[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
تقارير ووثائق

اليمن.. التصعيد العسكري يملأ فراغ الجهود السياسية

تصدرت موجة التصعيد الميداني والعمليات العسكرية واجهة التطورات في اليمن مجدداً، في ظل حالة من الجمود والضبابية تخيم على المسار السياسي، مع تمسك مختلف الأطراف بمواقفها تجاه مقترحات التسوية، وفي ظل تراجع وتيرة الجهود الدولية على ضوء انشغال الولايات المتحدة، التي تصدرت الجهود في الشهور الأخيرة، بترتيبات مغادرة إدارة الرئيس باراك أوباما، في وقت لم تتضح فيه حتى اليوم، ملامح سياسة إدارة الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، تجاه ملف الأزمة في اليمن.

 

وخلال الـ48 ساعة الماضية، شهدت العديد من الجبهات الميدانية في اليمن، تصعيداً متزامناً، وفي مقدمتها المناطق القريبة من مضيق باب المندب الاستراتيجي، والمطلة على البحر الأحمر، جنوبي غرب محافظة تعز. وتواصلت أمس الأحد المواجهات على جبهتي ذباب وكهبوب، بالتزامن مع غارات جوية مكثفة لمقاتلات التحالف، قصفت أهدافاً مفترضة للانقلابيين في المنطقتين، بالإضافة إلى مديرية المخا الساحلية القريبة منها، وسط أنباء عن تدمير آليات ووقوع خسائر بشرية، غالبيتها من مسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين) والموالين للرئيس السابق، علي عبدالله صالح.

 

وجاء تواصل المواجهات قرب باب المندب، في إطار عملية عسكرية تنفذها قوات الشرعية، مدعومة بقوات من التحالف العربي. وقالت مصادر محلية، إن قوات الشرعية واصلت، أمس، الدفع بتعزيزات باتجاه منطقة ذُباب والتي أعلنت، أول من أمس، أنها سيطرت عليها في الساعات الأولى لانطلاق العملية، التي تنفذها قوات من المنطقة العسكرية الرابعة بقيادة من المحافظات الجنوبية، بالتزامن مع تصعيد وتيرة المواجهات في عدد من الجبهات الداخلية في محافظة تعز، التي تمثل ساحة معارك كر وفر بين قوات الشرعية والانقلابيين منذ أبريل/نيسان 2015.

 

وامتدت ساحة التصعيد الميداني في الـ48 ساعة الماضية إلى محافظة الجوف شمالي البلاد، والتي شهدت معارك، وُصفت بالعنيفة، بين قوات الجيش الموالية للشرعية وبين الحوثيين في مديرية المتون، سقط خلالها قتلى من الطرفين، فيما نفذت مقاتلات التحالف غارات، قالت مصادر تابعة للمقاومة، إنها استهدفت آليات للانقلابيين.

 

وواصل التحالف غاراته في محيط العاصمة صنعاء. وشن أمس الأحد عدداً من الغارات على مناطق في مديرية بني حشيش شرق العاصمة، بالتزامن مع استمرار المواجهات بين قوات الشرعية والانقلابيين في مديرية نِهم القريبة منها. وأعلنت مصادر تابعة للحوثيين، أخيراً، أن مسلحي الجماعة والحلفاء استعادوا مواقع شرق صنعاء، إلا أن مصادر في قوات الشرعية نفت ذلك، مشيرة إلى أنها لا تزال ترابط في المواقع التي تقدمت إليها أخيراً. وعلى الجبهة الحدودية، في محافظة صعدة، معقل الحوثيين، شمالي البلاد، تواصل مقاتلات التحالف ضرباتها الجوية بوتيرة يومية، مرتفعة مقارنة بالمحافظات الأخرى. وتتركز الغارات على المناطق الحدودية، التي يتبنى الحوثيون شن هجمات منها ضد مواقع سعودية، بالإضافة إلى المواجهات التي تشهدها جبهتان في المحافظة، بين قوات يمنية موالية للشرعية تقدمت من جهة السعودية وبين الانقلابيين.

 

وتصدر التصعيد العسكري في العديد من المحافظات تطورات الأحداث في اليمن، في ظل حالة من الجمود والضبابية تخيم على المسار السياسي، إذ تقل يوماً عن يوم فرص الآمال بالتوصل إلى حل للأزمة وفقاً للمقترحات التي طرحها وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، منذ أغسطس/آب الماضي، وتعرضت للتعديل والإضافة أكثر من مرة في إطار "اللجنة الرباعية"، المؤلفة من وزراء خارجية أميركا، بريطانيا، السعودية، والإمارات.

 

ومع عدم ظهور أي مؤشرات تقارب بين الأطراف السياسية حتى اليوم، يرى مراقبون أن إنعاش الحل السياسي مجدداً، قد ينتظر إدارة ترامب، الذي يتسلم مهامه في 20 يناير/كانون الثاني الحالي. وبات المشهد السياسي اليمني، مقسماً بين حكومتين، شرعية في عدن، وانقلابية في صنعاء. ويستمر كل طرف منهما في اتخاذ خطوات أحادية لا يبدو معها أن البلاد ستتجه إلى طاولة مشتركة على ذات المنطلقات والأفكار المطروحة للسلام، منذ بدء مسار المشاورات الذي ترعاه الأمم المتحدة، الذي بدأ فعلياً منذ مايو/أيار 2015، مروراً بثلاث جولات من المحادثات، انتهت من دون تحقيق أي تقدم.

زر الذهاب إلى الأعلى