سلطة رابعة

قصة طباخ مصري تحول إلى محلل استراتيجي في قنوات تلفزيونية!

تقمّص صاحب حانة لبيع سندويشات البيض في نيويورك، دور محلل سياسي وخبير دولي لا يشّق له غبار، وهو ينثر أراءه وتحليلاته من داخل حمام مطعمه الذي اتخذ منه استوديو بث مباشر.

وحسب موقع قناة روسيا اليوم، فقد فضحت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم الاثنين، واقعة استضافة عدد من القنوات المصرية، بشكل دائم وباستمرار صاحب مطعم وبائع ساندويشات بيض داخل مطعم في نيويورك باعتباره محللاً ضليعا وخبيراً استراتيجيا في الشأن الأمريكي، كما في الشؤون الدولية الأخرى، وصولا إلى البرنامج النووي لكوريا الشمالية، ومرورا بكل ما يتصل بما يسمى ب "الربيع العربي" وشؤونه وشجونه.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي يعتبر فضيحة إعلامية وأخلاقية، إن الطباخ حاتم الجمسي، يشرّح السياسة الأمريكية ويلقي الضوء على خباياها وأسرارها ومتاهاتها، من مطعمه البسيط في نيويورك ولكن عبر أثير الفضائيات المصرية، وعندما ينتهي تقمصه لدور المحلل الاستراتيجي والخبير العارف ببواطن الأمور وظواهرها، وينتهي البث المباشر معه، يزيل عن أذنيه سماعات المداخلة الهاتفية، ويفتح الباب من الاستوديو المؤقت في الحمام ويعود إلى وظيفته اليومية، في تقشير البيض المسلوق وفرم الخضار وتشريح فطائر الخبر كبائع سندويشات.
ووفقا للصحيفة، يمتلك الجمسي مطعما بحي كوينز في ولاية نيويورك، وهو مكان معروف يقدم الساندويشات الشرقية مع البيرة، ولكن لا أحد من مشاهديه في مصر يعرف أن الرجل المنشغل بعد انتهاء البث المباشر معه، بطهو وبيع ساندويشات البيض، هو نفسه الذي ظهر للتو على برامج التوك شو التلفزيونية المصرية الشهيرة، التي تناقش وتحلل مواضيع ومسائل دولية شائكة، تبدأ من سياسة الهجرة التي تتبناها إدارة الرئيس دونالد ترامب، وتمر بالبرنامج النووي والصاروخي لكوريا الشمالية، لتحط رحالها عند مستجدات الربيع العربي وغزو الفضاء وغيرها من المواضيع الراهنة.
ربما ليس هناك من بين زبائن بائع السندويشات حاتم الجمسي البالغ من العمر 48 ، من يعرف أن هذا الرجل الذي يعتني بلف السندويشات وتقشير البيض وتقطيعه وإضافة التوابل إليه، هو نفسه الذي يظهر أيضا على البرامج التلفزيونية المصرية، ليطلق مواقف هامة، ويتحدث في مواضيع استراتيجية خطيرة، ويحلل أحداثا ووقائع معقّدة، ليس أولها الإرهاب الدولي ولا آخرها احتمالات اندلاع نار حرب نووية بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، ولا يعرف الكثيرون ومنهم القنوات التلفزيونية التي تستضيفه، أن استوديو البث التلفزيوني المباشر الذي يستخدمه لنشر تحليلاته وأرائه عبر الأثير ما هو في الواقع غير حمام بسيط قائم في خلفية المطعم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى