[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
رياضة

أسبوع الليغا.. الريال لا يقنع وبرشلونة أضاع كل شيء

جولة حاسمة في الليغا هذا الموسم، بعد تعادل ريال مدريد مع أتليتكو في ديربي العاصمة، وخسارة برشلونة غير المتوقعة أمام ملقة في الأندلس، ليقترب الفريق الملكي خطوة أكثر نحو اللقب، خصوصا أنه خرج من اليوم الشاق بنقطة إضافية في سباق البطولة، رغم نجاح سيميوني في قلب الطاولة خلال الوقت القاتل، بهدف غريزمان الذي جعل فريقه يخرج سعيدا من البرنابيو. ومع تركيز الجميع على منافسات الشامبيونزليغ هذا الأسبوع، فإن الدوري الإسباني شهد أهم حدث ممكن سيحدد الكثير قبل فترة الحسم المقبلة بين الكبار، بحسب صحيفة العربي الجديد.

مشاكل أتليتكو
لم يقدم أتليتكو مدريد عرضا مميزا أمام الريال، رغم أن سيميوني دخل بأفضل تشكيلة ممكنة باستثناء غياب غاميرو ومشاركة توريس، ليلعب الشولو بنفس خطته المفضلة 4-4-2 دون تغيير، بتواجد رباعي دفاعي أمامه كوكي وغابي في المحور، رفقة ثنائي الأطراف كاراسكو ونيغيز، بينما حصل غريزمان على دور النجم الأول في الثلث الأخير بالتبادل مع المهاجم الصريح المتقدم أمام دفاعات الريال.

حاول دييغو إضافة نسخة هجومية لفريقه هذا الموسم، بعد خسارة نسختي دوري الأبطال في 2014 و2016، ليترك كوكي مكانه على الطرف ويدخل في العمق كارتكاز مساند بجوار قائد الفريق، مما يجعل هناك منفذا آخر لبناء الهجمة من الخلف بعيدا عن الأجنحة. كذلك صعد غريزمان خطوات إلى الأمام ليقوم بدور رأس الحربة الحقيقي بجوار توريس، مع تغطية مكانه في العمق بواسطة الجناح الداخلي ساؤول، اللاعب الذي يجمع بين المركز والأطراف في آن واحد، وساعد كاراسكو هذا التكتيك في الثبات بسبب تواجده باستمرار كجناح حقيقي لإرسال الكرات العرضية ولعب التمريرات القطرية.

أعطت طريقة المدرب قوة هجومية للفريق أمام الصغار، لكنها جعلته مشتتا ضد الفرق الكبيرة، بسبب عدم قدرته على اختراق الدفاعات المنظمة، ووجود فراغات واضحة بين الدفاع والوسط أثناء التحولات، بسبب صعوبة اللعب بنسق واحد بين الدفاع والهجوم، لذلك خسر الفريق مباريات عديدة هذا الموسم ضد برشلونة ومدريد وإشبيلية. وخلال الديربي الأخير، فشل الأتليتي في خلق فرص مؤكدة على مدار الشوطين، بالإضافة إلى سهولة اختراق دفاعه في أكثر من محاولة، سواء عن طريق التمرير السريع الخاطف أو الضربات الثابتة، اللعبة التي كان يجيدها بشكل مثالي خلال السنوات الماضية.

إدارة زيدان
قدم الريال في المقابل شوطا مقبولا خلال أول 45 دقيقة، من خلال عدم الاندفاع الهجومي والاعتماد على الضغط المفاجئ على منطقة وسط ودفاع أتليتكو، ونجح كروس في صنع الفارق رفقة مودريتش في نصف ملعب المنافس، بسبب الحماية الدائمة من كاسيميرو، وصعود قلبي الدفاع إلى خط المنتصف تقريبا، خصوصا بيبي البارع جدا في التمركز خلال الدفاع المتقدم، ليحصل الفريق على أكثر من فرصة بعد الربط بين لاعبي الوسط وبنزيمة ورونالدو.

يعيش البرتغالي أيضا فترة من النضج رغم قلة مراوغاته وأهدافه، بسبب ذكاء تمركزه أثناء الاستحواذ، من خلال تحوله إلى منطقة الجزاء بالتبادل مع بنزيمة، وحصول مارسيلو على دور الجناح الأيسر بمفرده. ومع التطور الملحوظ في النصف الأول من المباراة، إلا أن الريال نجح في التسجيل عن طريق هوايته المفضلة في الشوط الثاني، بلعب الكرات العرضية وصعود المدافعين لأداء ألعاب الهواء، مما يجعله الفريق الأميز في أوروبا بعيدا عن الأرض.

رغم التقدم المستحق في النتيجة، إلا أن زيدان واصل هوايته المفضلة بقلب اللعب لصالح الخصم بالتغييرات الخاطئة، لأن كروس هو أميز لاعبي الوسط في الريال، وخروجه في مثل هذه الأجواء أعطى المباراة كاملة إلى أتليتكو، مما جعل كاسيميرو وحيدا أمام خط دفاعه، ليحصل الأتليتي على الكرة ويسيطر أنخيل كوريا على هذه المنطقة تماما، ليصل الفريق الضيف إلى المرمى في أكثر من مناسبة حتى تسجيل هدف التعادل وإطلاق الحكم لصافرته معلنا نهاية المباراة.

رهانات إنريكي
توقع الجميع عودة برشلونة واستغلال الفرصة، لكن إنريكي هو الآخر كان له رأي آخر، باستمرار سياسة المداورة بشكل خاطئ في شهر أبريل، فالبارسا هذا الموسم عانى كثيرا ضد كل منافسيه خارج أرضه، وأضاع نقاط سهلة أمام فياريال وبيتيس وديبورتيفو، لدرجة أنه حسم معظم المباريات القوية على أرضه بسهولة في تناقض واضح لحامل اللقب هذا الموسم. ونتيجة لهذه المعطيات، فإن نظام المداورة كان أولى تطبيقه في مباراة إشبيلية وليس ضد ملقة.

حصل راكيتيتش على بطاقة متعمدة ضد إشبيلية، وجلس إنييستا على الدكة في البدايات، ليلعب برشلونة منقوصا من خط وسطه الرئيسي، ويدفع الفريق ثمن صفقاته السيئة في كل مباراة خارج الديار، لأن غوميز ودينيس سواريز خارج الخدمة تماما خلال الفترة الماضية، من خلال أداء سلبي وظهور باهت سواء بالكرة أو من دونها، كل هذه الأمور جعلت ملقة في وضع أفضل، وعقدت المباراة على الضيوف، حتى تسجيل ساندرو هدف التقدم وطرد نيمار، وقتها فقط انتهى كل شيء.

دفع برشلونة الثمن غاليا هذا الموسم، لأن البطولة الحالية أسهل كثيرا من ليغا 2015 ضد أنشيلوتي، لكن الفريق أضاع نقاطا سهلة في أكثر من مباراة، وفكر في الشامبيونزليغ ليضحي بالنسخة المحلية مبكرا. ورغم أن الفارق لا يزال مقبولا على المستوى النظري، تبقى العودة شبه مستحيلة خصوصا أن الريال ينقصه مباراة مؤجلة ضد سيلتا، وبالتالي فإن برشلونة لم يعد يعتمد على نفسه، وسيظل مرتبطا بأقدام الآخرين في النهايات.

عمق الفريق
تعاقد الكتلان مع أكثر من لاعب بالصيف، دينيس سواريز وأندريا غوميز وألكاسير ولوكاس ديين، لكنه في المقابل ترك أسماء أخرى بالتدريج كالظهير الأيسر غريمالدو ومارك بارترا ومنير الحدادي وساندرو راميريز، ليفقد الفريق دكة البدلاء تماما، بسبب صعوبة اندماج الجدد داخل النظام التكتيكي، وإحراق الجهاز الفني لعناصره الجديدة بكثرة المداورة وتعدد التشكيلات من مباراة لأخرى، مما أفقد البارسا جزءا رئيسيا من انسجامه وتناغمه.

تستحق الليغا الحالية أن تكون بطولة الأقل هفوات، فالريال نفسه لم يقنع المتابعين في مباريات عديدة، وفقد نقاطا سهلة، لكن في المقابل أضاع برشلونة نقاط أسهل وأدار الطاقم الفني الموسم بطريقة سيئة، من خلال استخدام المداورة في غير موعدها، وارتكاب بعض الهفوات القاتلة من جانب النجوم كلقطة نيمار في تدخله العنيف ضد ظهير ملقة دون أي سبب منطقي.

تؤكد لغة الأرقام أن هذا الموسم هو الأكثر ضياعا للنقط بين الغريمين، فالريال سقط في عدة مباريات أمام إشبيلية وفالنسيا ولاس بالماس وأتليتكو، لكن في المقابل وضع برشلونة نفسه في موقف محرج للغاية، بسبب أدائه السيئ في الملاعب الصغيرة على غير العادة، ليبتعد كثيرا عن الصدارة مطلع شهر أبريل.

ومن البطولة المحلية إلى دوري الأبطال، تتضاعف التحديات أمام القطبين الكبيرين من خلال مواجهات صعبة ضد فرق بحجم بايرن ميونخ ويوفنتوس، في مباريات لا تقبل أبدا الأخطاء المتكررة، لأن أي هفوة ستعني الخروج المؤكد، فالفريق الألماني يختلف عن منافسي الريال السابقين، بينما يوفنتوس لن يسمح أبدا بريمونتادا كتلك التي قبلها باريس.

زر الذهاب إلى الأعلى