربها ضربا مبرحا بحجة أنها غير صادقة وحجزها في الغرفة بعد أن صادر هاتفها المحمول. وبعد أن علم الجيران بحكايتها أعطوها هاتفا إتصلت بأهلها فأخذوها عندهم هي وطفلها.