[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

إلى أين تتجه أسعار النفط بعد إعصار هارفي؟

ضرب إعصار هارفي منطقة خليج المكسيك في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تعتبر من أهم المناطق الإقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية وقلب صناعة النفط والغاز، ما أدى إلى توقف الإنتاج وإغلاق أو تعطل الكثير من مصافي تكرير وإنتاج مشتقات النفط الخام والبنزين.

أسعار النفط انخفضت لعدة أيام قبل وصول الإعصار إلى شواطئ مدينة هيوستن بسبب المخاوف من انخفاض الطلب القادم من معامل التكرير الموجودة في الخليج كنتيجة مباشرة.

ولكن الكثير من المحللين يعتقدون أو آثار إعصار هارفي سوف تمتد حتى الأسابيع القادمة ويمكن أن تؤثر سلبا على مجهودات منظمة أوبك لإعادة التوازن إلى السوق، وبالتالي يمكن أن تضغط أكثر على أسعار النفط، التي استقرت خلال شهر آب/أغسطس الماضي بين 50-52 دولار بالنسبة لخام برنت حسب بيانات منصة ) UFX يو اف اكس )، في حين أن خام تكساس شهد انخفاضا مطردا ليصل إلى حدود 46.75 دولار بفعل الإعصار.

فقد أشار المحللون في "بنك باركليز"، في مذكرة بحثية نشرها موقع “سي أن بي سي" أن الفيضانات التاريخية التي ضربت ولاية تكساس في الولايات المتحدة، من المحتمل أن تصعب من مهمة منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك في إعادة التوازن إلى السوق بسبب الاختلال الذي سوف يظهر في سوق النفط مع انخفاض الطلب على النفط الخام في الكثير من المصافي ومعامل التكرير الموجودة في خليج المكسيك.

وكتب محللو البنك في تقريرهم:" في الأسابيع المقبلة، نحن نتوقع أن تجعل الآثار الناجمة عن إعصار هارفي، مهمة منظمة أوبك، في إعادة التوازن إلى السوق أصعب في الحفاظ على الاتجاه الصاعد للأسعار".

وأضاف التقرير:" تذبذب عمل مصافي التكرير وإنتاج وتداول النفط سوف يجعل البيانات الأسبوعية الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أكثر تشويشا وأقل فائدة بالنسبة لمنظمة أوبك وأسعار النفط".
وكانت منظمة أوبك قد وقعت اتفاقا مع روسيا وبعض الدول الأخرى من خارج المنظمة من خفض الإنتاج بقيمة 1.8 مليون برميل يوميا حتى مارس آذار عام 2018، بهدف تقليص الحجم المعروض من النفط ودعم الأسعار، ومن المتوقع أن يجتمع وزراء الطاقة للدول الموقعة على الاتفاق في 22 أيلول/سبتمبر المقبل لدراسة إمكانية تمديد العمل بهذا الاتفاق.

ويرى المحللون المختصون في تداول السلع أن قطاع تكرير النفط في الولايات المتحدة الأمريكية قد تلقى ضربة قوية بسبب إعصار هارفي، وأشار تقرير لوكالة رويترز أن قدرة التكرير الكلية انخفضت بنسبة 11.8%

وقالت' ‘أمريتا سن" رئيسة قسم تحليل النفط في شركة الاستشارات "إنيرجي اسبكت": بناءا على تقديراتنا، فإن مصافي التكرير العاملة في خليج المكسيك قد فقدت 36% من قدرتها الإنتاجية وهذا ما يمثل أكثر من 3.6 مليون برميل في اليوم ودرجة الضرر تختلف من محطة تكرير إلى أخرى، فمنها من أغلق بشكل أو جزئي".

وأضافت: “على عكس ما كان عليه الأمر في الماضي عندما ضرب آخر إعصار في عام 2008 فإن الولايات المتحدة الآن بلد مصدر للنفط وهذا ما يجعل تداعيات الإعصار كبيرة على السوق العالمي للمشتقات النفطية والطاقة بصفة عامة، حيث شهدنا ارتفاع كبير في أسعار هذه الأخيرة ".
من الواضح أن التأثير السلبي للإعصار على أسعار النفط على المدى القصير لا مفر منه، ولكن السؤال الذي يطرحه الكثيرون الآن هو إلى متى حتى تستعيد مصافي خليج المكسيك عافيتها، وإلى أي مدى بلغت درجة الأضرار فيها.

في حين أن معظم المصافي قامت بإغلاق احترازي، فإن البعض الآخر مغمور تماما بمياه الأمطار ولا تعرف إلى حد الآن درجة الأضرار، وحسب توقعات بنك غولدمان ساكس فإن 10% من قدرة التكرير في الخليج والتي بتبليغ حوالي 4 مليون برميل في اليوم ستبقى خارج الخدمة لعدة أشهر، وذلك بناء على تجارب الأعاصير السابقة مثل كاترينا اعصار ريتا.

*محلل اقتصادي مصري

زر الذهاب إلى الأعلى