الساعة الأخيرة قبل إعلان المجاعة
لم تعلن الأمم المتحدة حالة المجاعة في اليمن بعد، لكننا على بعد خطوة واحدة فقط منها. وهذا ليس مجازا أو بلاغة أدبية.
يعتمد العالم مقياسا للأمن الغذائي مكون من خمس مراحل (مرحلة الحد الأدنى، ثم مرحلة الإنذار، ثم الأزمة، والطواري، واخيرا.... المجاعة).
20 محافظة يمنية أصبحت في مرحلتي الأزمة والطوارئ. و7 ملايين يمني في مرحلة الطوارئ التي يقصد بها حالة الشح الشديد للغذاء واضطرار الناس إلى اتخاذ آليات تكيف صعبة مثل بيع أبسط الممتلكات في المنازل من أجل تأمين وجبة أو وجبتين في اليوم.
اذا استمرت الحرب فإن السبعة ملايين يمني في مرحلة الطوارئ سيسقطون في مرحلة المجاعة. المجاعة في اليمن ليست ناتجة عن جفاف أو كوارث طبيعية، ولكنها "Man made" من صنع البشر. الحرب والحصار وأزمة المرتبات وفساد حكومتي الأمر الواقع وحكومة الشرعية تدفع اليمنيين من الفقر والجوع نحو المجاعة.
حكومة الشرعية لم تتحدث عن تهديد المجاعة أبدا، بل إنها على العكس من ذلك تتجاهل ازمة الغذاء وازمة المرتبات وتعلن عن تشييد مدينة إعلامية ضخمة في مأرب! بينما حكومة الأمر الواقع مشغولة باقناع المحاصرين تحت سيطرتها أن الموت على الجبهات افضل من الموت جوعا! تهديد المجاعة في اليمن ليس مزحة أو مبالغة أممية، لكنها حقيقة نراها كل يوم في شوارعنا التي امتلأت بالمتسولين والجوعي، والمنازل التي تنام وتصحو على الخوف والجوع واليأس. خطوة واحدة فقط تفصل 7 ملايين يمني عن المجاعة. ونحن على اعتاب الساعة الأخيرة قبل أن يدق الجرس.