فشل ونجاح.. ريال مدريد وبرشلونة: استقرارٌ وأزمة ثقة
خسر برشلونة لقب السوبر الإسباني لحساب غريمه التقليدي ريال مدريد في الكلاسيكو الذي جمعهما على ملعب "سانتياغو برنابيو" في مباراة الإياب، في ليلة عاش فيها النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي لحظات عصيبة مع زملائه، بعدما سقطوا بهدفين دون مقابل لتأتي الهزيمة الثانية بعد الأولى في "الكامب نو" بنتيجة 1-3.
عوامل كثيرة ساهمت في تتويج ريال مدريد وسقوط برشلونة، ومن دون شك لم يكن للحظ أي مكانٍ في لقاءي الذهاب والعودة:
غياب الثقة والحماس
قد يكون للمدربين دورٌ مهم في وضع الخطة وتحديد طريقة اللعب، لكن الأمور لن تسير على ما يرام إذا لم تكن الثقة موجودة في نفوس اللاعبين، وهذا العامل الأبرز الذي اتضح في الكلاسيكو، فلاعبو ريال مدريد كانوا جاهزين على المستوى الذهني، وبدوا متحمسين للعب وتحقيق الانتصار الثاني على الفريق الكتالوني في المقابل بدا أن العديد من لاعبي برشونة أمثال أندريه غوميش لا يمتلكون الثقة بأنفسهم للعب مثل هذه المباريات الكبرى، كما أن الروح كانت غائبة في أرضية الميدان.
الفريق والدكة
لم يتأثر ريال مدريد بغياب نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو، بل على العكس كان مرتاحاً في اللعب واستطاع تشكيل خطورة على مرمى برشلونة وهزّ الشباك، خاصة بسبب تحركات اللاعب الإسباني أسينسيو، ومتانة خط الوسط المؤلف من الكرواتيين لوكا مودريتش وكوفازيتش وتوني كروس، إضافة لامتلاك المدرب الفرنسي زين الدين زيدان دكة بدلاء مميزة على غرار إيسكو وغاريث بيل واللذان لم يشاركا نهائياً، في المقابل بدت علامات العجز وخلق الفرص واضحة في وسط ملعب برشلونة، وبغياب إنييستا على الرغم من تراجع مستواه، تأثر الفريق في هذه الناحية، واضطر ميسي في كثر من الأوقات للهبوط إلى وسط الملعب من أجل بناء اللعب، مع العلم أن المدرب إرنستو فالفيردي وضع خمسة لاعبين في هذا الخط، لكن ذلك لم ينفع خاصة أن الفريق لا يمتلك دكة بدلاء قوية، وربما أبرز اللاعبين لديه سيميدو وجيرارد دولوفيو.
سواريز وبنزيمة
شكل المهاجم الأوروغواياني لويس سواريز دائماً نقطة قوة للنادي الكتالوني، وكان من المفترض بعد رحيل البرازيلي نيمار دا سيلفا أن يرفع من إصراره على التسجيل، لكنه بدا فاقداً للتركيز أمام المرمى ولم يستغل الفرص التي سنحت له، بل إنه في الكثير من الأوقات لم يكن يتمركز في المكان المناسب لاستلام الكرة أو حتى التسديد، أما الفرنسي كريم بنزيمة، فكان جاهزاً على أعلى مستوى، فاللاعب يجيد التحرك بدون كرة، ويتمركز دائماً بشكل مميز، ووجد هذه المرة مساحات أكبر بغياب رونالدو، وهدفه في المباراة يُثبت مقدرته على التصرف بسرعة وذكاء أمام الخشبات الثلاث.
قوة الريال وتفوق زيدان
علينا الاعتراف أن ريال مدريد في الوقت الحالي يعتبر الأبرز على الصعيد العالمي، فهو يمتلك في كلّ مركز لاعباً من الطراز العالمي وبديلاً له مميزا قادرا على اللعب بشكل موازٍ للأول من دون ظهور أي هبوط وتأثر في المستوى، وهذا الأمر يعود إلى الفرنسي زين الدين زيدان، فعلى الرغم من تعدد الأسماء إلا أنه استطاع احتواء الجميع من خلال شخصيته الفذة والقيادية التي كان يتمتع بها حتى حين كان لاعباً، كما أن زيزو أوجد روحاً مغايرة بينه وبين اللاعبين، وهي مختلفة عن تلك التي يحاول المدربون إيجادها بفرض كلمتهم على الفريق، بل هو صديق لهم ومقرب منهم جداً.
الدفاع والحارس
ظهرت مشاكل كثيرة في خط دفاع برشلونة، وبات واضحاً أن ماسكيرانو لم يعد كالسابق بسبب تقدمه في السن، كما أن بيكيه لم يكن في أفضل حالاته في لقاءي الذهاب والإياب وتسبب في أخطاء فادحة، أما أومتيتي فتأثر هو الآخر وسط هذا الضياع، فكان تمركزه أكثر من مرة سيئاً وبسببه اهتزت الشباك من بزيمة، ويتوجب على المدرب الجديد إرنستو فالفيردي التصرف بأسرع وقت ممكن، كما أن الحارس الألماني أندريه تير شتيغن بدا مشتتاً في أكثر من مرة بعكس حارس ريال مدريد كيلور نافاس الذي لعب دوراً محورياً في التتويج باللقب بعد مستوى مميز ذهاباً وإياباً.