[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
أخباررئيسية

في ذكرى الوحدة: مطلب الانفصال ليس حكراً في الجنوب دون الشمال

في الذكرى الـ27 للوحدة اليمنية، يعيش اليمن أصعب مراحله على الإطلاق، لكن ما هو ملحوظ بشدة، أن مطلب الانفصال الذي رفعه جنوبيون منذ سنوات، لم يعد محرماً في الشمال، فالعديد من الأصوات تعتبر أن الانفصال وفقاً للظروف الحالية قد يكون خياراً أقل مرارة.

ولطالما توجهت الاتهامات لشماليين بالاستفادة من الوحدة، لكن الواقع أن الوحدة التي يجد فيها المواطنون من جميع مناطق اليمن توفرها، في السنوات الأخيرة، هي في محافظات الشمال، وفي المقدمة منها صنعاء، فيما عدن ومحيطها محافظات لحج، أبين، الضالع، تكاد تخلو من أي مسؤول من المحافظات الشمالية ولم يعد هناك من مظاهر يمكن أن تعبر عن استفادة للشمال.

حالياً، من النادر في المحافظات الشمالية أن يكون هناك من يثير نعرات عنصرية ضد المواطنين من المحافظات الجنوبية، فيما الجنوب لا يتردد سياسيون عن ترديد عبارات تحريضية لا أساس لها من السابق.

أصوات معدودة وفي ظل وجود مزاج متصاعد لم يعد يرى أي خسارة بالوحدة بعد ما وصلت إليه البلاد، قليلاً من تخرج أصوات سياسية للمناداة بذلك علناً، ومن ذلك الناشط السياسي علي البخيتي، الذي صدح برأيه، فيما أسماه مبادرة لحل الأزمة منذ نحو شهرين، بالقول إن "هناك بالمقابل رأي نخبوي بدأ في التبلور في الشمال، يميل لخيار الانفصال بين الشمال والجنوب، ولم يتجرأ أصحاب هذا الرأي على طرح أفكارهم للمواطنين في الشمال".

ويتساءل "كيف يقاتل الجنوبي في الشمال وهو رافع لعلم التشطير لا علم الوحدة مع أنه يزعم أنه تحت شرعية هادي؟، وكيف يستحوذ الجنوبيون على أكثر من 75% من المناصب والتعيينات في شرعية هادي وأكثر من 90% من التعيينات في السلك الدبلوماسي مثلاُ ومع ذلك لا يزال المزاج الشعبوي الأقوى في الجنوب يطالب بالانفصال؟!، كل ذلك أصاب المتابع الأجنبي بالذهول واستعصى عليه فهم المشهد اليمني".

ويتابع " أن هناك واقعاً انفصالياً اليوم، أفرز يمناً شمالياً ويمناً جنوبياً على الأرض، وهذا الواقع الانفصالي أشد مرارة من واقع الانفصال ما قبل عام 90م، فعلى الأقل قبل عام 90م كان المواطن الشمالي يتمتع بحرية التنقل والعمل والاستثمار في المحافظات الجنوبية مثله مثل أبنائها، ويتمتع بحق المواطنة وكامل الحقوق السياسية مع أن الجنوب كان دولة مستقلة، فقد كان أحد رؤساء الجنوب ذو أصول شمالية، وكان كثير من النخبة التي تقود الجنوب من أصول شمالية، ولم يكن يجد الجنوبيون الوحدويون غضاضة في ذلك وبالأخص الذين تربوا على ثقافة الجبهة القومية والحزب الاشتراكي اليمني، أما اليوم فالمواطن الشمالي البسيط يتعرض لشتى أنواع المضايقات، ورُحل الكثير منهم، ويتم التعامل مع من بقي كطابور خامس محتمل".

واجب الشمال صوت آخر، السفير السابق، عبدالوهاب طواف يرى أن للشمال واجباً تجاه الجنوب ويقول "أخواننا الجنوبيين حتى اليوم لم يجربوا الوسائل الصحيحة لإستعادة دولة الجنوب؛ فكل ممارساتهم تصب فقط في شتم الشمال وطرد أبناءه ونهب ممتلكاتهم وشحن الشارع الجنوبي بإلغام عنصرية مناطقية، وأغلب ممارساتهم ماهي إلا ردود أفعال على عزلهم من مناصب أو طلباً لها".

ويتابع في مقالة كتبها مؤخراً أن المخرج هو "وقوف الشمال بجدية ووضوح مع إخواننا في الجنوب، ودفعهم إلى التوافق حول شكل وحدود الجنوب في المستقبل، ومن ثم التفرغ مع التحالف لإستعادة اليمن بعيداً عن إفرازات مايحدث في الجنوب".

زر الذهاب إلى الأعلى