طالب رئيس الحكومة، أحمد عبيد بن دغر، توجيه الوارادت إلى عدن لكي يتسنى لهم دفع المرتبات، واعتبر أن طريق الخلاص هو السلام، ولكن وفق المرجعيات.
جاء ذلك في رسالة وجهها اليوم، ذكر فيها أن المرتبات ليست لـ"الإستخدام السياسي، ليست للكسب وحشد الأنصار والتأييد، لا يجوز ولا يحق لأحد منا أن يتاجر بقوت الناس، لكنه ليس هناك حكومة في بلد ما في هذا العالم تستطيع دفع مرتبات كل الموظفين ونصف موارد البلاد بيد خصومها".
وقال "لا يمكن أن نضمن جميعاً استمرار صرف المرتبات دون التزام صارم بتوحيد جمع الإيرادات في محفظة واحدة هي محفظة البنك المركزي ومركزه عدن اليوم، كما كانت صنعاء مركزه بالأمس، وكانت جميع الإيرادات تذهب إليه، لا تتاجروا بهذه القضية، لا تنهبوا لتحاربوا بها، هذه أموال الشعب. وخطراً على المجتمع الطباعه ثم الطباعه، فهذا إجراء مدمر لمالية البلاد واقتصادها. ينبغي أن يخضع مركز البنك وفروعه في المحافظات، ومنابع ومصادر الإيرادات كلها لسلطة واحدة وهي سلطة الشرعية التي جعلتموها هدفاً لمطامعكم".
وفيما يلي نشوان نيوز يعيد نشر نص ما كتبه بن دغر:
ليست المرتبات للإستخدام السياسي، ليست للكسب وحشد الأنصار والتأييد، لا يجوز ولا يحق لأحد منا أن يتاجر بقوت الناس، لكنه ليس هناك حكومة في بلد ما في هذا العالم تستطيع دفع مرتبات كل الموظفين ونصف موارد البلاد بيد خصومها.
التزمنا سنة ونصف بسياسة إقتصادية ومالية تقضي بتوصيل ارسال كل الإيرادات إلى البنك المركزي عندما كان تحت سيطرتكم، حتى استكملتم نهبه، ونهب احتياطياته من النقد الأجنبي.
ثم امتنعتم عن دفع المرتبات للمناطق التي تقع تحت سيطرة الشرعية، ومن ثم مرتبات من تجنون الضرائب والجمارك والأتاوات وفائض النشاط بإسمهم، ممن يقعون تحت سيطرتكم.
وأكملتم عبثكم عندما ظهر عجزكم عن دفع مخصصات الطلبة، وأوقفتم موازنات المستشفيات. ومرافق الكهرباء والمياه وتوقفتم عن دفع التزامات الدولة الخارجية. تدفعون البلاد دفعاً لكارثة لا تبقي ولن تذر.
وها نحن نقوم بدفع ما أمكننا من المرتبات، والالتزامات إعتماداً على القليل من موارد الدولة، مع علمنا وعلم الشعب اليمني أنكم تعبثون بموارده، وبمئات المليارات. دعونا نتجرد قليلاً ونعود إلى المنطق والعقل، على الأقل في هذا الشأن الهام، فنحيّد الموارد كلها، ونغلب مصلحة الشعب على كل مصلحة، وذلك كخطوة أولى، نحمي بها الناس من التجاذبات والبيع والشراء بآلامهم وأوجاعهم. من سيأخذ موارد البلاد كلها عليه أن يتحمل مرتبات الموظفين كلهم، وأن يضمن بقاء الخدمات.
المرتبات مصدر قوت الناس، وقد جربناكم وفشلتم، وأفقرتم البلاد وأفرغتم خزينتها. وكانت مليئة بالأموال. أعيدوا لخزينة الدولة 581 مليار كنتم قد حصّلتموها في العام الماضي فقط، غير ما فرضتموه خفية على شركات الاتصالات وبعض المؤسسات التجارية الكبرى التي خافت بطشكم.
هذا الرقم وحده يكفي لدفع المرتبات لتسعة أشهر كاملة. الجميع يعرفون أنكم لا "تبالون" ولكن لكل شئ حدلا يمكن تجاوزه وقد تجاوزتم المعقول واللامعقول.
ألم يعترف أحدكم بأنكم قد قمتم بتحصيل 400 مليار ريال. وللأسف لم يقل كل الحقيقة للناس. أرسلنا المرتبات للتربية والتعليم والزراعة والجهاز المركزي للمحاسبة في صنعاء والتربية في تعز.
كما اتخذنا كافة الإجراءات لصرف المرتبات في بقية المحافظات التي تسيطرون أنتم على مواردها، وأرزاقها، ليس في ذلك منه على أحد، وسنواصل ذلك واجباً علينا ورسالة وفاء لشعبنا الذي لن يمنحكم فرصة أكبر لتنهبوا حقوقه، تقاتلونه بها، وتدمرون كيانه، تدفعكم فقط شهوة السلطة، وهي متاحة لكم لو قبلتم فقط بمخرجات الحوار الوطني حكماً بيننا وبينكم.
لا يمكن أن نضمن جميعاً استمرار صرف المرتبات دون التزام صارم بتوحيد جمع الإيرادات في محفظة واحدة هي محفظة البنك المركزي ومركزه عدن اليوم، كما كانت صنعاء مركزه بالأمس، وكانت جميع الإيرادات تذهب إليه، لا تتاجروا بهذه القضية، لا تنهبوا لتحاربوا بها، هذه أموال الشعب. وخطراً على المجتمع الطباعه ثم الطباعه، فهذا إجراء مدمر لمالية البلاد. واقتصادها.
ينبغي أن يخضع مركز البنك وفروعه في المحافظات، ومنابع ومصادر الإيرادات كلها لسلطة واحدة وهي سلطة الشرعية التي جعلتموها هدفاً لمطامعكم.
أما طريق الخلاص الدائم فهو السلام وعودة الحياة إلى مسارها الطبيعي، و السلام الأقرب والأسرع والضامن لوحدة بلدنا، واستقرارها، إنما يكمن في العودة إلى مرجعياتها الوطنية، وما تبقى من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وما نصت علية مخرجات الحوار الوطني، وما التزمتم به من قرارات دولية، وأولها القرار رقم 2216.
لا تتعللوا بالتحالف العربي، فهم لم يأتوا إلا بعد أن تماديتم في غيكم، واعتديتم على الشرعية، وقتلتم ونهبتم في طريقكم إلى صنعاء وإلى عدن دون شفقة أو رحمة. وبعد أن كشف حلفاؤكم الإقليميون عن نوايا سيئة للنيل من أمننا القومي، يدفعونكم دفعاً لتنفيذها. لقد فرضتم على اليمنيين، وعلى العرب جميعاً حرباً تخوضونها أنتم لصالح أعداء الأمة، ونخوضها نحن للضرورة، دفاعاً عن قيمنا ومكاسبنا الوطنية.
عودوا إلى رشدكم إن بقي فيكم راشد، واقبلو سلام المرجعيات، سلام الشجعان وستتوقف الحرب فوراً، هذا هو طريق السلام. وليس في الأفق طريق آخر. بالسلام سنكسب جميعاً، سنكسب وطننا، وسنكسب حياتنا، ومستقبلنا. والله أن دم يمني واحد أغلى من كل سلطة وأثمن من كل مال.