أخبار

العيد يحل على اليمنيين والسوريين في ظل الحرب

يمر عيد الفطر ثقيلاً على اليمنيين والسوريين، في ظل اشتداد الحرب في البلدين، وانتشار الأمراض وخاصة الكوليرا التي تحصد أرواح مئات اليمنيين.

وبالرغم من المعاناة الكبيرة، لم تسرق الحرب نزعة المواطنين للفرح، إذ حاول عدد منهم الحصول على مقتنيات العيد وحلوياته بحسب القدرات المتاحة، ولو أن محاولاتهم اصطدمت بارتفاع كبير في الأسعار في الأسواق المحلية.
في سورية، تفاوتت الاحتفالات بالعيد بين المناطق، منها ما يعاني القصف والانفجارات والموت، ومنها ما لا يزال قادراً على الاحتفال ولو بالحد الأدنى. وشهدت بعض الأسواق حركة شراء خصوصاً للحلويات أو للمواد الأولية التي تساعد الأسر على صناعتها في المنزل.

أما في اليمن، وللعام الثالث على التوالي، حل عيد الفطر في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية، إلا أن غالبية السكان كانوا حريصين على الاحتفاء بالعيد تحت قاعدة "إن العيد لمن استطاع إليه سبيلاً".

وخلافاً للأعياد السابقة، جاء العيد الحالي ونحو مليون و200 ألف موظف حكومي يعيشون بدون رواتب منذ 10 أشهر، ما جعل رقعة الفقر تتسع بشكل غير مسبوق، ليصبح ثلثا سكان البلد الفقير (27 مليوناً)، على شفا مجاعة، ولا يعلمون ما إذا كانوا سيتناولون وجبة تالية أم لا، وفقا للأمم المتحدة.

وعلى الرغم من كل الظروف السوداوية، والتي فاقمها تفشي وباء الكوليرا، وفق تقرير "الأناضول"، إلا أن اليمنيين حرصوا على استغلال عيد الفطر لاقتناص لحظة فرح، هم في أمس الحاجة إليها، وبدت الأسواق مكتظة بالمتسوقين.

وبدا طبق الحلوى أو ما يعرف ب"الجعالة" في العاصمة صنعاء ومدن الشمال اليمني، من الأساسيات التي يحرص اليمنيون على حضورها في منازلهم لاستقبال "عيد مُرّ" بكل المقاييس، حتى وان تخلوا عن طقوس أخرى كانت بالنسبة لهم هامة قبل الحرب.

وشهدت المستودعات الخاصة بحلوى العيد في صنعاء، إقبالاً ملحوظاً من اليمنيين، لاقتناء أصناف الحلوى التي يتم تنويعها في أطباق مخصصة يتم تقديمها للضيوف خلال أيام العيد. وقال" أحمد الحطامي"، وهو موظف حكومي للأناضول، إن طبق الحلوى "هو آخر الملامح التي يتمسك بها غالبية اليمنيين والتي تدل على أنهم يعيشون في أيام عيد".

وأضاف" لم يعد أمامنا سوى هذه الحلويات لاستقبال العيد الباهت والمُر بكل المقاييس. نحن مجبرون على شرائها من أجل أطفالنا، ومن أجل المحافظة على أدنى طقوس الأعياد والتي اندثرت بسبب الحرب، وحضورها يشعرنا بأننا ما زلنا على قيد الحياة".

ويتكون طبق "الجعالة"، الذي يحرص اليمنيون على تقديمه، من الزبيب، واللوز والفستق وقطع الكعك المصنوعة في المنازل.

ووفقا لأحمد الحبابي، وهو مالك مستودع لبيع الزبيب واللوز والحلويات في صنعاء، فقد حرص غالبية السكان على اقتناء حلوى العيد، وإن لم يكن بالطريقة المعهودة خلال الأعوام الماضية.

وذكر الحبابي أن الزبيب اليمني الفاخر والمعروف ب"الرازقي" وكذلك اللوز الخولاني، كان محصوراً بالميسورين، لارتفاع سعره الذي يصل إلى 5 آلاف ريال للكيلو غرام (17 دولاراً)، وهو ما يجعل الغالبية تتجه لشراء الزبيب واللوز المستورد والذي يكون في متناول الجميع، نظرا لأسعاره الرخيصة، رغم تفاوت المذاق بين النوعين.

زر الذهاب إلى الأعلى