أكدت ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن، أنجالي صن، أن التمويل المطلوب من الجهات المانحة لا يتعدى العشرة دولارات لكل امرأة وفتاة يمنية متضررة بسبب الحرب والعنف الجنسي.
وأوضحت في حوار مع "أخبار الأمم المتحدة" نُشر أمس الجمعة، أن وضع النساء والفتيات في سن الإنجاب في اليمن يتدهور باستمرار في ظل الصراع القائم وانعدام خدمات الصحة الإنجابية، مشيرة إلى ارتفاع معدل العنف الجنسي في البلاد.
ويشار إلى أن نحو 15 في المائة فقط من أصل 2.1 مليار دولار الضرورية لتمويل دعم اليمن المنكوب بويلات الحرب خلال العام الجاري 2017، جمعت حتى الآن. كما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن المانحين في المؤتمر الرفيع المستوى الذي عقد في جنيف يوم 25 أبريل/نيسان الجاري، تعهدوا بتقديم 1.1 مليار دولار لمساعدة الجهود الإنسانية في اليمن.
وبيّنت صن أن "هناك ما يقدر بنحو 2.2 مليون امرأة وفتاة في سن الإنجاب في اليمن اليوم. وإن زيادة النقص في الغذاء أدت إلى إصابة ما يقدر بنحو 1.1 مليون امرأة حامل بسوء التغذية. وهذا يهدد حياة نحو 52 ألف امرأة، كما من المرجح أن تتطور المضاعفات أثناء ولادة الأطفال، لأن النساء تعرضن للضعف ويعانين من نقص في الأغذية، هذا سيؤدي إلى مضاعفات حقيقية أثناء ولادة الأطفال".كلام أنجالي صن جاء في حوار هاتفي مع "موقع أخبار الأمم المتحدة"، قبيل انعقاد المؤتمر في جنيف، أشارت فيه إلى النقص في وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة من النزاع، وإلى صعوبات الحصول على إمدادات طبية منقذة للحياة في اليمن بسبب الحصار الجوي والبحري.
ولفتت صن إلى ارتفاع عدد المتضررات من العنف الجنسي، وقالت: "ما نشهده هو أن حوادث العنف الجنسي ازدادت بأكثر من 63 في المائة على مدى العامين الماضيين، ما عرض 2.6 مليون امرأة لخطر العنف القائم على نوع الجنس. وفي عام 2016، أبلغنا عن 10 آلاف و806 حالات عنف قائم على نوع الجنس. وتشير التقديرات إلى أن 52 ألف امرأة معرضات لخطر العنف الجنسي بما في ذلك الاغتصاب".
وأكدت أن الصندوق لا يزال ملتزما بحماية حقوق جميع اليمنيين، لا سيما النساء والفتيات، من أجل ضمان توسيع نطاق الصحة والكرامة والحماية خلال هذه الأوقات المقلقة، مشيرة إلى أنه "في عام 2016، وصلنا إلى مليون امرأة وفتاة بخدمات الصحة الإنجابية والخدمات القائمة على أساس النوع الاجتماعي. وقدمنا خدمات الاستجابة للعنف القائم على النوع الاجتماعي إلى 6800 من المستفيدات. ووزعنا ما يقرب من 80 ألف مجموعة من لوازم الصحة الشخصية، ووصلنا إلى 54 ألف مستفيدة بخدمات الصحة الإنجابية. ووصلنا إلى أصعب المناطق من خلال العيادات المتنقلة".
وتابعت: "لكن هناك احتياجات ضخمة للنساء والفتيات المقدر عددهن بنحو 2.2 مليون امرأة يمنية في سن الإنجاب يحتجن إلى دعم عاجل، بحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان الذي طلب تمويلا قدره 21.1 مليون دولار أي ما يعادل عشرة دولارات لكل امرأة وفتاة متضررة".
ومضت صن قائلة: "ما زلنا بحاجة ماسة إلى الموارد التي تعتبر بالغة الأهمية، وإذا أردنا الوصول إلى العديد من النساء والفتيات المتضررات، وما نطلبه هو بالفعل الحد الأدنى".