[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
تقارير ووثائق

هجمات "داعش" في عدن: تغلغل التنظيم والتقصير الأمني

أعاد التفجير الانتحاري الذي استهدف تجمعاً للجنود في مدينة عدن جنوبي اليمن، أول من أمس، توجيه أنظار اليمنيين إلى التهديد الذي يمثله تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، مع تكرار الهجمات الإرهابية، وسط اتهامات للسلطات الأمنية بالتقصير في حماية تجمعات الجنود، في ظل التحديات المتشعبة التي تواجهها السلطات الحكومية في المحافظة "المحررة" من الانقلابيين.

 

وكانت مدينة عدن، التي تصفها الحكومة الشرعية ب"العاصمة المؤقتة"، شهدت السبت تفجيراً دامياً نفذه انتحاري، وأعلن "داعش" مسؤوليته عن الهجوم، ليكون الأحدث في سلسلة هجمات، وقعت غالبيتها في المحافظات الجنوبية لليمن. ولا تكاد تهدأ حتى تعود، على الرغم من إعلان السلطات الأمنية في المدينة عن تكرار القبض على خلايا وقيادات في التنظيم.

 

وأفادت مصادر محلية في عدن، بأن الانتحاري الذي نفذ التفجير أمام معسكر الصولبان في حي خور مكسر بعدن، وأطلق عليه التنظيم اسم "أبو سعد العدني"، هو نجل إمام أحد المساجد في منطقة البريقة بعدن، وانضم والده إلى "داعش" وبات قيادياً في التنظيم، قبل أن يقع في أيدي السلطات الأمنية في محافظة حضرموت، فيما نجله فجر نفسه في عدن مخلفاً العشرات بين قتيل وجريح.

 

 

وأثار التفجير موجة انتقادات واسعة في المدينة لمسؤولي الحكومة والسلطات الأمنية، الذين رأوا أن تجمعات الجنود أو طالبي التجنيد، لطالما تعرضت إلى الاستهداف بواسطة انتحاريين من تنظيمي "داعش" و"القاعدة"، خلال العام الحالي، وهو ما يجعل من سماح السلطات بهذه التجمعات مكشوفة للهجمات خطأ كبيراً، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عنه، ما دفع اللجنة الحكومية المسؤولة عن صرف رواتب الجنود إلى إصدار بيان تنفي فيه أن تكون قد دعت للتجمع أمام المعسكر، ما أثار شبهات حول الدعوة.

 

 

وكان "داعش" نفذ عدداً من الهجمات الانتحارية استهدفت تجمعات للجنود وطالبي الالتحاق بالتجنيد في الأجهزة الحكومية، وآخرها في أغسطس/آب الماضي، عندما تمكن انتحاري من الوصول إلى ساحة يتجمع فيها العشرات من طالبي التجنيد في منطقة المنصورة، وفجر سيارته المفخخة ليقتل ويصيب العشرات، وهو الأمر الذي تكرر أكثر من مرة في عدن، وفي مدينة المكلا مركز محافظة حضرموت، شرقي البلاد.

 

من زاوية أخرى، يثير التفجير الأخير تساؤلات حول مدى التهديد الذي يشكله "داعش" في المحافظات الجنوبية لليمن، إذ يتبنى التنظيم غالبية التفجيرات الانتحارية والاغتيالات، ويقوم بتوثيق هجماته بتسجيلات مصورة، تعكس قدراً من الجهد الفني والإعلامي إلى جانب كونها عمليات إرهابية.

 

وفي الأشهر الأخيرة أعلن جهاز الشرطة في عدن، مرات عدة، ضبط خلايا تابعة لتنظيم "داعش"، بينها قيادات. وجاء تفجير عدن بعد أيام، من إعلان شرطة المدينة إلقاء القبض على خلية متخصصة بالاغتيالات تتألف من ثمانية أشخاص، وقد ضبطت معها السلطات الأمنية وثائق مراسلات مع قيادات التنظيم في سورية والعراق.

 

ونشط "داعش" في اليمن، من خلال تفجيرات إرهابية حملت بصمة التنظيم الخاصة، كاستهداف المساجد في صنعاء، ابتداءً من مارس/آذار 2015. وتركزت غالبية عمليات التنظيم، منذ نحو العام، على عدن، حيث تبنى اغتيال محافظ عدن السابق، جعفر محمد سعد، في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، كما تبنى استهداف العديد من المقرات الحكومية وتجمعات الجنود.

 

وتراجعت وتيرة الهجمات في العام 2016، مع عمليات أمنية وعسكرية نفذتها القوات الحكومية مدعومة من قوات التحالف العربي في عدن والمحافظات المحيطة بها جنوبي البلاد.

 

ويتفق المراقبون والمسؤولون في اليمن على أن تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب"، الذي يطلق على نفسه اسم "أنصار الشريعة"، لا يزال هو الأقوى نفوذاً وانتشاراً في جنوب ووسط البلاد، على الرغم من محدودية العمليات الإرهابية التي ينفذها في العامين الأخيرين، وتركيزه على تبني هجمات ضد الحوثيين، في محافظة البيضاء، وسط اليمن خصوصاً.

زر الذهاب إلى الأعلى