[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
تقارير ووثائق

معاناة قرى غربي تعز: حصار واستهداف

لم يجد أبناء قرى منطقة بلاد الوافي، غربي محافظة تعز، خياراً لفك الحصار عن عزلتهم إلا شق طرق جديدة في الجبال الوعرة باستخدام وسائل تقليدية، بعد أن زادت معاناتهم مع الحرب بفعل الحصار الذي تفرضه مليشيات الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ومنع وصول المواد الغذائية إلى المنطقة منذ أكثر من شهرين.
وحسب صحيفة "العربي الجديد" اللندنية، أكثر من 30 ألف مواطن في 11 قرية تتكوّن منها عزلة بلاد الوافي التابعة لمديرية جبل حبشي، إحدى مديريات محافظة تعز الغربية، اضطروا لاستحداث طرق وعرة في الجبال لنقل المواد الغذائية على ظهور الحيوانات وأكتاف الرجال، عبر العبور في أكثر من 20 كيلومتراً في جبال شاهقة ووعرة من أجل الوصول إلى منطقة بني عيسى في المديرية نفسها التي تتصل بمنطقة الضباب، جنوبي غرب مدينة تعز، والتي تسيطر عليها الشرعية وتُعتبر المنفذ الوحيد الذي يمدهم بالمواد الغذائية.

 

وكانت المليشيات قد أغلقت المنافذ الرئيسية التي تربط قرى عزلة بني الوافي بمنطقة هجدة الواقعة على الخط الغربي الرابط بين محافظتي تعز والحديدة بشكل نهائي، وبدأت بفرض الحصار على القرى، ما جعل المواطنين يلجأون إلى استحداث طرق فرعية في الجبال لا تخلو من الخطورة، إذ تعرضت العديد من الحيوانات للسقوط من أعالي الجبال أثناء نقلها المواد الغذائية والتي يقضي المواطنون ساعات النهار بالكامل من أجل نقلها عبر طرق مستحدثة في المناطق المجاورة لتلك المناطق.
كذلك تقوم المليشيات باستهداف المواطنين، كما حصل مع مواطن من أبناء قرية دمة المحاصرة، أثناء مروره في طريق فرعي يصل قريته بالمنفذ الغربي للمدينة، ومنعت إسعافه فظل ينزف من ساعات الصباح حتى فارق الحياة وبقيت جثته على قارعة الطريق حتى وقت المغرب. كما استهدفت المليشيات سيارة مواطن آخر بمن فيها أثناء محاولته جلب المواد الغذائية عبر طريق منطقة الرمادة على الخط الغربي للمحافظة، ما تسبب بإصابته وإصابة امرأة من ركاب السيارة. كما تم استهداف عدد من أبناء قرية العنين أثناء تشييع جنازة مواطن، ما تسبب بإصابة رجل وامرأة من المدنيين. ولا تقتصر تعديات المليشيات على ذلك، بل تقوم باستهداف القرى المحاصرة بالقذائف المدفعية بين الحين والآخر.

 

وبعد أكثر من شهرين من حصار قرى بلاد الوافي، غربي تعز، أقدمت مليشيات الحوثي وحلفائها على اقتحام قرية تبيشعة إحدى قرى بلاد الوافي، وقامت بتفجير 7 منازل، كما قامت بتهجير الأهالي من القرية بقوة السلاح، فنزحت بعض الأسر إلى القرى المجاورة، فيما نزحت عائلات أخرى إلى مدينة تعز واستقرت في مدرستي اليرموك و26 سبتمبر، غرب مدينة تعز، اللتين تحولتا إلى مراكز إيواء.
ويوضح علاء القحطاني، أحد سكان المنطقة، أن مليشيات الحوثي وحلفائها اقتحمت القرية وقامت بتفجير عدد من منازل السكان، بحجة أنهم قدّموا تسهيلات للجيش الوطني عندما سيطر على المنطقة في وقت سابق قبل أن تقوم المليشيات بعملية اقتحام واستعادة المنطقة. ويشير إلى أن موجة نزوح غير مسبوقة تشهدها قرية تبيشعة بعد عملية تفجير المنازل، إضافة إلى أن المليشيات الانقلابية أنذرت السكان بإخلاء المساكن وطلبت منهم الرحيل.

 

وتعاني عزلة بلاد الوافي من وضع صحي كارثي، إذ لا يوجد فيها أي مرفق صحي، ما يزيد من معاناة السكان الذين يضطرون لإسعاف المرضى والجرحى عن طريق حمالات ونقلهم عبر الطرق الجبلية الوعرة للوصول إلى مدينة تعز.

 

ويقول عضو المجلس المحلي لمديرية جبل حبشي، نعمان قائد، إن عزلة بلاد الوافي تعاني من كارثة إنسانية تتمثل بحصار عشرات الآلاف من السكان ومنع وصول الغذاء والدواء إليهم في ظل تجاهل المنظمات المحلية والدولية التي تغض الطرف عن هذه الكارثة، ويلجأ السكان لنقل المواد الغذائية عبر الحمير باستخدام طرق جبلية وعرة جداً ومتباعدة، معتبراً أن "هذه جريمة ضد الإنسانية تضاف إلى السجل الإجرامي للمليشيات الانقلابية"، ويناشد المنظمات الدولية بسرعة التحرك من أجل إنقاذ سكان بلاد الوافي المحاصرين منذ حوالي 3 أشهر.

زر الذهاب إلى الأعلى