الحضارم يُصَلَّون ويُغنَّون.. ويرفعون علم اليمن ورأسها أيضا
اليمن غالية بكل أهلها وربوعها ، وبألمها ووجعها الكبير الذي صار أكبر وأكثر .. لكني أَجد أن بالإمكان الحديث عن حضرموت بإعجاب خاص..زرت حضرموت في 2005 ، مع أولادي ، ووجدت أن سمت حضرموت وثقافتها تصلح لتكون نموذجا يمنيا يحتذى، بعد ما طال صنعاء الغالية وغيرها من المناطق، التشويه والتجريف والتخريب، بسبب سذاجة الحكم وعشوائيته وخوائه القيميي والثقافي والأخلاقي ..
في يونيو 2014 كتبت عن حضرموت مقالا بعنوان : هواي حضرميا ، كان وما يزال.. خطرت لي فكرة كتابة ذلك المقال، وأنا في الطائرة بين نيويورك والقاهرة .. وحررته وأنا في "السماء"، على المحيط الأطلسي ، ونشرته حين وصلت القاهرة..!
في الأردن قابلت كثيرين من أهل اليمن الأعزاء ، وقابلت حضارم كثيرين ، طلاب ورجال أعمال، ومنهم رعاة وداعمي التعليم، المهندس عبد الله بقشان والدكتور عمر با محسون والفنان الشاب المبدع حامد الحبشي، الذي غنى عن اليمن ولليمن قبل أيام ، حتى ذرفت عيناي الدموع ، وكثيرين غيرهم ..
وعلى الرغم مما حدث ويحدث في اليمن ولليمن، إلا أن حضرموت لا تزال محافظة على إتزانها واعتدالها وعقلها، تصلي وتغني وتعمل ، ويمثل أبناؤها، هنا، اليمن في مناسبات عديدة ، ويرفعون علم اليمن ورأسها أيضا .. ولا يزال سمت الحضارم وهدوؤهم وواقعيتهم ودأبهم وأدبهم يشعرك أن حضرموت بخير، وأن اليمن ستكون بخير، وأن حضرموت يمكن أن تكون النموذج ورأس القاطرة، وبوابة الأمل.