تقارير ووثائق

تصعيد عسكري في اليمن... وجهود السلام تنتظر إدارة ترامب

عادت وتيرة الضربات الجوية لمقاتلات التحالف العربي في اليمن إلى وتيرتها السابقة، بعد تراجع ملحوظ في الأسابيع الماضية، في ظل استمرار التصعيد في محافظة صعدة، وخصوصاً مناطقها الحدودية مع السعودية، بالإضافة إلى الساحل الغربي للبلاد، في وقت يمر فيه المسار السياسي في البلاد، الذي ترعاه الأمم المتحدة، في مرحلة جمود، مع ترقب إدارة الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب.

 

وأكدت مصادر محلية في العاصمة اليمنية صنعاء، أن مقاتلات التحالف كثفت ضرباتها الجوية خلال الـ48 ساعة الماضية، وقصفت أهدافاً متفرقة في منطقة النهدين حيث يقع مقر الرئاسة اليمنية والمعسكرات التابعة له، بالإضافة إلى ميدان السبعين القريب من المقر، والذي نظمت فيه جماعة أنصار الله (الحوثيين) مهرجاناً جماهيرياً في ذكرى المولد النبوي أول من أمس، الأحد.

 

ووفقاً للمصادر، فإن القصف شمل العديد من المواقع التي يسيطر عليها الحوثيون وأتباع حليفهم علي عبدالله صالح، في مناطق متفرقة جنوب وغرب وشرق العاصمة، مع تركيزها على منطقة بني حشيش في الضاحية الشرقية، والتي تقع في محاذاة مديرية نهم، حيث تدور مواجهات بين الانقلابيين وقوات الجيش اليمني الموالية للشرعية التي تسعى للتقدم نحو العاصمة.

 

وكانت وتيرة الضربات الجوية في صنعاء تراجعت بشكل واضح خلال الأسابيع الماضية، مع استمرارها على أطراف العاصمة والمناطق القريبة من المواجهات في نهم، لكن التصعيد عاد مجدداً في ظل الانسداد السياسي، وعقب المهرجان الذي أقامه الحوثيون في صنعاء بذكرى المولد النبوي، وأطلق خلاله زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، تصريحات تؤكد أن خيار جماعته هو الاستمرار في مواجهة ما سماه ب"العدوان"، في حين أظهر خطابه تراجعاً في الحديث عن الجهود السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة.

 

ويأتي التصعيد في صنعاء، بالتزامن مع استمرار وتيرة الضربات الجوية بصورة يومية في محافظة صعدة، معقل الحوثيين، في أقصى شمال البلاد، مع تركزها على المناطق الحدودية مع السعودية، والتي تسعى قوات يمنية، مدعومة من التحالف، من خلالها للتقدم باتجاه معاقل الحوثيين، وتحديداً من جهة منفذ علب الواقع في الجانب اليمني في مديرية باقم، والذي يتصل بمنطقة عسير في السعودية. كما تستمر وتيرة الضربات الجوية اليومية للتحالف، على جبهة ثالثة، وهي الساحل الغربي لليمن، ابتداءً من محافظة حجة الحدودية مع السعودية مروراً بمحافظة الحديدة، التي تضم المرفأ التجاري الأهم في البلاد، وصولاً إلى مديريتي المخا وذُباب الساحليتي، غرب محافظة تعز.

 

ويستمر التصعيد في اليمن، في ظل جمود سياسي، حيث توقفت تقريباً جهود المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الساعية لجمع الأطراف اليمنية حول طاولة مشاورات جديدة بناء على "خارطة الطريق" المقدمة من الأمم المتحدة والمدعومة من الدول الغربية. وقال مصدر مقرب من وفد الانقلابيين، إن جهود الحل السياسي تنتظر تقريباً مجيء إدارة أميركية جديدة، مشيراً إلى أن جهود الأمم المتحدة للحل السلمي في البلاد، مرتبطة بالتوجه الأميركي.

 

وكانت جهود السلام في اليمن تمحورت، اعتباراً من أغسطس/ آب الماضي، حول المبادرة المقدمة من وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، وتتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية وانسحاب الحوثيين من صنعاء ومدن أخرى وتسليم الأسلحة الثقيلة إلى طرف ثالث، وغيرها من النقاط، التي جرى استيعابها ضمن ما عُرف لاحقاً ب"خارطة الطريق" التي أعدها المبعوث الدولي، ورفضتها الحكومة، فيما اعتبرها الانقلابيون أرضية قابلة للنقاش، في وقت تتحدث فيه تسريبات عن تغيير محتمل قد يطاول ولد الشيخ بناءً على التغييرات الدولية الأخيرة وفشله بإحراز أي تقدم.

 

وأثارت الأنباء التي تناقلتها الصحف الأميركية عن أن رئيس شركة "إكسون موبيل" النفطية، ريكس تيليرسون، يعتبر مرشح الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، لمنصب وزارة الخارجية، اهتمام الأوساط اليمنية، إذ إنه بقي في اليمن لنحو ثلاث سنوات تقريباً بين العامين 1995 و1998، حين كان رئيساً لشركة "إكسون اليمن".

زر الذهاب إلى الأعلى