من عطل محركات طيران اليمنية إلى قطع وقود سيئون وعدن
عطل مفاجئ في أحد المحركات طيران اليمنية ، عالقون في المطارات والمدن من المسافرين بما فيهم المرضى المضطرون للعلاج خارج اليمن، وأسابيع من توقف مطار سيئون الدولي وامتناع شركة النقط عن تزويد المطار بالوقود، لكن ما علاقة ذلك بحرب خفية هدفت لإيصال شركة الخطوط الجوية اليمنية إلى التوقف، لتحل بدلاً عنها/ أو يساهم ذلك في التمهيد لشركة طيران بلقيس التابعة للتاجر أحمد العيسي حليف جلال عبدربه منصور هادي؟
وشهدت الفترة الماضية سخطاً متزايداً مع حملة من الانتقادات الموجهة للخطوط اليمنية على خلفية المعاناة التي يواجهها مسافرون بسبب عدم انتظام الرحلات وإغلاق المطارات بين الحين والآخر، وارتفاع الأسعار، وغيرها من أوجه المعاناة التي تبدأ بسبب إغلاق أغلب المطارات من صنعاء، وتوجهت العديد من الانتقادات على إثرها، إلى اليمنية باتهمامها بالأعطال والأسعار وكل ما له علاقة بمعاناة المسافرين، لكن مصادر في اليمنية والهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد، ترى أن ذلك جزء من حملة تستهدفها.
وتتحدث المصادر لـ"نشوان نيوز"، عن تفاصيل مهمة ليس أولها وضع علامات الاستفهام حول العطل في أحد محركات طائرة اليمنية مطلع يونيو الماضي اضطرارياً في حادثة كادت أن تتحول كارثة تؤدي بحياة العشرات، وليس آخرها توقف مطار سيئون الدولي الذي يعد أهم منفذ جوي إلى جانب مطار عدن مع توقف بقية المطارات وأبرزها مطار صنعاء منذ ما يقرب من عام.
العيسي إلى الجو
ارتبط اسم التاجر العيسي في عدن بأزمات المشتقات التي عصفت بالمدينة في شهور سابقة، ومع توقف شركة النفط عن تزويد مطاري عدن وسيئون بوقود الطيران، برزت التساؤلات حول الأسباب والجهات المسؤولة عن الإهمال الذي تسبب بمعاناة مئات إلى آلاف المسافرين، لتظهر الإجابة من مصادر في اليمنية وهيئة الطيران المدني تفيد "أن العيسي انتقل إلى الجو".
ويوم الثلاثاء الماضي، تناقل ناشطون في شبكات التواصل الاجتماعي، إعلانات عن تدشين أولى رحلات "طيران الملكة بلقيس" قريباً، وخارطة رحلاتها التي قالت الأنباء إنها سُتدشن يوم الخميس (ولم تدشن)، والشركة الجديدة تابعة لأحمد العيسي، فهل هذا التطور بريء من الحملة الكبيرة خلال الشهور الماضية ضد اليمنية وهل هو بريء من عدم تزويد مطار سيئون وفي وقت لاحق مطار عدن بالوقود؟
وفي السياق، نقل موقع "العربي" مؤخراً عن مصدر في اليمنية أنها تواجه حرباً بدأت ب«تسريبات وشائعات إعلامية، ثم انتقلت لفصل جديد بالتوقف عن تزويد مطاري سيئون وعدن بالوقود بهدف إجبار طيران اليمنية على التوقف»، مضيفاً أن «الشركة وفي إطار حرصها على الاستمرار بإيصال المسافرين إلى مطار عدن الدولي، اضطرت لتعبئة الوقود من جيبوتي على الرغم من التكلفة التي يسببها اضطرارها للمرور من جيبوتي».
تسريب التوقف الكلي
في الـ20 من يونيو الماضي، تناقلت وسائل إعلام تصريحاً لمسؤول في سفارة اليمن بالقاهرة، وينص على أنه "سيتم توقيف جميع رحلات الخطوط الجوية اليمنية من وإلى اليمن ابتداءً من تاريخ 27 يونيو الحالي وذلك بعد قرار شركة الإيرباص وشركة التأمين بتوقيف الطائرتين المتبقيتين للخطوط الجوية اليمنية وعدم السماح لهما بالطيران الا بعد تغيير المحركات نظراً لإنتهاء صلاحية محركاتهما". ولا يتسبعد متابعون أن يكون مصدر التسريب مطابخ هادي ومقربوه، ما يثير أسئلة حول دورهم بالحملة ضد اليمنية لتأسيس شركة طيران "بلقيس" التابعة للعيسي، المعروف بأنه من مقربي وشركاء جلال عبدربه منصور هادي.
صمت في الشركة
وتستغرب المصادر، ما تعتبره ملامح تقصير أو تساهل من قبل مسؤولين في شركة اليمنية إزاء الحملة التي تتعرض لها، فقبل نحو شهر من اليوم، خرج رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية اليمنية أحمد العلواني في عدن، بمؤتمر صحفي، للرد على الشائعات وتحدث عن المعوقات التي تواجهها الشركة،، كما إلى أن "شركة خطوط جديدة ستتولى عمليات نقل المسافرين من اليمن إلى خارجها خلال الفترة القادمة"، وربما إشارة لشركة العيسي.
إلى جانب ذلك، هناك علامات استفهام أخرى، حول ما يعتبر مراقبون أنه يضر بالشركة، ومن ذلك تأخر إحدى طائرات اليمنية متوقفة في مطار كراتشي بباكستان، منذ أكثر من تسعة أشهر، ولم يتم إصلاح عطلها، وعلى العكس، تدفع الشركة إيجار البقاء في المطار.
الوقود السعودي غير صالح
بعد تعطل مطار سيئون لأسابيع، تدخلت السعودية لإرسال عدد من قاطرات الوقود لتشغيل المطار ونقل الحالات الأكثر للسفر، لكن المفاجأة والتي أكدها مصدر في اليمنية لـ"نشوان نيوز"، أن الوقود السعودي الذي وصل إلى سيئون، تبين أنه غير صالح لتشغيل الطائرات، ما يثير تساؤلات حول أسرار تحول "الوقود السعودي" إلى مادة غير صالحة، وهل كان الخلل من المصدر، أم أنه تعرض للعبث في الطريق إلى سيئون.
كل ما سبق، يعد جزءاً من تفاصيل وتساؤلات مهمة عن أحداث وتطورات متلاحقة يعاني بسببها الآلاف وكادت أن تحيل شركة طيران اليمنية إلى التوقف بعد كل ما خسرته، بسبب الحرب وإغلاق أغلب المطارات، على ما يبدو أنه في صالح صعود شركة تجارية تتبع لرجل الأعمال النافذ العيسي.