في مسقط رأسه بمدينة الشحر قرب حضرموت، تتواصل الفعاليات بمناسبة مرور سبعة عشر عاماً على رحيل الشاعر اليمني حسين أبو بكر المحضار (1930 – 2000) بتنظيم من "اتحاد الأدباء والكتّاب اليمنيين" وجمعيات ثقافية وشبابية.
يشكّل صاحب "بكائيات" أحد أبرز الشعراء الشعبيين والملحّنين في بلاده، الذين تركوا أثراً واضحاً في تجديد الموسيقى الحضرمية عبر اشتغالاته المتنوّعة في إدماج إيقاعات جديدة، أو في تحديث أغنيتها بقصيدة مكثّفة وبسيطة في آن.
نشأ المحضار في عائلة من كبار المتصوّفة في الجنوب اليمني، ودرس على يد شيوخها القرآن وعلوم اللغة والأدب. كتب الشعر في الرابعة عشرة من عمره، والتزم مجالس الدان الحضرمي (حلقات الطرب)، حتى غدا من أهم المساجلين والمرتجلين فيها عند سن مبكّرة، ولاقت قصائده وألحانه انتشاراً واسعاً.
لم يحفظ اليمينون على اختلاف مستوياتهم وثقافتهم أشعاراً للحب كما حفظوا لصاحب "أشجان العشاق"، التي قدّمها العديد من المغنين، منهم: أبو بكر سالم، وأحمد فتحي، وكرامة مرسال.
وربما لم يتوافق كذلك على شاعر مثله بسبب ترفّعه عن الصراعات التي عصفت ببلاده منذ الستينيات حتى تسعينيات القرن الماضي، مبقياً على مسافة بينه وبين جميع الخصوم ومكرّساً قصيدته لانتقاد الواقع الاجتماعي وتداعيات السياسة بعيداً عن الاصطفاف مع طرف دون الآخر.
رغم أنه لم يتعلّم العزف على آلة موسيقية أو إيقاعية إلاّ أنه أتقن التلحين من خلال السماع، وكان يضع ألحاناً يرتجلها في المجالس والطرقات والأسواق.
تضمّ الفعاليات التي تقام هذا العام معرضاً لصور وأعمال توثّق حياة المحضار، وعرضاً لبعض مقتنياته، إضافة إلى ندوات حول تجربته وأمسيات شعرية وحفلات موسيقية غنائية، كما تتضمّن زيارة إلى "متحف المحضار" في الشحر.