من الأرشيف

رأيي الشخصي في حكومة بن حبتور

العرب بصورة عامة واليمنيين بصورة خاصة لهم خبرة طويلة في الفجور في الخصومة.

ومحاولة مني في الإبتعاد قدر الإمكان من الفجور في الخصومة، سأدلى بدلوي في عدة مسائل:
الأولى: الحوثيين والهاشميين: أنا أقف ضد مشروع الحوثي التدميري وضد ممارساتهم العبثية، والتي دمرت اليمن أرضاً وإنساناً. أقف ضد مشروعهم المستورد من إيران وضد سعيهم إلحاق اليمن بدائرة العبث القاتل الإيراني. أقف ضد صرختهم الخمينية. إلا أني أقف بجوارهم كيمنيين وكأخوة. أقف ضد إستهداف مصالحهم ومنازلهم وحياتهم وأرزاقهم كونهم فقط حوثيين. سأقف مع تجريم ممارساتهم وجرائهم بالطرق المشروعة والقانونية والقضائية.ساقف مع إستعادة اليمن سلماً كخيار مفضل وحرباً إن لزم الأمر.
الهاشميين: لا مشكلة لدي في التعامل والتأخي معهم. هم يمنيين وأخوة وقادة وأساتذة وأطباء وشرفاء ولهم الأحترام والتقدير. فقط أنا ضد عبثهم القاتل لليمن وأهلها ( البعض منهم) والمتمثل في سعيهم الحثيث بقولبة الله والرسول والدين لخدمة مصالهم وأطماعهم. لا مشكلة لدى في عقائدهم ومدارسهم وكتبهم ومذاهبهم وأفكارهم ومعتقداتهم وشعائرهم مادامت داخل منازلهم ومؤسساتهم وعقولهم ومالم تمس ذاتي ووطني وولدي. فقط أنا ضد سعيهم بفرض تلك الاشياء على اليمن وأهلها.

 

حكومة بن حبتور الإنقلابية
لا أعترف بأي سلطة في صنعاء منذ 21 سبتمر 2014. فنحن مع الشرعية بمشروعها وبرئيسها الرئيس هادي. لي كثير من التحفظات إزاء سياسة الشرعية وممارساتها وقراراتها " المناطقية"، إلا أننا مع بقائها حتى إستبدالها بطرق دستورية.
حكومة بن حبتور لن تقدم ولن تؤخر.
إلا أنني أنظر إليها بعين الأمل في كونها حكومة خرجت بتقاسم بين المؤتمر والحوثيين. الحوثيين لا خبرة لهم في الإدارة، فقط تتركز خبرتهم في الحرب والتفجير والتلغيم والقتل والتدمير وإقتحام المنازل ونهب الممتلكات الخاصة والعامة والصراخ في الجوامع والميادين والتشعبط في الحسن والحسين.
إلا أننا سنكون ممتنين لتلك الحكومة إن كُتب لها النجاح في إخراج اللجان الثورية "سيئة السمعة" من مختلف مؤسسات الدولة. و لرجالات المؤتمر باع طويل في الإدارة ويمكنهم أن يوقفوا نزيف الإهدار لمؤسسات الدولة.

كثير من الشخصيات في تلك الحكومة نحترمها بالبعد الشخصي لا السياسي. وإن كان لها نجم فهو الأخ جليدان محمود جليدان وزير الإتصالات في تلك الحكومة. فهو من أشرف وأنبل الشخصيات التي عرفت. حاصل على ماجستر في الإدارة العامة. له باع طويل في إطفاء كثير من الحرائق والثأرات بين القبائل. تميز في دراسته الجامعية، ودعم الكثير من أبناء المناطق النائية للدراسة وعلى حسابه الخاص. شقيقه د. حميد من أكبر أساتذة جامعة قطر. يؤمن بدولة النظام والقانون. صوت معارض قوي داخل قيادة المؤتمر الشعبي العام إزاء كثير من القضايا الهامة. جريئ في الطرح ومحاربة الفساد. قدم إستقالته من منصب كوكيل محافظة عمران في 2009 بعد أن عجز عن إصلاح بعض الإختلالات في المحافظة. رجل أعمال ناجح وحاصل على شهادات دولية وعربية في الشفافية في العمل مع المنظمات الدولية. ثقتي كبيرة بإنه سيعمل على توقيف النهب لأموال وزارة الإتصالات. إستقال مؤخراً من لجنة العفو الإنقلابية بعد أن عجز عن إطلاق المعتقلين من الصحفيين والمظلومين. يعمل بصمت بعيداً عن الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعية. له نظرته الشخصية في قبوله بالعمل تحت لواء الحوثيين. يقف ضد الحرب وتدمير مؤسسات الدولة ويعتبر أن بقاءه في الداخل وعمله مع الحوثيين يعتبر إسهام بسيط لتوقيف العبث بالدولة وأجهزتها ولو بحده الأدنى. اليوم أنا مختلف معه سياسياً وأحترمه شخصياً.
من تعرض له بالنقد والتجريح لم يكن إلا بدافع حزبي ضيق أو مناطقي متعصب.

وكما أنني أدين النفسّ المناطقي للشرعية في أختيارها لمعظم قيادات الدولة من منطقة جغرافية واحدة، ووقوفي المستمر ضد ممارسات بحاح المناطقية منذ أن كان سفيراً في كندا حتى اليوم، فإنني أدين التعرض للخصوم السياسيين بدوافع شخصية أو مناطقية أو حزبية. يجب أن نترفع عن شيطنة الخصوم والتشنيع بهم والتعرض الشخصي والأسري والمناطقي والطائفي لمن نختلف معهم سياسياً، لما لذلك من أثر مباشر في عدم إستقرار الدولة.

خصومنا اليوم، سيكونوا حفائنا غداً إن كان لنا رغبة بالسلام والتعايش. دعونا ننتقد الممارسات وبإسلوب مؤدب وبناءّ، ونبتعد عن الشخصنة والفجور في الخصومة. الفجور في الخصومة وشيطنة الخصوم هي سبب رئيس لما تعانيه اليمن اليوم.

هل هناك من يجروء اليوم أن يقول أن الفترة الذهبية للجنوب كانت في فترة علي عبدالله صالح؟ هل هناك من يجروء على ذكر إنجازات المؤتمر في السابق؟ هل هناك من له القدرة أن يقول أن فترة على عبدالله صالح كانت من أفضل فترات اليمن إستقراراً؟
هل هناك من يقدر أن يرفع صوته الباطني وقناعته المطمورة في أحشائه بإن لم يسبق في فترة صالح أن كان الرئيس والنائب ورئيس الحكومة ( فترة بحاح) ووزير الدفاع والداخلية والمالية والأمن القومي والتخطيط والنقل والإعلام والخارجية وكل السفارات في الهامة وكل القنصليات وكل المنظمات والبنك المركزي و 90% من مناصب الدولة الهامة من منطقة جغرافية واحدة؟
هل هناك من له القدرة على الكلام ليقول أن 2011 كان سبب رئيس لتدمير اليمن؟

للآسف فقط نجيد الشحن والتدجيل لبعضنا البعض، نجيد فن ركوب قارب السلطة بتذاكر التعرض والشتم لمن ترك السلطة. نفاق وزيف وكذب وفجور وتدليس، عناوين بارزة في فضائنا السياسي.
بالطبع أنا مؤمن أن المؤتمر الشعبي العام لم يبني دولة، والرئيس السابق لم يحقق من الإنجازات التي كان المفترض تحقيقها، وأؤمن أنه ركب قارب الإنتقام بدلاً عن قارب العقل والمنطق والوطن منذ 2012 وحتى اليوم.وبالتالي مافيش داعي لتكفيري وإتهامي بتبعيتي للماسونية والعفاشية و......الخ
فقط أحببت أطلاعكم على بعض قناعاتي المجنونة.

زر الذهاب إلى الأعلى